هل للإصلاح والاشتراكي والناصري موقفٌ آخر؟ بقلم/ محمد المنصور
ترى هل نسمعُ من الأمانة العامة للإصلاح أَو من الزنداني أَو صعتر أَو اليدومي أَو غيرهم من دعاة الإصلاح وقياداتِه وناشطيه إدانة أَو استنكاراً لما أقدمت عليه ما تسمى الشرعية من حضور لمؤتمر أوسلو باسم اليمن ومن إقدام المدعو خالد اليماني وزير خارجية هادي نحو التطبيع مع الكيان الصهيوني والجلوس بجانب نتنياهو وتبادل الحديث معه في مؤتمر وارسو، مما يعد بمثابة خيانة عظمى بحسب الدستور اليمني؟!.
وهل يا ترى سوف يصدر موقفٌ من هذه الجريمة الخيانية عن الحزب الاشتراكي اليمني أَو الوحدوي الناصري المنضوين تحت مسمى الشرعية؟ أم أن المالَ السعودي قد استعبد كُــلَّ مَن في الرياض بما فيهم أولئك الذين كانوا يصنفون أنفسهم بالإسْلَاميين واليسار والقوميين؟.
أم أن موقفَ اليماني هو موقفُ الإخوان وأنهم إنما كانوا يزايدون باسم فلسطين والأقصى، وكانوا يستثمرون في القضية الفلسطينية ويخدعون العامَّةَ من الشعب بتلك الشعارات والمهرجانات والفعاليات والمحاضرات والأنشطة التي كانت دائماً تدر أموالاً وتبرعاتٍ وهباتٍ تأتيهم من داخل اليمن وخارجه؟!.
نفسُ التساؤلات عما جرى ودلالاته تتصلُ اليومَ بموقف الحزبَين الاشتراكي والناصري اللذين كانت لهما مواقفُ مشرّفةٌ من القضية الفلسطينية ومن التطبيع مع الكيان الصهيوني حتى الأمس القريب.
موقفُ الاشتراكي والناصري بعد حَرْف البوصلة نحو الرياض والانخراط في العدوان السعودي الأمريكي الإماراتي التحالفي يبدو أصعبَ من موقف الإصلاح البرجماتي القابل للتشكُّل بحسب فقه الضرورة المتبَّع لديه.
تأكيدُ وتوضيحُ الإصلاح والاشتراكي والناصري للموقف من القضية الفلسطينية ومن التطبيع مع الكيان الصهيوني الذي تم في بولندا وباسم الشرعية لا يحتمل الصمتَ ولا دَسَّ الرؤوس في الرمال فهل ثمة موقفٌ؟ أم إنها النهايةُ الطبيعيةُ لكيانات سياسية شاخت وتخلّت عن موروثها النضالي وبرامجها وأدبياتها وانسلخت عن الدين والوطنية والانتماء للأُمَّــة وثوابتها في لحظة أمريكية صهيونية سعودية بائسة يتوهمون أنها قادرةٌ على أن تكتب نهايةَ التأريخ اليمني والعربي والإنساني، في حين أنها لحظةٌ أمريكية صهيونية سعودية مأزومة تبحثُ في صفقة القرن والتحريض ضد إيران وديمومة العدوان على اليمن عن متنفس يقيهم من السقوط.
سقطت ما تسمى الشرعية سياسياً ووطنياً وأخلاقياً من خلال انضوائها في صَفِّ العدوان السعودي الأمريكي التحالفي المجرم على اليمن، كما تسقط هذه الشرعيةُ التي لا تمثّلُ الشعبَ اليمني وإنما تمثل قوى تحالف العدوان وبكل مكوناتها اليومَ في مستنقع الخيانة والتطبيع مع الكيان الصهيوني العدو الأول للعرب والمسلمين، وهو ما يضفي على العدوان والمؤامرة متعددة الجوانب على اليمن وضوحاً لطبيعة الدور الموكَل إلى ما يسمى بالشرعية، وَوضوحاً لطبيعة الدور الأمريكي الصهيوني البريطاني السعودي الإماراتي التآمري على اليمن الذي تكشّف خلال العدوان بِكُـــلّ إبعاده السياسية والعسكرية والاقتصادية وضمن استراتيجية الاستهداف لليمن والمنطقة.
بطبيعة الحال فإنَّ هذه الخطوةَ الخيانيةَ التي أقدم عليها المرتزِق اليماني بالجلوس إلى جانب نتنياهو والحديث معه أمام الكاميرات وخلف الكواليس في مؤتمر بولندا التآمري على فلسطين واليمن والمنطقة سوف تعزّزُ الوعيَ الشعبيَّ المقاوِمَ للعدوان السعودي الأمريكي الصهيوني الإماراتي ومؤامراته على اليمن بمزيد من الحقائق والمؤشرات وسُبُل المواجهة، وبما يُسقِطُ كُــلَّ أوراق التوت عن ما يسمى بالشرعية، ما يؤكّد مجدّداً سقوطهم في دائرة الخيانة الكاملة للوطن، ومن هذا المنظور ينبغي التعاطي معهم سياسيًّا وقانونياً واجتماعياً بجرم الخيانة العظمى وفْــقاً للدستور اليمني والقوانين