حساباتُ ما بعد ما بعد الحدود! بقلم/ محمد محمد جابر
لن تحصُلَ مملكة آل سلول علَى النصر ولا الأمن بتشديد قبضتها علَى حلوقنا وبطوننا وتدميرها لسفارتها بصنعاءَ لن يغيّر من حقيقة الجغرافيا والجوار ونحن علَى أبواب العام الخامس من العدوان وأَكْثَــر من (2000) كم حدوداً مشتركة قابلة لعبور ملايين الجائعين الناقمين.
استقواءُ مملكة قرن الشيطان بثرائها علَى جيرانها الفقراء ليس عملاً فقيراً من الشرف وحسب، بل وحتّى فقير من الحكمة وبُعد النظر.. ولو أمكن لأضداد الشرف التفكير في تبعات جرائمهم خلال أربعة أعوام من العدوان لكان بمقدور النظام الصهيوسعوديّ أن يضع في حساباته أن المزيد من تشديد الحصار بذريعة الصواريخ البالستية في مطاره الدولي واعتزامه مهاجمة ميناء الحديدة لإغلاق المنفذ المتبقي لن يلجأ اليمنيون الجوعى والمحاصرون إلى التهام الصواريخ بل لإطلاقها وبدلاً عن مطار واحد ستكون كُــلّ مطاراته أَهْــدَافاً والحال نفسُه مع سفنه التي تعبُرُ بحارَنا.
والقضايا العظيمة تنتصر؛ لأَنَّ المحاربين من أجلها يمتلكون مبادئَ وقيماً نبيلة وهم صادقون في أَهْــدَافهم وغاياتهم، وهذه هي حقيقة الشعب اليمني المتصدي لتحالف عدوان إجرامي أربعة أعوام يمتلك المال والقُــوَّة ويفتقر إلى الأخلاق ولا يردعه دين أَو قانون أَو ضمير؛ لهذا كان وحشياً وهمجياً فاجراً كاذباً مخادعاً وناكثاً للعهود..
وهذا كله لا يحقّـق نصراً علَى جبهات القتال ولا بالسياسة؛ لأَنَّ ما بنى عليه رهاناتٌ خاسرة ومخططاته ساقطة ومشاريعَ فاشلة وستتضاعف خسائره كلما زاد في غيه واستكباره علَى شعب كُــلّ تأريخه يؤكّـد أن حربه كانت من أجل الدفاع عن أرضه وعرضه وكرامته.. شعب يحارب أربعة أعوام ونحن علَى أبواب العام الخامس من الصمود الأسطوري في جميع الجبهات وما وراء الحدود من أجل الخير والعدالة والسلام كما هو في دفاعه عن سيادته ووحدته واستقلاله في مواجهة واحدة من أقذر الحروب العدوانية الشاملة التي عرفها التأريخ..
إنَّ كُــلّ ما أردناه أن نحيا علَى أرض وطننا أحراراً كراماً أعزاءً نمتلك قرارَنا وإرادتنا بعيداً عن أية هيمنة أَو وصاية خارجية، نستطيع أن نبني علاقات خارجية ندية مع جيراننا ومحيطنا العربي والإسْـلَامي ومع العالم كله تقومُ علَى المبادئ والمواثيق الدولية وفي مقدمتها الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية وتقومُ أَيْـضاً علَى التعاون الذي يحقّـق منافعَ ومصالحَ لنا وللآخرين.