بمبادرة أُحادية من الفريق الوطني لفتح الطريق: الأمم المتحدة تعبر إلى مطاحن البحر الأحمر تحت نيران المرتزقة
المسيرة | خاص
في ترجمة فعلية لتأكيدات قائد الثورة السيد عَبدالملك الحوثي، على الاستعداد لتنفيذ خطوات اتّفاق السويد من طرف واحد، نفّــذ الوفدُ الوطنيُّ، أمس الثلاثاء، مبادرةً إنْسَانيةً أُحادية مثّلت دليلاً على الاستجابة لمقترح رئيس لجنة إعَادَة الانتشار في الحديدة، حيث تم فتحُ الطريق لمرور فريق من الأمم المتحدة إلى مطاحن البحر الأحمر، فيما أثبت العدوان بالمقابل تعنته وتمسكه بعرقلة تنفيذ الاتّفاق وقام بإطلاق النار على الفريق الأممي في الطريق.
وأكّــد فريقُ الوفد الوطني المفاوض في لجنة إعَادَة الانتشار، رسمياً، أن فريقاً فنياً من منظمات الأمم المتحدة وبرنامج الغذاء العالمي، غادر، أمس، من مناطق الجيش واللجان الشعبيّة بشارع الخمسين، وُصُولاً إلى مطاحن البحر الأحمر، مُشيراً إلى أن فتحَ الطريق للفريق الأممي جاء استجابةً لطلب سابق من رئيس بعثة التنسيق الأممي مايكل لوليسغارد، في سياق التجاوُبِ مع كُــلّ ما يخفف المعاناة الإنْسَانية.
وأشار الوفدُ الوطني إلى أن هذه الخطوة تمثّلُ ترجمةً أوليةً لتأكيدات السيد عَبدالملك الحوثي على الاستعداد لتنفيذ اتّفاق السويد من طرف واحد، منوّهاً إلى أن الفريق الأممي مر برئاسة لوليسغارد لتقييم أوضاع مطاحن البحر الأحمر وأضرارها.
وأكّــد الوفدُ أن الجنرالَ لوليسغارد شكر الوفدَ الوطني وثمّن التزامَ الجيش واللجان بتسهيل العبور من مناطق سيطرتهم وُصُولاً إلى المطاحن.
من جانبه، أفاد محافظ الحديدة في تصريح لصحيفة المسيرة بأن هذه الخطوة جاءت بمبادرة أُحادية من الوفد الوطني، بدون الاتّفاق مع الطرف الآخر، وقال إن الفريق الأممي أخرج عيناتٍ من داخل المطاحن لفحصها في مختبرات الجود.
وأكّــد المحافظ أن برنامجَ الغذاء العالمي وبعثةَ المراقبين شكروا السلطة المحلية والوفدَ الوطني بلجنة التنسيق على تسهيل هذه المهمة.
هذه الخطوةُ الإنْسَانيةُ مثّلت إثباتاً واضحاً على تجاوب الوفد الوطني مع مقترح رئيس لجنة إعَادَة الانتشار للخطوة الأولى من الاتّفاق، والاستعداد لتنفيذ المقترح من طرف واحد، وهو ما أكّــده قائدُ الثورة في خطابه الأخير، أمس الأول، بشكل واضح.
بالمقابل، أثبت العدوان ومرتزِقته إصرارَهم على عرقلة تنفيذ الاتّفاق بشكل عملي، حيث عمد المرتزِقة، أمس، إلى إطلاق النار على الفريق الأممي أثناءَ مروره في الطريق إلى مطاحن البحر الأحمر، بعد أن فتحتها قُـوَّاتُ الجيش واللجان، في ترجمة لعدم استجابة الطرف الآخر لتنفيذ خطوات الاتّفاق، وهو أَيْـضاً ما أكّــده قائدُ الثورة في خطابه الذي حذّر فيه الإماراتِ من العودة إلى مسار التصعيد العسكريّ.
وبهذه الخطوات المتضادة بات الواقعُ شديدَ الوضوح في التأكيد على أن العدوان والمرتزِقة هم الطرفُ الوحيد المعرقل لكافة خطوات تنفيذ الاتّفاق، وهو ما يلزم الأمم المتحدة بالتحَـرّك لإيقافهم.
وفي هذا السياق، قال نائبُ وزير الخارجية، حسين العزي: إن “الطرفَ الآخرَ يثير صعوباتٍ لمحاولة فرض تراجعاته عن اتّفاق المرحلة الأولى ضمن مصفوفة الإجراءات مستغلاً حرصَ الأمم المتحدة على مواراة عرقلته واعتمادها منهج التقريب والمقاربة”.
وأضاف العزي: “نأمل من الأمم المتحدة عدم الاستجابة لأي تراجع عن ما تم التوافق عليه ومستعدون لخطوةٍ تنفيذية من طرف واحد فور طلبها ذلك”.