الحديدة ووصية الرئيس الشهيد .. بقلم/ محمد زمام الكبوس
الرئيس الشهيد المجاهد/ صالح علي الصمَّاد، الذي لاقى ربه شهيداً في جبهةٍ من جبهات العزة والكرامة والشرف، حسب ما أراده وتمناه، أراد أن يكونَ في الصفوف الأولى فكان في أول الصفوف وفي رأس كُــلّ الجبهات، سواءً في داخل الوطن أو بجبهات ما وراء الحدود في نجران وجيزان وعسير، وتمنى أن يلقى ربَّه شهيداً في إحدى جبهات القتال فكان له اللقاءُ قريباً وعظيماً..
كان الرئيس الشهيد محباً لأهله وناسه ووطنه، كان مؤثراً مصلحة الوطن قبل مصلحة الفئة أو الشخصية أو المصلحة الحزبية.. عاش مجيداً مجاهداً ومات بطلاً شهيداً.. فحقّـق تلك المعجزة، معجزة بطلها يماني، وصانعها واحد من فئات الشعب المغمورة والمطمورة، واليمن وبتأريخها العريض والكبير ولادةً لكل شيءٍ فريد وجميل..
تتخلق تلك الفرادة وتلك الميزة الجميلة في عراقة هذا الشعب وشموخه وعنفوانه والتي لا يأبى الضيمَ والغَبْنَ والاستعباد، ومن هنا نستفيد من كُــلّ الدروس والأقوال والعِبر التي تركها لنا الرئيس الشهيد، تركها عنوانَ مرحلة، ورمزَ فترة لا بد من الخوض في غمارها؛ لما فيه تحقيق النصر والانتصار لهذا الشعب المغلوب على أمره.
مكانةُ الحديدة بالنسبة لليمن واليمنيين جسّدها الرئيس صالح الصمّاد في أبهى صورة فقد كان الشهيد يعي اهمية الحديدة وضرورة التضحية من أجل الدفاع عنها، وقدم دروساً وطنية استثنائية لتحصين الحديدة والدفاع عنها والتضحية من أجلها.
وفي آخر خطاب له بمدينة الحديدة بتأريخ 19 إبريل من العام الماضي أكد الرئيس الشهيدُ صالح الصمّاد أن الأميركيين هم من يتبنون معركة الساحل الغربي، فالسعوديون والمرتزقة عبارة عن خدام لهم.
في ذكرى 500 يومٍ على استشهاد الرئيس الشهيد صالح علي الصمَّاد نستذكر كُــلّ العظات والعِبر من أقواله وأفعاله وبطولاته وتضحياته وإقدامه الشجاع في خوض غمار عدوان غاشمٍ وباغٍ وظالم.. وكانت له من الصدارة عنوان، ومن البطولة تذكار، ومن التأريخ سجلٌ ناصعٌ وعظيم.
رحم الله الرئيس الشهيد، ورحم اللهُ كُــلّ الشهداء وشافى كُــلّ الجرحى الذين قدموا أغلى ما لديهم في الدفاع عن اليمن وأهله وناسه وَاستقلاله.