١٣٠ يوماً على مجزرة أطفال ضحيان .. بقلم/ عبدالله العجري
عددُ الأطفال الذين قتلتهم طائراتُ العدوان الأمريكي الصهيوني السعودي الإماراتي علَى مدَى الأعوام الأربعة ونحن علَى مشارف العام الخامس تجاوز بكثير إحصائيات ضحايا الأطفال الذين قتلهم الكيانُ الصهيوني في فلسطين علَى مدَى 18عاماً منذ اندلاع الانتفاضة الثانية (انتفاضة الأقصى) عام2000م اكثر من 3200 طفل قتلتهم السعودية في اليمن خلال عدوانها في اليمن مقابل 2000 طفال فقط قتلهم العدوان الاسرائيلي في 18 عاماً بفلسطين.
مرت على وقوع جريمة استهداف طلاب ضحيان 130 يوماً، تلك الجريمة البشعة والدموية والتي استهدفت طلابَ علمٍ صغار في السن، في سوقٍ شعبي مليءٍ بالزائرين وفي وسط مدينةٍ يقطنها الآلاف من المدنيين، والذي لا ذنب لهم تكشف جريمة ضحيان عن مستوى الوحشية غير المسبوق لجهة الإغارة علَى حافلة مدرسية في وسط سوق شعبي دون أي احتراز أَوْ وجل من ارتكاب هكذا فعل شنيع يطال الشريحة المستضعفة من الناس في لحظات الاحتفال بانتهاء برنامج صيفي وفي رحلة مدرسية ترفيهية تختزل كُـــلّ مشاعر الإنسانية.
أكتُبُ هنا وكلي ألمٌ وأسى، ووجعٌ يملؤُ الدنيا، علَى جميع أسر الطلاب الذين كانوا في ذاك الباص، وفي ذاك السوق، وفي تلك المدينة، كانوا في سبيل الله، في رحلة علمٍ واجتهاد.. قلوبنا تنفطرُ من وقع الألم وشدة الجريمة، أرواح أطفالنا تحلق في جنات النعيم ونحن هنا نعاني ألم الفراق وشدة الاشتياق لهما..
هذه الجريمةُ التي نددت بها واستنكرتها كُـــلّ الدول الخيّرة والمنظمات الدولية وعلى رأسها مجلس الأمن الدولي لَتؤكدُ لنا أولياء الأطفال الشهداء وذوي الجرحى بأن الاستهتار بالدم اليمني وصل إلى مرحلةٍ كبيرة لم يعد يفرّق بين طفل يتعلم، أَوْ مريضٍ يستشفى، أَوْ فلاحٍ يزرع حقله ومزرعته، أَوْ معلمٍ يقدم رسالته.. ليوجه كُـــلّ الحمم القاتلة وكل الأسلحة المحرّمة على رؤوس اليمنيين الآمنين في منازلهم ومدارسهم ومستشفياتهم ومزارعهم ومصانعهم ومتاجرهم… إلخ، وليرتكبَ أقذرَ الجرائم والتي لم يسبق أن قام بها أحدٌ على وجه الأرض.
العُذرُ الأقبحُ من الذنب هي المزاعمُ أن هؤلاء الأطفال هم المسؤولون عن إطلاق الصواريخ البالستية للسعودية، وتفاخر تحالف العدوان في بيان له نشرته وكالة الأنباء الصهيوسعودي بارتكاب المجزرة مدعياً انه نفّذ جريمته وفقاً لما سماه القانوني الدولي والقواعد العُرفية، في لغة غير مسبوقة من حيث الفجاجة والوقاحة والسفاهة والتباهي بارتكاب هذا الفعل الشنيع الذي يعتبر جريمة حرب موصوفة متكاملة الأركان، وذلك انتقام من الهزائم الميدانية علَى كُـــلّ الجبهات وَخُصُوصاً جبهات ما وراء الحدود والساحل الغربي والفشل الذريع الذي تكبّده هذا التحالف ومن الناحية القانونية؛ لأَنَّها جريمة لا تسقط بمرور الزمن.
نترحم على أطفالنا، ونتأسى على فراقهم بأنهم كانوا في طريق الخير وطريق العلم وطريق بناء المستقبل وتطوير ونهضة اليمن وأهله، وارتحلوا إلى عند مليكٍ مقتدر.