وترامب: مستمرون بقيادة العدوان على اليمن
وقْفُ الدعم الأمريكي للسعودية في حرب اليمن.. مشروع قانون يسعى الكونجرس لإقراره خلال الأيام القليلة القادمة، وحتى لا يخطئ الناس في تقدير الموقف، ويعلّقوا آمالاً كبيرة أو صغيرة حول ما يجري في واشنطن من نقاشات عن اليمن، فإن ذلك بادئ ذي بدء يؤكّدُ للمرة المليون أن الحربَ أمريكيةٌ بالدرجة الأولى وقرار وقفها أو استمرارها منوطٌ بالإدارة الأمريكية سواءٌ أكان الرئيسُ جمهورياً أو ديمقراطياً، تاجراً أو فاجراً أو كافراً، مهووساً بنشر الديمقراطية أو مغرماً بالأنظمة الديكتاتورية، فالحربُ على اليمن أمريكية قراراً وسياسةً وسلاحاً وتجارةً، وغير ذلك هي ليست أولَ حرب تخوضُها أمريكا بالوكالة، وإنما هي أولُ حرب بهذا المستوى تشعلُها أمريكا داخلَ الجزيرة العربية مستهدفةً شعباً من أكثر شعوب العالم حبًّا للسلم والسلام، موكلةً المهمةَ إلى أشدِّ الأنظمة التصاقاً بمصالحها بعد إسرائيل، مما يجعل أيَّ قرار لوقف الحرب مجرد لعبة لتضليل الرأي العام، إلا أن ترامب رغم فجوره في كثيرٍ من القضايا كان صريحاً برفضه التخليَّ عن السعودية في حربها على اليمن، ملوّحاً باستخدام الفيتو لإفشال أي قرار يُتخَذُ في هذا الشأن، مقدماً بذلك وجهَ أمريكا الحقيقي، ودون أن يختبئ وراء إصبعه يقول ترامب للعالم بأن قرارَ استمرار حرب اليمن أو وقفِها يخُصُّ البيتَ الأبيض، وبن سلمان ليس إلا أداةً تنفيذيةً صغيرة علقت الحربُ باسمه ولا تصدّقوه بادّعائها حتى وإن رأيتموه معلَّقاً بأستار الكعبة.