عبقريةُ القائد .. بقلم/ نصر الرويشان
شخصيةٌ استثنائيةٌ تجعلُني في تفكيرٍ وتأمُّلٍ مستمرٍّ هي شخصيةُ القائد.
كيف لشخصيةٍ كالسيّد عبدالملك بن بدرالدين الحوثي سلامُ اللهِ عليه أن يكونَ حالةً فريدةً من نوعها قادرةً على إحداث تغيير جذري ليس فقط في حركة وأتباع، وليس فقط على مستوى هذا الوطن، بل على مستوىً عالميٍّ جعله محلَّ إعجاب ومتابعة لكل ما يقومُ به ومراقبة لكل خطاباته التي لا تكونُ مُجَـرَّدَ كلامٍ عابرٍ، بل في طياته ملامح لكل مرحلة قادمة وتوجيهات نوعية تمنحُنا القدرةَ على اجتياز تلك المرحلة، بل والقدرة على التعامل مع استراتيجيات العدوّ وكيفية استغلال الفُرَصِ ومعالجة نقاط الضعف لدينا.
عظيمٌ هو أبو جبريلَ، منذ البداية وأنا أرى رجلاً غيرَ كُــلّ الرجال، هو استثنائيٌّ، وُلِــدَ في بيئة إيْمَـانية، وربّاه عَلَمٌ رباني هو بدرُ هذا الزمان ونورُه المضيءُ، ربّاه على ثقافة القُــرْآن، وفي مدرسة النبوة أخذ علومَه وفقهَه فتأسَّى بخيرِ قُدوةٍ هو النبيُّ محمدٌ صلواتُ ربي وسلامُه عليه.
ليس ذلك فقط، بل ما يجعلُني منبهراً كيف استطاع القائدُ أن يتفوَّقَ على الساسة والأكاديميين والعسكريّين، بل استطاع أن يتفوقَ على رجال الاقتصادِ وصار معلماً ومنارةً لكل صاحب مسألة ولكل استشارة هو حاضر ينهل من معينه كُــلُّ مَن أشكلت عليه الأمور وكل مَن وقع في مأزق أَو أعاقه أمرٌ ما.
السيدُ القائدُ يصنعُ قياداتٍ ولا تتأثر المسيرةُ باستشهاد قيادات كالصمّاد والمداني وعشراتٍ غيرهم.
ليس مدحاً، فالقائدُ لا يُحِبُّ المدحَ في شخصه، ولا يُحِبُّ المديحَ مَن ينتمي لهذه المسيرة، ولكني أتفكّرُ في شخصية تحمّلت قسوةَ الظروف وتحمّلت ذلك الكَمَّ الهائل من المشاكل والهموم، ومع ذلك تحفُّه العنايةُ والرعايةُ الإلهية؛ ليكون بحَقٍّ أهلاً ليقودَ أُمَّــةَ محمدٍ ويكونَ سفينةَ النجاة التي تمثّل الحَــقّ وتواجهُ الباطلَ؛ ليكونَ القائدَ والمعلِّمَ والمربي والمرشد، ليس ذلك فقط، بل يتفوق على أهل السياسة والاقتصاد والعلوم العسكريّة والمعرفية.
هو يبني أُمَّــةً قادرةً على حَمْلِ المسؤولية، فنسمع خطاباتِه التي يكونُ كُــلُّ خطاب فيها عبارةً عن ملامحَ لتلك المرحلة وما ينبغي فعله لمواجهة ما يعده العدوُّ لنا وكيفية الإعداد النفسي والمادي لتخطّي كُــلّ تلك الصعوبات، وتجعلنا نحصُلُ على القدرة التي تؤهّلُنا لأن نكونَ بحقٍّ مجاهدين في سبيل الله.
ما أعظمَ مسيرةَ القُــرْآن!
فهي التي تحوي الفكر القُــرْآني وفيها المنهجيةُ والقيادةُ الربانية التي هي بحقٍّ سفينةُ النجاة إلى برِّ الأمان.
اللهم كما هديتني ومنحتني الفضلَ في معرفة الحَــقِّ فوفّقْني لطاعة عَلَمِ الهُدى واتّباع أوامره.
اللهم أرني عيوبي واهدني سبيلَ الرشاد وَاجعلني مِن أنصارك وأنصار نبيك وأنصار أعلامك وأوليائك ولا تستبدلْ بنا غيرَنا واكتُبْ لنا بالحُسنى شهادةً في سبيلك، برحمتِك يا أرحم الراحمين.