عَلَـــمُ الهُدى .. بقلم/ زياد السالمي
أكفُّك بحرٌ أم شمائلُك الندى
رأيناك عن حُبٍّ ولياً وسيدا
أيا سيدَ الأحياء آوتك مهجةٌ
أبت غيرَ أعلام الهدى كُلّ مُقتدى
أتيتَ ولا فخر الملاذ لأمة
تهاوت تماماً حيرةً وتبلدا
وهانت بحُكّام الضلالة عزةٌ
وذلت تجاه المستبد تعودا
يوالي النصارى واليهودَ .. فهل ترى
إذا السهمُ معوجٌّ يصير مسددا؟!
وعاشت تطيعُ الأمرَ دون إرادةٍ
وضاعت ومنهاجُ الرسالة بُدِّدا
تراءت من التمزيق أضعف أمة
وصار عُرَى بنيانها بعدَهُمُ سُدَى
فلاقتك إيماناً يُعيدُ بناءَها
كما قد بناها الأمس طه وشيّدا
لئن كان شعري خافتَ الصوت عذرُه
خجولٌ أمام الطيبين إذا شدا
ءأوفاك حرفاً بعضَ حقك صدقُه
وقد نال إعجاباً بليغاً وقلّدا
ولكنني أعزوا بذكرك أنه
مضى لنهى المعني فيك ممجدا
قرأناك بالقول السديد تفاؤلاً
عليه غدا الغيبُ المشردُ موعدا
ومسعاك كُلّ الفخر والمجد ثائرٌ
أقام النهى والروح جسراً لنصعدا
ونهجك فعلٌ خالدٌ متواترٌ
تعالت به الألباب بدءاً ومقصدا
تفاصيل أنقى للمروءة خلَّدتْ
عوالم أعلا كالخيال وأبعدا
تيمم صوب الناس قلبك عازماً
على سبح معنىً ما أضَنَّ وسَهَّدا..؟
كغايتك الماضي اكتمال حقيقةٍ
تجيء من الآتي إليها تفردا
أضأت جفوناً تستقلُّك فكرةً
لها الليل بعد الصدِّ يذوي تهدهدا
تراك مكين الاقتدار إرادةً
وأمكنت ترتيب الحياة مجددا
نحتَّ جدار الغيب أفق معالمٍ
وأَنْسَنْتَ بالإحسان وحشاً وجُلمِدا
وطوعت وجه المستحيل مآتةً
بأزميلك الضوئيِّ حتى تمهًدا
وما زلت رغم الحال أظهر حكمةً ..
بوسعك مهما كان غيرك مجهدا
تتوِّجُ بالقرآن نهجك مدركاً
بك الله مد الروح عزماً وأنفدا ..؟
على نهج طه من نعومة ظفركم
مودك يلقى فيك رحمة أحمدا
* * *
ومن كابن بدر الدين بالنور ساطعً
أضاء سناه العالمين وأرشدا
لأن دماءَ المصطفى في عروقه
جرت ما توارى مرةً أو تردّدا
حبيب كريم عادلٌ بعض فضله
عفا عن أسير بالإصابة أقعدا
أجد اتمارا في الملمات بينما
لمن جاءه مستنجداً كان مُنجدا
ببال العدى عند الملاقات ظافرٌ
كما للردى قد ضم في جفنه الردى
وفي حنكة التخطيط قدم منهجاً
وفاق اقتداراً ضابطاً ومجندا
ولا شيء إلا الحق منه لأنه
من الله في خلد الورى عَلَمُ الهدى
* * *
كما موطن الإيمان ما ضاق موئلاً
وقد زيد فخرا بالشهيد وأسعدا
براية آل البيت كان جهادهم
نهاية عدوان على الوطن اعتدا
عليهم سلام الله أحياء عنده
كأصدق من قد عاهد الله وافتدى
لعمرك أن نمضيَ على الدرب دائماً
من الله قد بِعنا الحياةَ فعُمِّــدا
نلبي لهم مستثئرين تحرّكاً
ونصرُخُ ضد المعتدين توعد