تحريك مرتزقة العدوان في حجور.. ماذا بعد؟ بقلم/ منصور البكالي
مع إطالة زمن العدوان المستمرّ على شعبنا اليمني تكشفت الكثيرُ من مُخَطّطاته العسكريّة، فاستطاعت قياداتنا العسكريّة مواجهتها بخطط دفاعية ذات معطيات قادرة على إفشالها.
فخَبِرْنا الكثير مما يخطط له العدوّ بعد الفشل المتكرّر لخططه السابقة، وُصُولاً إلى مرحلة التنبؤ بما يفكر به خبراؤه العسكريّين ذو الخبرة الاستراتيجية داخل غرف العمليات والمراقبة والتحليل لمسارات المعارك العسكريّة في مختلف الجبهات.
وتحريك خلايا مرتزِقة العدوان في مديريات حجور بمحافظة حجة وقطع الطريق عن إمدادات جيشنا ولجاننا الشعبيّة في قفلة عذر بمحافظة عمران من قبل الشيخ المرتزِق المدعو صالح غالب سودة الذي وجّه دعوةً إلى كافة أبناء مديرية قفلة عذر التابعة لقبيلة حاشد لما أسماها الانتفاضة في وجه الحوثيين، أي في وجه الجيش واللجان الشعبيّة، بالتزامن مع فتح العدوان ومرتزِقته لعدة جبهات نحو محافظة صعدة من جهة المناطق الحدودية، وبالإضافَة إلى التهدئة في جبهات محافظة الحديدة عبر اتّفاق السويد واغتنام المرتزِقة له لإعادة رص صفوفهم المبعثرة واستقبال المزيد من تعزيزات والمقاتلين المرتزِقة ربط ذلك بمحاولات التهرب والتنصل عن تنفيذ بنود الاتّفاق، يكشف نويا ومُخَطّطات العدوان المصر على الاستمرار في عدوانه إلى ما لا نهاية، بدون أي خجل من الجرائم والمجازر الوحشية والمآسي الإنسانية بحق أبناء شعبنا اليمني.
وما يدور في محافظة حجة نموذج لمسلسل ينبئ بتحَـرّكات مماثلة في أكثر من محافظة لتشتيت جهود قوى جيشنا ولجاننا الشعبيّة حال نجاح هذه التحَـرّكات أَو تأخر حسمها وأخمداها، وتصدير درس قاسٍ يردع كُـلّ الخونة العُمَـلَاء المندسين في مختلف المحافظات عن أية تحَـرّكات من هذا القبيل.
فالعدوان يسعى لتوظيف مثل هذه التحَـرّكات أن نجحت في الاستمرار بالضغط صوب محافظة صعدة من عدة محاور ومن مختلف الاتّجاهات، لابتزاز وفدنا المفوض المزيد من التنازلات التي لم يرضخ لتقديمها على الطاولة خلال مراحل التفاوض السابقة هذا من ناحية، ومن ناحية أُخْـرَى يمهد العدوّ لشن هجوم واسع على مدينة الحديدة ومينائها بهدف السيطرة الكاملة على الشريط الساحلي حال حصوله على أكبر كم من المعلومات المخابراتية التي تفيد بضعف القدرات العسكريّة لجيشنا ولجاننا الشعبيّة في مدينة الحديدة وحجم التواجد فيها حال تنفيذ بند الانسحاب في اتّفاق السويد من طرف واحد.
فالعدوّ يسعى من خلف ذلك لتحقيق بعض مما يريد في محافظة الحديدة، ليبدأ تحريك مرتزِقته في محافظات أُخْـرَى وفق مرحلة زمنية جديدة وتحت مبرّرات مختلفة يقدم نفسه من خلالها للعالم ليشرعن له الاستمرار في الخيار العسكريّ، ويمنحه المزيد من الوقت لتحقيق بقية أَهْــدَافه في محافظة صعدة أَو صنعاء.
وستنقل وسائله الإعلامية صور ومشاهد لمعارك حول تلك المحافظتين ليوهم بها مرتزِقته بقرب مرحلة الحسم وما عليهم سوى بذل المزيد من الشباب اليمني وقودا لمعاركه التي لن تنتهيَ بعدُ.
وفي العلوم العسكريّة تعتبر تحَـرّكات العدوّ بالقرب من محافظة صعدة من جهة حجة وُصُولاً إلى قفلة عذر اختراق عسكريّ له الكثير من الدلالات والأبعاد الاستراتيجية لخنق المحافظة وعزلها وتكثيف الهجمات العسكريّة عليها مع إيهام الداخل والخارج بأن العدوان منحصر للقضاء على من يسمونهم بالحوثيين والانقلابيين الروافض والمجوس كما يحلو لعناصرهم الوهّابية المتطرفة التي تربت في معسكراتهم على هذه الثقافة وهذا الفكر المغلوط.
وبنفس اللغة سيستمرون في تدمير صنعاء وقتل وتشريد سكانها لتسويق بأن عاصفتهم قربت على تحقيق أَهْــدَافها والوصول إلى الحسم وما على الشعب اليمني غير الاستمرار في تحمل مختلف الجرائم بحقه مهما زادت بشاعتها، وعلى العالم أن يغمض عيْنَيه ويصم إذنيه تجاه تلك الوحشية التي قاربت من السيطرة والبغي والاستعمار لشعبنا ليمني بكل محافظاته.
فهكذا يفكر عدونا ومن هذا التفكير تبنى خططه العسكريّة أمام عالم صامت وشعب مقسم ومطامح صهيونية للسيطرة على منطقتنا العربية والإسْلَامية.
ومن هذا المنطلق يجب على قيادتنا السياسيّة والعسكريّة سرعةُ القضاء على التحَـرّكات في محافظة حجة وتشديد الإجراءات الأمنية في بقية المحافظات للقضاء على أية تحَـرّكات مماثلة في مهدها.
ولن يكون لنا ذلك ما لم نشدّد الرقابة والمتابعة على أمثال مرتزِقة حجور من الوجاهات والقيادات التي تدير هذا التحَـرّك في مختلف المحافظات وبكل مديرياتها أينما وُجدوا وأينما تحَـرّكوا، وهذا يحتاج إلى مضاعفة الجهود للأجهزة الأمنية والاهتمام بعناصرها وتوسيع مهامها خلال هذه المرحلة لنحمي شعبنا ووطنا من المزيد من الجرائم وصنوف الإذلال والعبودية المرافقة لقوى الغزو والاحتلال كما يحصل اليوم بحق أبناء المحافظات الجنوبية المحتلّة.
وهذا هو المستحيلُ بعينه، وما لم يكُن ولن يكون بفضل الله وبحكمة قائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي حفظه الله، وبصمود وثبات شعبنا اليمني العظيم المستمرّ في رفد الجبهات بالرجال والعتاد حتى تحقيق النصر والتمكين الموعودين به من قبل جبار السماوات والأرض وملكِها ومن أصدق من الله قيلاً ومن أصدق من الله حديثاً.