أُمُّ الأسير .. بقلم/ يحيى صلاح الدين
جلست أُمُّ الأسير حمزة أمامَ شاشة التلفزيون تشاهِدُ لحظات الإفراج عن الأسير السعوديّ موسى عواجي وتتابعُ صعودَه إلى طائرة الصليب الأحمر في مطار صنعاء تستعدُّ لنقله إلى أهله وهو يلوحُ بيده مودعاً لمن أسره، في مشهد يجسد العلاقة المصادقة بين الأسير ومن أسره؛ نتيجة للتعامل الإنساني الذي وجده لربما لم يجد مثل هذه المعاملة بين أهله أَو من قبل النظام السعوديّ الظالم وتذكرتْ الأُمُّ ابنَها الأسير حمزه المعتقل في أحد السجون التابعة للتحالف السعوديّ وراح بها الخيالُ والتساؤل: هل يعامَلُ ابنُها الأسير كما نعامل أسراهم؟ وفاضت عيناها من الدمع قائلة: أين ابني؟! أطلقوا سراح ابني، لقد أفرجنا عن أسيركم لماذا لا تفرجون عن أسرانا؟ وهنا تدخل الأبُ وراح يهدّئ من روع وألم الأم على ابنها، وبعد أَيَّـام رَنَّ الهاتفُ وجاءها خبرُ رضوخ التحالف السعوديّ وقبوله بتسليم بعض الأسرى للصليب الأحمر وسيتم نقلهم إلى مطار صنعاء وابنها الأسير من بين هؤلاء الأسرى وكادت الأم تطير من الفرح لسماعها هذا الخبر، لكن لم تدم فرحتها طويلاً فعندما وصلت طائرة الصليب الأحمر التي تقل بعض الأسرى إلى مطار صنعاء من بينهم الأسير حمزة الذي تم نقلُه بعد وصول الطائرة إلى المستشفى مباشرة، حَيْـثُ كانت حالته الصحيةُ حرجةً وذهبت الأُمُّ لتراه وعندما شاهدت ابنَها ممدداً على السرير صُدمت الأُمُّ لم يعد ابنها كما رأته آخرَ مرة، لقد عاد حمزة نصفَ إنسان مقعد غير قادر على الحركة والجراحُ تملأ جسدَه المنهك من شدة التعذيب فاقتربت من ابنها تحتضنُه وتبكي وتقول بحرقة: ماذا فعلوا بك يا ولدي هؤلاء الوحوش الجبناء؟.. نظر حمزة إلى أمه بصمت والألم يملئُه، ثم روى المعاناة التي لقيها قائلاً: من شدة التعذيب فقدت أجزاءً من جسدي، فقدت أصابع يدَيَّ وقدمَيَّ؛ نتيجة لربط أطرافي بالسلاسل وتعليقي من السقف لأيام وأسابيعَ، وكان يُمنَعُ عني النوم والشرب لفترات طويلة، وكنت وبقية الأسرى نتلقى الإهانات بشكل مستمرّ.
آه.. ماذا أقولُ لكم؟!!، لو تعلمون كم يلاقي الأسرى من العذاب والمعاناة في سجون التحالف السعوديّ، فبعضُ الأسرى تم إعدامُهم، والبعضُ الآخرُ تُرك للكلاب لتنهشَ لحمَه، لا توجد أيُّ حقوق تُذكَرُ للأَسْـرَى هناك، على المجتمع الدولي والصليب الأحمر القيامُ بمسؤوليته وتشكيل لجنة تحقيق دولية لرفع معاناة الأسرى في المعتقلات التابعة للتحالف السعوديّ يجب أن تتم محاكمة ابن سلمان وابن زايد كمجرمي حرب.