11 فبراير .. بقلم/ صالح مقبل فارع
مثّل يوم 11 فبراير منعطفاً حقيقياً في تأريخ اليمن الحديث، إذ في مثل هذا اليوم من عام 2011م خرج شبابُ صنعاء في مظاهرة عفوية مطالبين الحكومة بالإصلاح، ولما لم تستجب الدولة لمطالبهم قرّر الشباب الاعتصام في ساحة الجامعة، فواصلوا الاعتصامات واستمروا في المظاهرات والاحتجاجات ضد نظام علي عبدالله صالح وحكمه، ورفعوا سقف مطالبهم، فلم يعد مطلبهم الإصلاحات فقط بل طالبوه بالتنحي وترك الرئاسة وإسقاط نظامه الذي دام لعقود.
فكانت هذه الاعتصامات هي الشرارة الأولى لثورة حقيقية عمت فيما بعد جميع المدن اليمنية.
هذا الثورة قادها شباب اليمن بدافع ذاتي عفوي نتيجة لمعاناتهم وفقرهم وعدم حصولهم على عمل وتهميشهم، ثم انضم إليهم الشعب اليمني بكافة أطيافه وطبقاته، فانتفضت جميع المدن اليمنية وخَاصَّـة صنعاء وصعدة وتعز وعدن، فأصبحت ثورة حقيقية شعارها “الشعب يريد إسقاط النظام”.
ولكن (وآح من لكن وما بعدها) تآمرت على ثورة الشباب قوى إقليمية ودولية، وخَاصَّـة السعوديّة وأمريكا، فأمرت علي محسن بالالتحاق بها، فكان انضمامه إليها أولى خطوات التآمر على هذه الثورة وتضحيات الشباب، وهي الخطوة التي مهدت بعد ذلك للمبادرة الخليجية التي أنتجت لنا الدنبوع وأعادت ترتيب وتقسيم السلطة على أطراف النظام السابق، فهمشوا الشباب ومطالبهم، ولم ينظروا في معاناتهم وما خرجوا إليه، ولم يحقّقوا مطالبهم، وأصبحت الدولة بعد الثورة هي نفسها الدولة التي كانت قبلها، يعني على قولة المثل اليمني “ديمة وخلفنا بابها”.
لكن الشعب اليمني فطن لهذه المؤامرة التي خُطط لها في الرياض وواشنطن وخاف على ثورته من السرقة وكي لا تصبح تضحياتُه هباءً منثوراً، فقرّر مواصلة النضال والاستمرار في الثورة، فواصل واستمر فيها حتى انتصارها الفعلي في 21 سبتمبر 2014م.
فجاءت ثورة 21 سبتمبر كثورة تصحيحية لتعيد ثورة 11 فبراير إلى مسارها الصحيح.