أمريكا في عهد ترامب .. بقلم/ أمل المطهر
لطالما كانت لأمريكا سياستُها الخاصة في الاختيارِ الدقيق لمَن يمسكون زمام الأمور فيها، ابتداءً من الانتخابات الرئاسية حتى دخول الرئيس الجديد البيت الأبيض واستلامه لدفة الحكم.
ومن المعروف أن منظمةَ أيباك الصهيونية هي من تمول الحملات الانتخابية؛ كي تضمن وصول من تريده إلى البيت الأبيض. وقد يكون قد تم إعدادُه مسبقاً لهذا الغرض وهو خدمة إسرائيل وحمايتها والتغطية والتبرير لكل انتهاكاتها.
وقد لوحظ أن كُلّ من تعاقبوا على الحكم فيها قد تميزوا بالذكاء وإتقان فَن المراوغة والتلون حسب نوع الخطر المحدق بهم وذلك لتسيير المخططات الاستعمارية لأمريكا بالشكل المطلوب ودون إصدار الكثير من الضوضاء أَو إثارة السخط عليها وهذا هو ما تتجنبه أمريكا بشدة.
فمن ولاية بوش الأب وصولاً إلى ولاية باراك أوباما والأمور تسير كما خطط لها بكل يسر. فأمريكا كانت تحتلُّ الشعوب بذرائع متعددة، من أهمها مكافحة الإرهاب أَو مساعدة الشعوب الثائرة لإنجاح ثوراتها والتخلص من الحكام الذين كان أغلبهم أذرع لها في تلك الدول.
ارتكبت الجرائم وإبادة تلك الشعوب بكل أريحية دون أي رادع. وهي رغم كُلّ ذلك تحمل اسم المخلِّص والمنقِذ للشعوب.
وإن حصل وسمعت صوتاً من هنا أَو هناك يفضح تلك الجرائم نراها تهرع لعقد مؤتمرٍ صحفي أَو تطالب بعقد جلسة طارئة للأمم المتآمرة.
كي توضح ما يجري لمن فهموها “بالشكل الخاطئ” واتهموها بالوحشية أَو الاستغلال لتلك الشعوب وتضع بعض النقاط المغلفة بالتلفيق والتزوير وتشتيت الانتباه عن الفعل المدان لتأخذهم إلى ساحة الغاية تبرر الوسيلة. فتبدأ بعرض أهدافها النبيلة والإنْسَانية من وراء قتلها لكل أولئك الأبرياء وإظهار أسفها البالغ لاضطرارها لذلك؛ لأنها لم تكن تريد حدوث ذلك لكن كان عملاً لا بد منه لتحرير أراضيهم بسفك دمائهم!!!!
ولن أنسى ذلك المشهد المضحك المبكي للرئيس الأمريكي..
هذه هي السياسة الأمريكية أن تسير على أشلاء الأطفال والنساء وأنت تلقي خطباً عن الإنْسَانية وحقوقها.
أن تحاصر الشعوب وتمنع دخول الأدوية والحليب للأطفال وتميتهم ببطء وتتحدث عن حقوق الأطفال بكل وقاحة.
أن تقتل النساء وتستهدفهن في كُلّ مكان وتصيح بضرورة الحفاظ على حريتهن ومنحهن المساواة العادلة في نواحي الحياة.
فسياسة أمريكا: اقتلْ احتل، دمر، انهب، لكن احذر أن يُكتشفَ أمرك أَو أن تثير السخط عليك.
قناع الموت وقناع الإنْسَانية هذان قناعا العمل لاحتلال الشعوب ونهب ثرواتها.
لكن يبدو أن تلك السياسةَ تغيّرت في ولاية ترامب الذي لم أجد سببا مقنعا في كيفية اعتلائه كرسي حكم الولايات المتحدة سوى أن هذه المرحلة تتطلب شخصاً أحمقَ ومغامراً كترامب.
فمنذ أن تولى ترامب الحكم والصراحة المطلقة الممزوجة بالحمق والمغامرة ترافقه.
فلم نعد نجد ذلك التزييف للحقائق أَو اختلاق الذرائع؛ خوفاً من إثارة السخط.
فقد أظهر ترامب حقيقةَ أمريكا بأنها لن ترحمَ مَن لا ينطوي تحت هيمنتها. ولن تقبل بوجود دولة تعارضُ مصالحَها هي وابنتها المدللة إسرائيل.
أوضح ترامب في كثير من خطاباته حقيقة الصداقة بين أمريكا ودول الخليج العربي كالسعودية والإمارات بأنها صداقة مصالح فهم ليسوا أكثر من بقر حلوب تدر المال وتنفذ ما يُملى عليها فقط كما قالها مراراً: يجب أن تدفع السعودية ثمن حمايتنا لها.
أسقط ترامب أيضاً قناع الإنْسَانية المزيّف الذي كانت تختبئ خلفه وقتَ الحاجة بتصريحاته وخطاباته الكثيرة المليئة بالعنصرية والكراهية للإسلام والمسلمين.
هكذا بكل وضوح وشفافية أعلنها ترامب أمام العالم: “لولا السعودية ما كان الكيان الصهيوني موجوداً وإنها الداعم الرئيسي لهذا الكيان الغاصب”.
لقد فضح ترامب بحمقه العلاقات التأريخية بين السعودية والكيان الغاصب، العدو الرئيسي لكل الشعوب العربية والإسلامية.
يبدو أن مرحلةَ التطبيب على الجروح وإعطاء الجرع المسكّنة للشعوب بعد الضربات الموجعة قد انتهت. وجاء وقت الضرباتِ والصدمات المتتالية وَالصراحة الوقحة فها هي أمريكا تقولها على لسان ترامب بصراحة تامة: نحن نريد ثرواتكم ونريد إذلالكم.
ولن نشعر بالأمان إن تركناكم تكبرون.
فهل سيستفيدُ العربُ من صراحة ترامب أم سيظلون يختبئون خلف أصابعهم خوفاً من المواجهة؟!.