التطبيع تطبيع .. بقلم/ عبدالسلام ثورة
التطبيعُ تطبيعٌ ولو على حساب الدين، تطبيعٌ ليظلَّ أبو منشار على عرش بلاد الحرمين أرض الوحي ومهد الإسلام.
الوهّابية اليوم هي أخت الصهيونية الأكبر، وكلتاهما بنتُ الماسونية العالمية التي تحكُمُ العالم وتتحكمُ بمصير البشر في هذا العصر الأغبر..
والوهّابية المجرمة اليوم هي امتداد للأُموية في صدر الإسلام؛ لأَنَّ مؤسّسها ورأسها العفن معاوية كان ماسونياً من الطراز الأول وأول ماسوني في الجزيرة العربية..
فالأموية هي الأصل والوهّابية هي الفرع الخبيث للشجرة الملعونة في القُــرْآن، فهل تفهم الأُمَّـة هذه الحقيقةَ وتصحوُ من غفوتها قبل نكبتها القادمة إليها على أيدي حكام مملكة الرمال من بني سلول؟؟
حقيقة السعوديّة: ارتداء قناع “التلاعب بالدين” لخداع الشعوب..
لقد كان لكم في بني أمية ألف عبرة وعظة!!!
فلا يوجد فرق بين هؤلاء وبين أولئك..
يعزفون لحن الإسلام على خشبة مسرح الخمور والعربدة والضلال.. ينبذون آيات الله وتشريعاته وراء ظهورهم ولا يبالون.. وبهذا التوجه حكموا وما زالوا يحكمون تحت راية الإسلام.
ماضيهم أسود.. وحاضرهم ملطخٌ بالدماء.. وتأريخهم مليءٌ بالجرائم والآفات.
لم يتغيّروا على مر الزمان والعصور والأَيَّــام، هو ذاك هدفُهم “تشويه الإسلام”، وها هم اليوم يخلطون الأوراق ليهدموا بذلك ما بنته غربانُهم بأصواتهم المشؤومة على منابر مساجد الإسلام “والمسجد الحرام”.
ليس من منطلق المذهبية والطائفية، لكن!
هناك حَـقّ لا يجوز كتمانه؛ وهناك باطل لا يجوز السكوت عنه..
وهناك حربٌ ثقافية تستهدفُ المبادئ والقيم، وتستهدف دين الإسلام الحنيف، وتستهدف آيات القُــرْآن الكريم.
حرب صهيونية استكبارية مغزاها انحرافُ الأُمَّـة الإسلامية عن توجّهها الصحيح، ونزع الحياء والكرامة من المؤمنين وتركيعهم تحت مسمى السلام والتعايُش مع أعدائهم الصهاينة.
ومنذ تحَـرّك اللوبي الصهيونية والماسونية في المنطقة الإسلامية انشأت ما يسمى بـ “الوهّابية” أَو “المذهب السلفي ” وحركته بأيدٍ عميلة لها لتخدم مصلحتها في المنطقة، ولتتمكّن من غسيل أدمغة الناس المؤمنة. ولتحرف بذلك بوصلة الدين عن منهجه الصحيح من قلوب المسلمين.
وامتداداً لبني أمية الشجرة الملعونة في القُــرْآن الكريم، واصلت هذه الفئة المسيرةَ لإبعاد المؤمنين عن القُــرْآن الكريم وإغفالهم عما أمرهم الله به وأرشدهم إليه.
خطوا الأحاديث الكاذبة والمزيّفة بأيديهم، وجعلوها دستوراً حاكماً لكل من يدور في فلكهم، منها “شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي”!!!
لا يخجلون من قرآن يفضحهم وعقول حكيمة وواعية تواجههم.
فرّقوا الأُمَّـة الإسلامية إلى مذاهبَ وطوائف، وأعرضوا أَو تغاضوا عن قوله سبحانه وتعالى “واعتصموا بحبل الله جَميعاً ولا تفرّقوا”.
كتبوا الكتبَ الدينية الضعيفة، ونشروها لتكون بديلة عن القُــرْآن الكريم في قراءتها والاطلاع عليها، مكروا للدين بمظهرهم، وبلحاهم الطويلة.
جعلوا من رسول الله (صلوات الله عليه واله وسلم) مجرد ثوب قصير، ولحية طويلة، وسواك باليمين.
ولم يقدموا للأُمَّـة الإسلامية الرسولَ محمداً (صلوات الله عليه وآله) كما قدمه القُــرْآن الكريم، رجلاً، عظيماً، عزيزاً، مجاهداً حراً، تقياً، ومنيباً يأبى أن يكون عبداً لغير الله وحدَه لا شريك له.. ويأبى إلا أن يكون مجاهداً في سبيل الله، وفي سبيل المستضعفين من النساء والولدان.
طبخوا دينَهم الجديدَ في مطابخ بريطانيا، وتحت رعاية الحاخامات الصهيونية رعاية فائقة زيّنوا بها هذا المذهب الدخيل على الإسلام ليجنوا ثمرة ذلك التطبيع العلني العالمي مع معظم وأكبر الدول العربية.
مرت السنون والأَيَّــام “ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون”.
كذلك أظهر الله ما تخفيه تلك الصدورُ التي تظهر الحب وتخفي الكيد والحقد للمسلمين.
وها هم اليوم على حافة الهاوية.. فضحهم الله وأخزاهم وأذلهم، وأصبح توجههم واضحاً وجلياً للعالمين، خَاصَّـةً في الآونة الأخيرة التي أصبحوا فيها متخبطين.
وحين بدأ مشروع الانفتاح في المهلكة السعوديّة، انتشر الفساد وساد الإفساد في كُــلّ بقاعها، وأنكشف المستور وحدث ما انذهلت منه العقول.
انفتاح تحت إشراف وتغطية علماء السوء الوهّابية، فهم يتبنون الدفاع عن الفساد الأَخْــلَاقي ويصدرون فتاوى للدفاع عنها وهي حقاً مخجلة.
ويا حبذا لو اطلعنا على بعض ما أخفته اللحى الطويلة خلفها وما جنته السعوديّة من “الانفتاح والتطور والتمدن” في أرضها.
وهل قارنا كُــلّ ذلك مع مناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف؟؟؟!!
ومع اطلاعنا على كُــلّ ذلك، هل سألنا أنفسنا بعقول حكيمة سليمة أين هي البدعة الحقيقية؟!
كل ما تم ذكره هو مجرد تذكرة لعل الأُمَّـة الإسلامية تصحو من سباتها الوهّابي ومن غيبوبتها التي أدخلت الأُمَّـة في ضلال مظلم لا خروج منه.
هذا هو واقع كُــلّ من تشدقوا بالدين وبالصحابة ومن يتبعون سنة النبي محمد (صلوات الله عليه وآله)، يستضيفون العهرَ وينفقون على ذلك مليارات الدولارات، ويستنكرون وينتقدون إنفاق بعض المال المتواضع لإقامة مولد النبي محمد (صلوات الله عليه وآله) ويسمون ذلك بدعة!!
فأين هي البدعة بحق السماء؟؟!
نعم هذه هي نتيجة التطبيع مع الصهاينة..
تطبيع وتطبع في نفس الوقت، تطبيع علاقات وتطبيع ثقافة مغلوطة ماسونية دخيلة على الدين الإسلامي في أوساط المجتمع المسلم.
فمن لم يحذر من الوهّابية سيسقط في مستنقع الصهيونية، وكل من لم يفهم ماهية البدعة بعد!!! يجب عليه أن يعي ويفهم أن البدعة هو كُــلّ عمل خارج عن إطار القُــرْآن الكريم وعن دستور جميع النبيين.
وكأن حالَ السعوديّة اليوم وحال الفساد فيها هو عودة للجاهلية السابقة، قبل أن يبعث الله محمداً (صلوات الله عليه وآله) نبياً.
فهل هناك من يقول كلمة حَـقّ في وجه “شيطان” أي “سلطان جائر” ليبعث الله بيديه دين محمد من جديد.