عدن المحتلّة: الموت يتجول في الشوارع والحارات تحت رعاية الاحتلال
المسيرة| خاص:
عكست جرائمُ القتل والاغتيال والاختطاف التي شهدتها محافظةُ عدن خلال الأسبوع المنصرم فقط على أيدي العصابات والميليشيات الإجرامية المسلحة التابعة للاحتلال الإماراتي، مدى العبث والفوضى المنتشر في كُــلّ ضواحي المدينة والاستهتار بأرواح الأبرياء وإنهاء كُــلّ ما له علاقة بالأمن والأمان والسكينة والطمأنينة في أوساط المواطنين، بينما صارت الجثثُ المجهولةُ للشباب والأطفال والفتيات الملقاةُ على قارعة الطريق وفي الأحياء والشوارع هي المشهدَ الحاضرَ والمتكرّر بشكل يومي داخل مدينة عدن المحتلّة.
وفيما لا تزالُ الصدمةُ والاستنكارُ تعتري كُــلّ أبناء اليمن جراء الجريمة المرتكَبة بحق شاب ينتمي لمحافظة الضالع وكان يعيش مع أسرته في العاصمة صنعاء قادته براءته الأسبوع الماضي إلى محافظة عدن من أجل الحصول على جواز سفر بغرض السفر بعد رفض تحالف العدوان وحكومة الفارّ هادي التعامل مع الجوازات الصادرة من مناطق سيطرة حكومة الإنقاذ الوطني، ليجد نفسَه فريسةً للعصابات والميليشيات المدججة بالسلاح على متن أطقم تابعة للاحتلال بعد أن قامت باختطافه وتعذيبه بطريقة وحشية وغير إنْسَانية.
وقال أصدقاءُ الشاب الضحية محمد العدني الذي اشتهر بين أصدقائه بـ “محمد الإقليمي” والذي لم يمضِ على حفل زفافه سواء شهرين: إن ميليشيات مسلحة على متن طقم يرتدون زياً مدنياً اعترضوا طريق الشاب محمد حين كان يقودُ سيارتَه وإلى جانبه ثلاثة من أصدقائه أمام مطار عدن وأجبروهم على النزول من السيارة، حيث قاموا بأخذه في سيارتهم والذهاب به هاربين إلى جهة مجهولة ليتفاجأوا بعدها بظهور جثته مرمية خلف منطقة الممدارة بعد تعذيبه وقتله.
وكانت والدةُ الشاب الضحية قد طالبت عبر مقطع فيديو تم تداوله في مختلف مواقع التواصل الاجتماعي بإعادة جثة ابنها الذي لم يفارقها منذ ثلاثة عقود، وتسليمها من قبل مرتزِقة الاحتلال الذين يوزعون الموت في كُــلّ أنحاء مدينة عدن؛ كي تتمكّن من دفنه بقربها في العاصمة صنعاء.
وفي عدن المحتلّة أيضاً لا يكاد يمر يومٌ بدون عملية خطف أَو قتل أَو مداهمة للمنازل في ساعات متأخرة من الليل، وأصبح السكان في هذه المدينة المرعبة إذَا أمسوا لا ينتظرون الصباحَ وَإذَا أصبحوا لا ينتظرون المساءَ ورائحة الموت تتجول في شوارع وحواري عدن المغتصبة، وكل هذا بفضل الاحتلال ومرتزِقته المجرمين.
واستمراراً للانفلات الأمني المنظّــم والممنهج من قبَل الاحتلال ومرتزِقته، شهدت عدن، فجرَ أمس الجُمُعة، جريمةَ اغتيال الضابط محمد ناصر العبيدي، من أبناء محافظة أبين، كان يعمل في شرطة الممدارة وانتقل إلى شرطة المنصورة، ويسكُنُ في منازل الجيش بمنطقة الممدارة بلوك 14، حيثُ قامت عصابة مسلحة بمهاجمته واغتياله وإطلاق الرصاص صوب رأسه في ساعة من متأخرة من الليل أثناء عودته إلى منزل.
وفي جريمة أُخْـرَى، قامت ميليشيا الاحتلال يوم الأربعاء الماضي باغتيال فيصل ضبيان -القيادي في الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة وعضو لجنة مراجعة قضايا نهب الأراضي في عدن- أمام فندق الهمالايا قبل أن تلوذ بالفرار، حيث تأتي هذه الجريمة للتستر حول المتورطين في قضايا النهب والبسط على أملاك المواطنين من قبل النافذين المدعومين من الاحتلال.
وفي ذات السياق، قامت عصابة مسلحة على متن طقم أمني تابع لما يسمى الحزام الأمني الموالي لأبو ظبي فجرَ أمس الأول الخميس، باختطاف المحامي هشام محسن صالح من أمام منزله بالعمارة البيضاء في مديرية خور مكسر واقتياده إلى جهة غير معلومة.
وأقدمت العصاباتُ الإجرامية نفسُها الأسبوعَ الماضيَ على اختطاف فتاة تُدعى علياء السلال محمد تبلغ من العمر 18 عاماً من أحد شوارع عدن واقتيادها إلى منطقة مجهولة، وذلك في إطار جرائم الشرف والاغتصاب التي تنفّــذها ميليشيا الاحتلال الإماراتي لترويض المجتمع في الجنوب على هكذا جرائمَ دخيلة على اليمنيين بشكل عام.
وقد سبق اختطافَ الفتاة علياء السلال العشراتُ من جرائم الاختطاف والاغتصاب التي تعرضت لها فتياتٌ عدةٌ بمدينة عدن على مدى 3 سنوات وتحديداً منذ احتلال المحافظة من قبل أبو ظبي، واقتيادهن إلى معسكرات تابعة للإماراتيين.