اليمنيون يقولونها صريحةً مدويّةً: لا للتطبيع، لا للمطبّعين .. بقلم/ عبدالباسط سران
شهدت العاصمة صنعاء يوم الأحد ومحافظات صعدة والحديدة وإب وذمار وعمران وحجة والبيضاء والجوف والمحويت وتعز تظاهرات كبرى شارك فيها الملايين من اليمنيين لإعلان البراءة من خونة التطبيع وعُمَـلَاء الصهاينة، في مشهد يعكس الموقف العروبي الأصيل للشعب اليمني وتمسكه بالثوابت الوطنية والقومية والإسْلَامية وحملِهِ راية النضال والمقاومة ضد العدو الصهيوني كقضية وحدوية جامعة للعرب والمسلمين جميعاً.. عبرت عن إرادة شعبية جامعة لكل اليمنيين في مختلف محافظات الجمهورية.
اليمنيون بخروجهم بتلك الأعداد الملاينيية يوم الأحد 13 جمادي الثاني 1440هم الموافق 17 فبراير2019م وبصورة غير مسبوقة في العاصمة صنعاء والمحافظات والمديريات والقرى وكذلك العزل إنما أثبتوا ما قاله الإسْلَام عنهم قبل ألف وأربع مئة سنة ولم يأتوا بشيء جديد.
لما نهى الله عن موالاة اليهود والنصارى واعتبر ذلك انخلاعاً عن الدين وانتماء إليهم أشار بأن هناك حالاتٍ نفاقية وخيانية ستحدث وأنه حينها سيأتي الله بقوم مجاهدين لا يخافون في الله لومة لائم، قالت الروايات المتكاثرة إنها نزلت في أهل اليمن الذين وصفهم الإسْلَام أيضاً في حديث الرسول بأنهم (أهل الإيْمَان والحكمة)، وليس غريباً أن يضع الإسْلَام أهل اليمن باعتبارهم ممثلين للهُوية الإيْمَانية في مقابل الممثلين للهُوية الشيطانية أتباع قرْن الشيطان، وقد رفض رسول اللة صلوات الله عليه وعلَى آله في ذلك الحديث الشهير الدعاء لنجد قرن الشيطان باعتبارها رأس حربة الكفر الأمريكي الصهيوني وفي الوقت الذي دعا فيه بالبركة لليمن والشام أهم بلدين سيواجهان هذا المشروع، بل أليس غريباً علينا اليوم أن يخبرنا الإسْلَام أن رسول الله في يوم من الأَيَّام أخبر في حديث قصير جداً أن (الإيْمَان يمان والفتنة من هاهنا حيث يطلع قرن الشيطان) وأشار بيده إلى نجد.
وأخيراً وبما أن اليمنيين قد قالوا كلمتهم يوم الأحد وأكّـدوا أن اليمن كهُوية وجغرافيا وشعب وتأريخ وحضارة هي أرض سبأ ومعين وذو ريدان وحمير هي أرض العربية السعيدة في كتب الإغريق وهي المدن القديمة والوديان وتلك الجبال الشاهقة التي لا تزال تحتفظ بالأصول اﻷولى لبدايات العرب وجذورهم العتيقة.
وستظل هي اليمن التي تحتفظ بكل مقوماتها التأريخية والحضارية ذات الامتداد المتراكم لقرون الزمان وعاصمة العرب الأولى لَمن المؤكّـد أن شعبها الأصيل له مقوماته التي لن يفرط فيها وثوابته المقدسة التي لن يسمح لحفنة من الخونة والعُمَـلَاء أن يمسوها.