أبسطُ البيوت وسيدةُ نساء الجنة .. بقلم/ حمود الأهنومي
إذا كانت الزهراءُ سيدةُ نساء العالمين، وبنتُ خيرِ المرسلين، قد زُفَّتْ إلى بطلِ الإسْـلَام، علي عليه السلام، فإن هذا لا يعني أنها كانت ذاتَ مهرٍ غال، عجِز عن دفعه الكثير، لا بل كان مهرها 500 درهم فقط، أي اثنتي عشرة أوقية ونصف من الفضة، وهو مبلغٌ زهيد جداً.
وجُهِّزَ بيتُها بقطيفةٍ ذاتِ أهدابٍ، ووسادةٍ من جلد، حشوُها ليفٌ مَحشوٌّ من حشيش الإِذْخَر، وفراشٍ من جلدِ كبشٍ، وكُوزٍ وجَرِّةٍ، ورَحاءِ، وسِقاءِ، وقَبِضَ أبوها دراهمَ من مهرها، وأمَرَ بشراءِ طِيْبِ لها.
أما (موكيتُ) بَيتِها فقد كان رمْلاً جُلِبَ من بطحاءِ وادي الرَّوْحاء في المدينة، ثم بُسِطَ في أنحاء ذلك البيت المتواضع.
غير أن هذا البيتَ كان يرتادُه الرسولُ صلى اللهُ عليه وآله وسلم ويَسْعَدُ فيه، وهو البيتُ الذي كان منه يَنطَلِقُ زوجُها بطلُ الإسْـلَام الهُمام، وكان إليه يعودُ، وهو البيْتُ الذي تخرَّجَ منه الحسنان سيدا شباب أهل الجنة، وزينبُ الكبرى جبلُ الصبر، وطَوْدُ الحلم.
إنها فاطمة..
التي فطَمَها اللهُ وذرِّيَّتَها الأكرمين، ومَنْ أحبَّها من المؤمنات والمؤمنين، من مواقعة المعاصي ابتداءً، ثم مِن النار انتهاءً.
وهي الزهراءُ التي تلألأ بدرُ إيْمَــانها بالله، وأشرقت شموسُ يقينِها بما عند الله.
وهي البتولُ لتبتُّلِها إلى الله، وانقطاعِها إليه، وبلوغِها قمةَ الإخلاص له، وتميُّزِها عن نساء العالمين علماً وإيْمَــاناً، وعَفافًا وفضلًا، ودينًا وحَسَبًا.