العدوان السعودي يسترخص دماء مرتزقته
المسيرة| متابعات:
كشف تحقيقٌ استقصائي نشره موقعُ “العربي الجديد”، أمس الأول، تحت عنوان “سماسرة الجنود.. ألوية عسكرية يمنية وهمية تدافع عن الحدود السعودية” عن حجم الامتهان والإذلال والاسترخاص السعودي لدماء اليمنيين الشباب الذين يقاتلون كمرتزِقة في صفوفها واستجلابهم إلى حدودها للقتال نيابةً عنها عن طريق سماسرة لا يقلون شأناً عن سماسرة العقارات والمواشي وغيرها.
وأشار التحقيق الاستقصائي إلى أن الآلاف من الجنود المرتزِقة والمغرَّر بهم الذين يتم جلبهم إلى الحدود السعودية لا يتم إعطاؤهم سوى بطاقات تعريفية وهمية غير مسجلة لدى حكومة المرتزِقة.
ونقل التحقيق عن أحد الجنود المرتزِقة الذي ينتمي إلى محافظة تعز ويدعى جمال عبدالحق قوله، بأنه مضى أكثرُ من ثلاثة أشهر وهو يقاتل في صفوف الجيش السعودي في جبهات الحدود، وقد قرر العودة إلى دياره ليكتشف أن سمساراً يعمل لصالح السعودية استقطبه وآخرين من بلدته حين كانوا يعانون من البطالة، معتبراً نفسه محظوظاً لعودته سالماً إلى دياره على نقيض المئات الذين يلاقون مصارعهم في الحدود السعودية.
وأوضح “العربي الجديد” أن العشرات من الشباب المغرَّر بهم من عدة قرى في بلاد الوافي مديرية جبل حبشي تعز استقطبهم سماسرة للقتال في الأراضي السعودية، (أصغرهم عمره 18 عاماً وأكبرهم 25 عاماً)، بعضهم لم تعد جثته إلى قريته مثل المرتزِق الشاب عبدالناصر هزاع الذي أرسلت جثته ضمن 300 قتيل آخرين عادت نعوشهم من الحدود السعودية إلى محافظة مأرب ولم يتم إرسالها إلى أهله، بالإضافة إلى دفن الكثير منهم في الحدود وعدم إرسال جثامينهم إلى مناطقهم، ووفقاً لمصدر عسكري من محافظة تعز يحمل رتبة عقيد في جيش الحكومة المرتزِقة فإن عددَ مَن قُتلوا من أبناء المحافظة دفاعاً عن الحدود السعودية منذ بداية العدوان وحتى أكتوبر 2018، بلغ 1245 شاباً.
سماسرةُ الموت في تعز وحجة
وأضاف التحقيق الاستقصائي أن سماسرة في مديريات جبل حبشي وصبر وشرعب والمعافر في محافظة تعز وسماسرة في محافظة حجة تقوم باستقطاب الشباب العاطلين عن العمل للانضمام إلى ألوية عسكرية “وهمية” تقاتل على الحدود السعودية، حيث أفاد خمسة شبان أنهم ذهبوا للقتال في صفوف المرتزِقة عن طريق السماسرة، ومنهم أبوبكر البريهي، الذي عاد إلى منطقته في جبل حبشي بعد اكتشافه أنه جرى خداعه عبر بطاقة عسكرية وهمية غير مسجلة لدى حكومة المرتزِقة.
وبيّن “العربي الجديد” أن المقاتلين العائدين كشفوا عن نشاط 4 سماسرة في تعز منهم المرتزِق محمد عبده، وينشط في مديرية المسراخ، والمرتزِق وليد الذبحاني الذي كان يقاتل في اللواء 151 في جبهة البقع ويعمل في مدينة التربة تعز والمرتزِق هشام عبدالله ويعمل في مدينة تعز، والمرتزِق خالد سلطان وينشط في الجبزية بمديرية المعافر.
وأشار التحقيق إلى السمسار شماخ القيسي الذي يستقطبُ شبابَ مرتزِقة من مدينة تعز وينقلُهم إلى منفذ الوديعة الرابط بين شرق اليمن والسعودية قبل إلحاقهم بجبهات القتال، بعد تجميعهم في تبة الوكيل بحي الروضة، وحَيَّي صينة والضبوعة في مدينة تعز بباصات أجرة إلى منفذ الوديعة، مؤكّــداً أن الشباب المغرَّر بهم والمغادرين للقتال مع السعودية لا يدركون أنهم “مرتزِقة”؛ كون السماسرة قد خدعوهم وأوهموهم بأنهم ذاهبون بصفة رسمية.
آلافُ المرتزِقة يقاتلون في ألوية وهمية لصالح العدوان
ووفقاً لـ “العربي الجديد” تضُمُّ الألويةَ العسكرية الوهمية الموالية للعدوان آلافَ المرتزِقة الذين يتم منحُهم بطاقاتٍ تعريفية غير مسجلة لدى حكومة المرتزِقة.
وأضاف التحقيق أنه تم تشكيلُ ألويةٍ وهمية مرتبطة بالقيادة العسكرية السعودية، للقتال على حدودها مع اليمن.
وفيما يضيفُ الشاب العشريني المرتزِق أصيل عبدالله فاضل العليمي -الذي قاتل في جبهات الحدود-: “استغلونا في ألوية وهمية وكانوا يعطوننا أرقاماً عسكريةً وهمية وبعد أن تنتهيَ مهمة الجنود يتم ترحيلُهم من السعودية بعد التبصيم في منفذ الوديعة كأننا دخلنا بالتهريب ثم يتم ترحيلُنا بعد أن استغلونا بالأجر اليومي فقط”.