الاحتلال الإماراتي يضاعف تحركاته في سقطرى ويضم “إدارة الأمن” إلى نطاق نفوذه
المسيرة | خاص
واصل الاحتلالُ الإماراتي تصعيدَ نشاطاته العسكرية في محافظة أرخبيل سقطرى، عبر ممثليه وأذرعه المحلية، حيث تصاعدت مؤخراً عمليات استقطاب أبناء المحافظة ومسؤولي حكومة المرتزِقة فيها للانضمام إلى المليشيات المسلحة الإماراتية؛ استباقاً لأية متغيرات قد تعيق مساعي أبو ظبي للسيطرة على المحافظة.
وأفادت مصادرُ محلية أن الاحتلال الإماراتي بدأ مؤخّراً بتحريك مدير الأمن العام المعيّن من قبل الفارّ هادي، العميد علي الرجدهي، كأداة لخدمة التواجد الإماراتي في المحافظة، من خلال تحريض أفراد الأمن على ترك أعمالهم الحالية، واستقطابهم للعمل لصالح الاحتلال.
وأوضحت المصادر أن العميد الرجدهي عاد مؤخّراً من زيارة إلى الإمارات، وبدأ بتعطيل دور النقاط الأمنية في المحافظة، وقام بتغيير مدير الأحوال المدنية بالمحافظة، واستبدله بشخص آخر موالٍ للإمارات، كما قام باستدعاء مدير الهجرة والجوازات وأعطاه أمراً صريحاً بالتعامل معه شخصياً، دون الرجوع إلى “المحافظ” المعين من قبل حكومة الفارّ هادي، التي تقف إلى جانب نفوذ الاحتلال السعودي في المحافظة.
وأشارت المصادر إلى أن نشاطات وتصرفات الرجدهي عقب عودته من الإمارات، تأتي تنفيذاً لتوجيهات تلقاها لتعزيز سيطرة الاحتلال الإماراتي على مختلف شؤون المحافظة وفي مقدمتها الجانب الأمني والعسكري.
وتلتقي نشاطات الرجدهي مع نشاطات مندوب الاحتلال الإماراتي في المحافظة، الضابط حمد الزعابي الملقب “أبو راشد” والذي نفذ في الحادي عشر من الشهر الجاري زيارة واسعة إلى عدد من المعسكرات في المحافظة، حيث ألقى محاضرات دعا فيها منتسبي تلك المعسكرات إلى العمل لصالح الاحتلال الإماراتي مقابل مرتب شهري يصل إلى خمسة آلاف درهم.
وذكرت المصادر أن الرجدهي التقى بمندوب الاحتلال “أبو راشد” خلال زيارته للإمارات، وهو ما يفسر انسجام نشاطاتهما في سياق واحد.
وتشهد محافظة أرخبيل سقطرى مؤخّراً تصاعداً ملحوظاً في نشاطات الاحتلال الإماراتي، وبالذات في الجانب العسكري، حيث أفادت مصادر محلية بأن الاحتلال استقطب خلال الفترة الأخيرة العديد من شباب المحافظة ونقَلَهم إلى الإمارات لتلقي التدريب، في إطار العمل على إنشاء مليشيات “نخبة سقطرية” .
وتأتي تحركات الرجدهي وأبو راشد في هذا السياق المعبر عن رغبة إماراتية في استباق أية متغيرات قد تواجهها في سبيل السيطرة على المحافظة.
وكانت حكومةُ المرتزِقة قد اصطدمت بالاحتلال الإماراتي في سقطرى، العام الماضي، حيث أعلنت رفضَها لتواجد القوات الإماراتية، وجاء ذلك الرفض بإيعاز من الرياض التي تخوض منافسة نفوذ مع أبو ظبي في مختلف المناطق المحتلة، إلا أن استخدام الإمارات لأذرعها المحلية في سقطرى وعملها على تشكيل مليشيات من أبناء المحافظة، يأتي بمثابة بديل عسكري يتيح لها السيطرة على المحافظة تحت غطاء محلي، وهو ما لا تعترض عليه حكومة المرتزِقة، على الرغم من أن الإمارات تعمل من خلال نشاطاتها في سقطرى على تعطيل سلطة الفارّ هادي بشكل كامل، لإخلاء الساحة تماماً من أي معارضين أو منافسين للاحتلال.