وفاة مريض داخل مطار سيئون بعد رفض الاعتراف بجواز سفره الصادر من صنعاء
المسيرة| سيئون:
في الوقت الذي يواجهُ أبناءُ اليمن أبشعَ وأقذرَ حرب إبادة جماعية عرفها التأريخ القديم والحديث على أيدي تحالف الإجرام السعوديّ الأمريكي الإماراتي تزداد ضراوة يوماً بعد يوم وتحظى بتواطؤ أممي ودولي تعرّت معها كُــلُّ المفاهيم الإنسانية لتلك المنظمات المتساقطة أخلاقياً، إلا أن المعركةَ التي يديرُها الغازي والمعتدي اليوم لا تتوقفُ عند العمليات العسكريّة فقط، فمن لم تقتلْه صواريخُ وقنابل العدوان قتله الحصارُ الاقتصادي وتضييقُ الخناق براً وبحراً وجواً.
ومع إغلاق مطار صنعاء الدولي من قبل تحالف العدوان وعجز الأمم المتحدة في ممارسة الضغوط على الرياض بفتح المطار أمام المرضى والطلاب الدارسين، الأمر الذي يكشف قبحَ الريال السعوديّ الذي أثبت قدرته في شراء كُــلّ المواقف الدولية لصالحه، فإن الإجراءاتِ الخطيرة التي اتّخذها العدوان ومرتزِقته في حكومة الفارّ هادي بعدم الاعتراف بالجوازات الصادرة من المناطق الواقعة تحت سيطرة حكومة الإنقاذ الوطني في حرب هُوية لا تقل هوادة عن الحروب الأخرى، تسببت في إزهاق أرواح الكثير من المرضى اليمنيين المحتاجين للسفر إلى خارج الوطن، وسط مطارات عدن وسيئون الخاضعة لسلطة الاحتلال في انتهاك خطير لكل المواثيق الدولية وحقوق الإنسان.
وأكّـد مَصْـدَرٌ محلي في مدينة سيئون، أن مواطناً من العاصمة صنعاء في الأربعين من عمره توفى، أمس الأول، داخل مطار سيئون أثناء توجهه للعلاج الطارئ في القاهرة، موضحةً بأن مرتزِقةَ الاحتلال بمطار سيئون منعت صعودَ المريض إلى الطائرة وفقاً لموعد رحلته المحددة المحجوزة وذلك بسبب امتلاكه جواز سفر صادر من صنعاء ومطالبته بجواز جديد صادر من مناطق سيطرة الاحتلال والذي يصل قيمته إلى حوالي 150 ألف في واحدة من صور الفساد المستشري بحكومة الفارّ هادي، ويصل مدة إصداره حوالي 40 يوماً في أغلب الأوقات.
وأشار المَصْـدَرُ إلى أن مرتزِقة الاحتلال في مطار سيئون أصرت على رأيها بعدم الاعتراف بجواز المواطن المريض القادم من العاصمة صنعاء دون النظر إلى وضعه الصحي الحرج وحالة الاحتضار الذي كان يعيشها قبل أن يتوفاه الأجل داخل صالة المطار وإعادته إلى منزله وذويه جثةً هامدة؛ بسبب حرب الهُوية الذي يمارسها العدوان بحق أبناء الشعب اليمني وفقاً لمُخَطّطاته وأهدافه الخبيثة في تقسيم اليمن وتدمير نسيجه الاجتماعي وهُويته الثقافية.