الاحتلال السعوديّ يتواجد بأكثرَ من 20 موقعاً ومعسكراً في المهرة وتصاعد المقاومة الشعبيّة
المسيرة | متابعات
كشف موقعُ “عربي 21” الإخباري عن تفاصيل خريطة توزيع مواقع ومعسكرات قُــوَّات الاحتلال السعوديّ في محافظة المهرة، وعدد العناصر العسكريّة السعوديّة المتواجدة هناك، مؤكّــداً أن الرياض ما زالت تكثّف جهودَها لتوسيع تواجدها العسكريّ في المحافظة في إطار توجهها للسيطرة على المحافظة واحتلالها، وهو ما يؤكّــد حقيقةَ الكثير من المعلومات والتقارير الميدانية التي كشفت سابقاً وجودَ تلك المعسكرات واستمرار توافد القُــوَّات المحتلّة ومليشياتها إلى المحافظة.
ونقل الموقع عن مَصْــدَرٍ محلي مطلع، أن الاحتلال السعوديّ أنشأ مؤخراً أكثرَ من 20 موقعاً عسكريًّا في مناطقَ متفرقة بمحافظة المهرة، بينها ثلاثةُ معسكرات كبيرة.
وأوضح الموقع في تقرير نشره، أمس السبت، أن الاحتلال أنشأ خمسةَ مواقعَ وثكنة عسكريّة في مديرية المسيلة الساحلية، التي تعتبر من أهمّ المناطق في المحافظة كونها غنيةً بالنفط، وقريبةً من حقول النفط والغاز في وادي حضرموت، إلى جانب طبيعتها وتضاريسها المميزة.
وأضاف التقرير أن قُــوَّات الاحتلال السعوديّ أنشأت معسكراً كَبيراً في قرية درفات بمديرية سيحوت الواقعة على ساحل بحر العرب، جنوب غرب المحافظة، إضافةً إلى 5 ثكنات عسكريّة في مناطقَ متفرقة بالمديرية.
وكان الاحتلال السعوديّ قد حاول قبل أسابيع إنشاء برج مراقبة عسكريّ في شاطئ المديرية، إلا أنه غادر مجبراً؛ بسبب رفض الأهالي.
وفي مديرية حصوين الواقعة على ساحل البحر العربي أَيْــضاً، أنشأ الاحتلال السعوديّ معسكراً كَبيراً في قرية جدوة، بحسب ما ذكر التقرير. كما أنشأ معسكراً كَبيراً أَيْــضاً في منطقة “لوسيك” بمدينة الغيضة عاصمة المحافظة، والتي تحتوي على خمسة مواقع لقُــوَّات الاحتلال، إلى جانب مطار الغيضة الذي تحول إلى قاعدة عسكريّة سعوديّة.
وأكّــد التقرير تواجد قُــوَّات الاحتلال السعوديّ في ميناء نشطون الواقع على بعد 35 كيلو متراً من الغيضة، وهو ما كان قد كشفه تقرير رسمي لمكتب حقوق الإنسان بالمحافظة، الشهر الماضي.
وأشار الموقع إلى أن هناك معسكرين آخرين للاحتلال السعوديّ، أحدهما في مديرية حات الواقعة بالقرب من الحدود مع سلطنة عمان، والآخر في مديرية شحن التي ترتبط بالسلطنة عبر منفَـذ بري.
ولفت التقرير إلى أن قُــوَّات الاحتلال تعتزم توسيع تواجدها العسكريّ في مديرية شحن الحدودية، عبر استحداث 12 موقعاً جديداً، بالاتّفاق مع أحد “شيوخ العشائر” هناك، وهو ما يعزّزُ المعلوماتِ والتقاريرَ التي تفيدُ بأن الاحتلالَ السعوديَّ يسعى أَيْــضاً لاستهداف سلطنة عُمان من خلال احتلاله لمحافظة المهرة.
وذكر المَصْــدَرُ أن الاحتلالَ السعوديّ يتعثر بمعارضة سكان المحافظة، الذين يتواصل حراكهم الشعبي الرافض للاحتلال، والمطالب برحيله.
وفيما يخص عددَ العناصر العسكريّة السعوديّة في مواقع ومعسكرات الاحتلال، ذكر التقرير أن ما بين 40 إلى 60 جندياً وضابطاً سعوديًّا يتواجدون داخل كُــلّ موقع أَو ثكنة عسكريّة، ويتضاعف ذلك العدد في المعسكرات الكبيرة الثلاثة، حيث يتواجد في كُــلّ معسكر أكثرُ من 150 جندياً وضابطاً.
وأشار التقرير إلى أن قُــوَّات الاحتلال تمتلك مختلف أنواع الأسلحة في تلك المواقع والثكنات والمعسكرات، موضحاً أن مطار الغيضة يحتوي على دبابات ومدرعات وطيران ووحدات اتصال عسكريّة، ولم يستبعد وجود مدفعية وصواريخ في المطار، فيما تحتوي بقية المعسكرات على كميات من الأسلحة الرشاشة والآليات المدرعة والمركبات العسكريّة.
وذكر التقرير أن قُــوَّات الاحتلال تتحَـرّك غالباً تحت غطاء مليشيات محلية، مُشيراً إلى أنه في بعض المعسكرات يتواجد الكثير من عناصر هذه المليشيات قامت السعوديّة بتجنيدهم، إلا أنه يتم استبدالهم بعد ذلك بعسكريّين سعوديّين.
وتشهد محافظة المهرة هذه الفترة نشاطاً عسكريًّا متزايداً لقُــوَّات الاحتلال السعوديّ والإماراتي، حيثُ كانت القُــوَّاتُ السعوديّة قد أقدمت في وقت سابق من الشهر الجاري على اقتحام معسكر في محمية حوف، واستولت عليه، إلا أنها غادرته بعد ذلك؛ بسبب رفض مشايخ وأبناء المنطقة.
وبالتزامن مع ذلك أنشأ الاحتلال الإماراتي، بالتعاون مع التنظيمات التكفيرية، مليشيات ما يسمى “النخبة المهرية” التي لاقت رفضاً شعبياً واسعاً، وأُقيل وكيلُ المحافظة لشؤون الشباب من منصبه على خلفية انتقادها، بإيعاز سعوديّ، فيما تتواصل الأنباء التي تفيد باستمرار توافد المليشيات والعناصر التكفيرية إلى مناطقَ متفرقة من المحافظة في تصعيد متواصل.
وكان مكتب حقوق الإنسان بالمحافظة، أصدر الشهر الماضي، تقريراً رسمياً تضمن العديدَ من انتهاكات قُــوَّات الاحتلال السعوديّ، بينها تحويلُ مطار الغيضة وميناء نشطون إلى ثكنات عسكريّة وسجون سرية، وأقيل مدير المكتب من منصبه بإيعاز سعوديّ على خلفية هذا التقرير.
وتشير مختلفُ المعلومات والتقارير إلى أن الاحتلال السعوديّ الإماراتي يتجهُ إلى تصعيد الأوضاع عسكريًّا في محافظة المهرة؛ استباقاً لأية تغييرات قد تعيق تحَـرّكاته، فيما يتصاعد الحراك الشعبي المناهض للاحتلال ويهدّد بتصعيد نشاطاته بالمقابل.