ما تيَّسر من فضيحة وليمة وارسو .. بقلم/ زينب إبراهيم الديلمي
على طاولة الحوار، جلس قادةُ العربُ المُتصهينون يتكئون على كرسي الوليمة التي اجتمعوا فيها، ويتوسطهم كبيرُهم وزعيمُهم كبيرُ آلهة المعبد الصهيوني «بنيامين نتنياهو» الذي دعاهم إلى حضور الوليمة الكبيرة التي ستُقام في وارسو عاصمة بولندا، فكان غرض هذه الوليمة وهذه الحفلة هو الاجتماع بما أسموه ”مواجهة المد والنفوذ الإيراني إلى اليمن“ مُتناسيين القضية الفلسطينية التي يعقدون العزمَ على تصفيتها ومحوها بالكامل من خلال ما أسموه بـ صفقة قرنهم..
فكان من بين الحضور في الوليمة الأعرابية الإسرائيلية ممثلُ حكومة الفنادق والمرتزِقة ووزير خارجيتها خالد اللايْمَاني وجلس بالقرب من سيّده وولي نعمته نتنياهو، وكما أنه أعطى الميكرفون لسيده الإسرائيلي أمام الحضور والجمع، فما كان لهذه الحكومة وهذه الشرعية المزعومة المُستأصلة جذورها منذ ثورة ٢١ سبتمبر ٢٠١٤ إلا أن تقصَّ على معازيم الوليمة قصصاً خيالية بدون تمييز.. وَنسج كل أوهام طرَّزته من خياطها نسيج التُرّهات والأكاذيب والافتراءات وَطراز العمالة والخيانة والارتماء إلى حضن الصهيوني السعودي الأمريكي والمموه بقناع القُبح والإجرام والتلّون بألوان التقيُّحات العمالية الارتزاقية..
الهدفُ الذي دفع لهؤلاء أن يجتمعوا في طاولة وليمة وارسو هو أنهم لا يخفوا أبداً حقيقة عدائهم وكيدهم لإيران ولأنصار الله، فالأولُ هو فشلُهم الذريع في إرسال المرتزِقة ودفعهم إلى الجبهات كفخٍ يقعون تحت شراك الجيش واللجان الشعبيّة.. والثاني هو أن ألسنتهم تفوّهت بالازدراء والافتراء بأنَّ الصواريخ الباليستية والطائرات المُسيِّرة هي صنع إيراني، وأنَّ إيران تمد أنصار الله بالعُدَّة والعتاد والرجال.. وعجزهم عن تقديم دليل واحد عن سبب تخوّفهم في التصدي لهذه الإنجازات البطولية التي حقّقها الجيشُ واللجان في اختراق الصواريخ الباليستية والطائرات المُسيِّرة أجواء عواصم دول العدوان ليتعذَّروا في الوقت حينه أن المدَّ الإيراني لا زال قائماً ونشطاً يُحرِّك آلته في اليمن..
انتهى العرض وأُتمّت الوليمة بهزيمة قادة الأعراب وغلبة نتنياهو عليهم، فإسرائيل الكيانية وقادتها الصهاينة تُجنِّد عملاءها لصالحها لتجعلهم صهاينة العرب بامتياز ولتجعل شعوب أعراب الخليج شعوباً يهودية مُتصهينة بدون زنانير؛ ليدوروا في فلك تل أبيب دورةً كاملة حولها.. ولتبقى حريّاتُ الصهاينة والمستكبرين في البسط وَحريّة الشعوب المستضعفة في المقام الأول!!