خالد كوكني .. بقلم/ أحمد الحسني
ثَمَّــــةَ أكثرُ من مبرِّرٍ وجيهٍ وَمنطقي لأَنْ يتصرَّفَ وزيرُ خارجية هادي كعاملِ خدماتٍ في مؤتمر وارسو وَيهرعَ لاستبدال الميكرفون المعطَّل أمام نتنياهو بالميكرفون السليم الموضوع أمامَه، أولها: الطبعُ الوضيعُ وَالطبعُ يغلبُ البروتوكولات، وَثانيها: أن طبيعةَ العمل الحقيقي للرجل خادمٌ لدى خَدَمِ نتنياهو، وَبالتالي فإنَّ خدمةَ سادةِ أسياده بالنسبة له وَلأمثاله لحظةٌ ذهبيةٌ تستحقُّ التوثيقَ مشفوعةَ بابتسامة الغبطة كذكرى لن تتكرّرَ، فالمرتزقةُ أمثال خالد اليماني خدمٌ مؤقتون سَرعانَ ما يتم الاستغناءُ عنهم كخطايا مرحلة لا يحبُّ أحد أن يبقى شيءٌ من دنسها في أضابير ذكرياته. الأمرُ الثالثُ: أن نتنياهو جاء إلى هذا المؤتمر ليتحدَّثَ وَحديثُه هو الغايةُ من إقامة المؤتمر، أما خالد اليماني فمجرد قطعة أثاث منبعجة جيء به كالآخرين إلى المخرج الأمريكي لتصميم ديكور مسرحية صفقة القرن وَصناعة جمهورها الزائف.
رُبَّما يبدو للكثيرين نشازاً وَجودُ يماني في مؤتمر لخيانة الأُمَّـة العربية وَالإسْــلَامية وَالتآمر على حقوق الشعب الفلسطيني وَحشر اسم اليمن بين أمريكا وَإسرائيل؛ لأن اليمن وَاليمنيين كانوا دائماً وَلا يزالون في طليعة الغيّورين وَالمدافعين عن قضايا العرب وَمقدّسات المسلمين وَحقوق الشعب الفلسطيني، غير أننا نعرفُ جيداً أن اسمَ اليمن منتحَلٌ في صفة وزير خارجية هادي كاليماني في اسمه وَأن خادمَ المحتل الإسرائيلي اليوم ليس اليماني وَإنما هو خالد كوكني ابن مستخدم الاستعمار البريطاني القادم من الهند وَأن الجنسيةَ اليمنيةَ التي حصل عليها قد سقطت عنه بالخيانة العظمى وَاليمنُ التي ذهب لتمثيلها في مؤتمر وارسو فهي الفندقُ الذي يُقيمُ فيه رئيسُه في الرياض، وَجلوسُه بين بومبيو وَنتنياهو يحدّدُ موقعَ تحالُف العدوان وَمرتزِقتهم وَطبيعةَ الحرب التي تُشَنُّ على اليمن منذُ أربع سنوات وَيوضح بجلاء أن معركتَنا اليومَ امتدادٌ لمعركة الأُمَّـة العربية وَالإسْــلَامية مع الصهيونية وَالإمبريالية الأمريكية وَلم يعد ثمة شبهة في تحديد الخندق الذي يجب على كل يمني أن يقفَ فيه وَالجبهة التي يجب أن يتوجه إليها..