الدورُ السياسي والثقافي لفاطمة الزهراء عليها السلام .. بقلم/ يحيى صلاح الدين
لم يقتصرْ دورُ فاطمة الزهراء عليها السلام في قيامِها بواجباتها الزوجية وتعبُّدِها في محرابها فقط، بل كانت تمثِّلُ الداعمَ المعنوي لرسول الله محمد صلى الله عليه وآله وسلم، واستحقت بهذا الدور الهام أن سماها رسولُ الله (بأم أبيها) كدلالة على شدة عطفها وحنانها على أبيها فكانت تخفّف عنه آلامه ومحنَه من أذى المشركين وكانت تضمّدُ جروحَه بعد عودته من الغزوات، وهذا الدعم والمساندة النفسية هامة جداً وكان لها أثرٌ كبيرٌ في التخفيف عن رسول الله جراء ما كان يلاقيه من أذى، وهذا درسٌ للنساء المؤمنات يبين أهميّة الدعم المعنوي للمجاهد وأثر ذلك في استمرارية مواجهة المشركين واليهود في هذا الزمان، فيعود المجاهد من الجبهة إما زائراً أَو جريحاً فلا ينبغي لها أن تلقاه باللوم والخوف الزائد عليه الذي يثبطه عن مواصلة الجهاد وردع الظالمين بل عليها أن تقتديَ بالزهراء.
وكان لها عليها السلام دورٌ في توعية الأمة الدورَ الاجتماعي والثقافي من خلال خطبها وإرشاداتها لمحيطها الاجتماعي، فكانت تحرص على أن يكون المجتمعُ متمسكاً بدينه وَتحثهم وتبرز أهميّة وحاجة الناس للعبادات والمعاملات التي أمر بها الله عز وجل.
فقالت عليها السلام:
(فجعل الله الإيْمَـانَ تطهيراً من الشرك، والصلاةَ تنزيهاً لكم عن الكبر، والزكاةَ تزكيةً للنفس ونماءً في الرزق، والصيام تثبيتاً للإخلاص، وطاعتنا نظاماً للملة وإمامتنا أماناً من الفُرقة والجهاد عزاً للإسلام، والصبر معونة على استيجاب الأجر والأمر بالمعروف مصلحة للعامة).
فأسهمت في توعية المجتمع وأبرزت دورَ تلك العبادات والمعاملات على حياة الناس وَبأن يحيى حياة طيبةً آمنة. فـَسَلَامُ اللهِ عَلَيْهَا يوم وُلِدت ويوم لحقت بالمصطفى إلى الرفيق الأعلى عليه وعلى أهل بيته أفضل الصلاة والتسليم.