العدوان يدق آخر مسمار في نعش اتّفاق الحديدة
المسيرة: إبراهيم السراجي
كان من المفترَض أن يجريَ اليومَ الأحدَ تنفيذُ المرحلة الأولى من مقترَحٍ رئيس لجنة التنسيق المشتركة الجنرال مايكل لوليسغارد بشأن إعادة الانتشار في الحديدة، غير أن المؤشرات الميدانية تشير إلى أن قوى العدوان تحضّر لعملية عسكريّة وليس لتنفيذ التزاماتها فيما أنهت قُــوَّات الجيش واللجان الشعبيّة منذ عدة أَيَّـام تجهيزاتها التي اطلع عليها نائب رئيس اللجنة بانتظار إشارة البدء لإعادة الانتشار بموجب المرحلة الأولى من المقترح.
الجنرالُ لوليسغارد في اجتماع اللجنة الأخير قبل أَيَّـام كان قد أبلغ ممثلي الطرفين رغبته في أن يكون اليوم الأحد موعد تنفيذ المرحلة الأولى من مقترحه الذي يقضي بإعادة انتشار الجيش واللجان من مينائي القليف ورأس عيسى مسافة 5 كيلومترات مقابل انسحاب قوى العدوان مسافة كيلومتر فقط من مثلث كيلو 8 شرقي مطاحن البحر الأحمر، وعلى الرغم من الإجحاف الذي تضمنه المقترحُ من حيث تقدير مسافة الانسحاب إلّا أن ممثلي الوفد الوطني في اللجنة المشتركة وافقوا على أن تقومَ قُــوَّاتُ الجيش واللجان الشعبيّة بتنفيذ المقترح دون شروط، وقوبل ذلك بوضع شروط وعراقيلَ من قبل الطرف الآخر الذي طالب بالنقاش حول السلطة المحلية وهو شرط مخالف لنص اتّفاق السويد وأكّــد ذلك رئيس اللجنة لممثلي العدوان خلال الاجتماع.
دول العدوان من جانبها أوعزت لحكومة المرتزِقة بالإعلان عن رفض المقترح ولكن بعد وصفها إياه بـ “آلية الحوثيين للانسحاب”؛ تزامناً مع تصعيد ميداني غير مسبوق من قبل مرتزِقة الإمارات التي بدورها صعّدت إعلامياً لدرجة الإعلان عن اندلاع معاركَ شرقي مدينة الحديدة وهذه المرة دون أن تتهمَ الجيشُ واللجانُ ببدءِ التصعيد ما يعبّرُ عن وصول المساعي الإماراتية لإفشال اتّفاق السويد إلى ذروتها.
أعقب كُــلّ ذلك إحاطة للمبعوث الأممي مارتن غريفيث أمام مجلس الأمن والذي أكّــد أن قائدَ الثورة السيد عبدالملك الحوثي صادقٌ في التزامه بتنفيذ اتّفاق الحديدة وأنه يفي بتعهداته ويتعامل مع جهود الأمم المتحدة بشكل إيجابي دائما، وهو ما جلب للمبعوث الأممي الهجومَ من قبل إعلام العدوان وحكومة المرتزِقة باعتبار أن شهادتَه فضحت الطرفَ المعرقِلَ للاتّفاق.
إحاطة المبعوث الأممي دفعت قوى العدوان عبر ممثلها في اللجنة المشتركة المرتزِق عسكر زعيل إلى التصريح بالموافقة على تنفيذ الاتّفاق ولكنها موافقة بصيغة الرفض؛ كونها تضمنت شروطاً مخالفةً لنص اتّفاق السويد عندما قال بأنهم موافقون على التنفيذ بما يضمن عودة السلطة المحلية لما يسمى الشرعية وهو ما يتناقض مع نص الاتّفاق ويخرجه من مساره الإنساني إلى مسار سياسيّ، ما يؤكّــد أَيْــضاً استمرار تعنت قوى العدوان التي تحضّر ميدانياً لتصعيد عسكريّ.
وفيما دعا مجلس الأمن، أمس السبت، لتطبيق فوري لسحب القُــوَّات من موانئ الحديدة ومطاحن البحر الأحمر في الحديدة، واصلت قوى العدوان تحضيراتها لعملية عسكريّة متوقعة تزامناً مع استمرار وتصاعد خروقاتها لوقف إطلاق النار.
وفي هذا السياق أفاد مَصْــدَرٌ عَسْكَرِيٌّ في المنطقة العسكريّة الخامسة لصحيفة المسيرة أن مرتزِقة العدوان قاموا ليل الجمعة/ السبت، بتصعيد خطير جداً من خلال تمشيط مكثّف على مطار الحديدة الدولي تمهيداً للزحف عليه سعياً منهم لنقض اتّفاق الهدنة المتفق عليه في مشاورات السويد.
وأشار المَصْــدَرُ إلى أن هذا التصعيد يأتي بعد تعرية مرتزِقة العدوان أمام المجتمع الدولي والأمم المتحدة في رفضهم تنفيذَ المرحلة الأولى من إعادة الانتشار التي تم الاتّفاقُ عليها في الجولة الأخيرة من اجتماعات لجنة التنسيق برئاسة الجنرال مايكل لوليسغارد.
وحذّر المَصْــدَرُ مرتزِقةَ العدوان من أن قُــوَّات الجيش واللجان الشعبيّة وقبائل تهامة الأحرار الشرفاء لهم بالمرصاد، مؤكّــداً أن كُــلَّ محاولات قوى العدوان ستبوء بالفشل أمام صمود أبطال الجيش واللجان الشعبيّة وقبائل تهامة الأحرار.
وفي ظل التعثر في الحديدة قال رئيس حكومة الإنقاذ عبدالعزيز بن حبتور في تصريحات لقناة الميادين، أمس السبت: إن الطرف الآخر مغلوب على أمره ويأخُذُ توجيهاتِه من الرياض وأبو ظبي.
وأكّــد بن حبتور أن قُــوَّاتِ الجيش واللجان مستعدةٌ تَمَاماً لأية مواجهة في الحديدة، مُشيراً إلى أنه تم إبلاغ المبعوث الأممي “إننا نمد أيدينا للسلام لكننا على استعداد للمقاومة حتى آخر رمق”.