الرئيس المشاط والمكتب السياسيّ لأنصار الله ينعون المناضل “مقبل” ويعتبرون رحيله خسارةً لنضال الشعب اليمني
المسيرة| خاص:
بعث الرئيسُ مهدي المشّاط برقيةَ عزاء ومواساة في وفاة المناضل الكبير علي صالح عباد مقبل -الأمين العام للحزب الاشتراكي السابق- بعد حياة حافلة بالنضال الوطني والعمل السياسي.
وأشار إلى أن الفقيدَ كان أنموذجاً للثائر الحر والسياسيّ المخلص الشريف، وكان في طليعة المدافعين عن الوطن ضد العدوان الأمريكي السعوديّ منذ الغارة الأولى، وجسّد مقبل المثالَ المشرِّفَ للسياسي اليمني الثابت على مبادئه والمقاوِم لكل أشكال التبعية والوصاية ضد أنْظمة التخلف والرجعية والاستبداد وأحد أبطال ثورة 14 أكتوبر المجيدة.
وأكّـد رئيسُ المجلس السياسي الأعلى أن الوطنَ خسر برحيل علي صالح عباد مقبل سياسياً مخضرماً صلباً وقائداً أصيلاً مقداماً لم يقبلِ الظلمَ أَو الاستسلامَ طوال مسيرة كفاحه حتى في أصعب المراحل التي مر بها حتى لقي ربه أبياً رافضاً لأية إغراءات ومساومات للتنازل عن مبادئه وقيمه الوطنية.
كذلك، عزّى المكتب السياسيّ لأنصار الله في بيان له، أمس الجمعة، والذي تلقت المسيرة نسخة منه “أهالي وذوي وأسرة الفقيد بشكل خَاصَّـة، ورفاق الفقيد والقواعد الشعبيّة للحزب الاشتراكي والشعب اليمني بشكل عام”، سائلاً من العلي القدير “أن يتغمدَ الفقيدَ بواسع رحمته ويلهم أهله الصبر والسلوان”.
واعتبر البيانُ رحيلَ الفقيد المناضل علي صالح عباد (مقبل) “خسارةً كبيرةً لشعب اليمني”، لافتاً إلى أهميّة “اقتفاء أثر الفقيد في مواجهة العدوان والاستعمار الجديد، صوناً للسيادة الوطنية وانتصارا لطموحات وآمال الشعب التي حملها الفقيدُ رحمة الله عليه”.
وأشاد البيانُ “بدور الفقيد وتأريخه النضالي الذي ضرب فيه أروعَ الأمثلة في نضاله ضد الإمبريالية الغربية والأنْظمة الاستبدادية والرجعية الخليجية”، لافتاً إلى “أن الفقيد مثّل في موقفه المبدئي صفعةً مدويةً لكل أدعياء الاشتراكية ممن التحقوا بمشيخات النفط وأساطيل الدول الامبريالية”.
من جهته، قال القيادي في الحزب الاشتراكي عبدالله بيدر في تصريح خاص لصحيفة “المسيرة” بـ “أن خسارة مناضل جسورٍ كعلي صالح عباد تمثّل خسارةً للشعب اليمني بأكمله وليس فقط لحركته وحزبه”، مضيفاً “لقد كان الفقيد (عباد) من أشرف الرجال في تأريخ الحركة الوطنية عموماً، سواءٌ أكان في تواضعه وتعامله مع الآخرين أو في تلمّس وتلبية احتياجاتهم”.
وأكّد بيدر أن الفقيدَ علي صالح عباد “مثّل نموذجاً فريداً في تأريخ الحركة النضالية والوطنية، مشيراً إلى “أن دارسةَ تأريخ علي صالح عباد النضالي والوطني يمثل رؤياً ونوراً للآخرين سيستفيد منها الآخرون كثيراً، في مواصلة مسيرتهم النضالية والتحرّرية”.
وانتقل علي صالح عباد مقبل إلى رحمة الله تعالى، صباح أمس الجمعة، بعد صراع طويل مع المرض.
ويُعَدُّ مقبل من أحد أبرز قيادات الحزب الاشتراكي اليمني، المساهِمة في إعادة الحزب وتكوينه بعد حرب 1994م، وأحد الهامات الوطنية الجسورة التي لعبت دوراً ريادياً في ثورة 14 أكتوبر 1963م، بالإضَافَة إلى كونه من أبرز الشخصيات الوطنية الرافضة للعدوان على اليمن منذ غاراته الأولى وحتى وفاته، وظل مجسّداً لقيم ومبادئ الاشتراكية التحرّرية متمسكاً بموقفه المناهض للعدوان على اليمن حتى وفاته، رافضاً كُــلّ محاولات العدوان لمساومته في التنازل عن موقفه، خَاصَّـة تلك المبادرات التي قدمها العدوان خلال الفترة الأخيرة من حياته، إلا أن المناضل مقبل أصرَّ على البقاء في الوطن يقاسم الشعب معاناة العدوان والحصار.
وكان علي صالح عباد السياسي اليمني الوحيد بمركزه القيادي (أمين عام حزب حينها) مَن اعتصم أولاً في مسجد الشوكاني بصنعاء رافضاً الحرب الأولى على صعدة 2004 أولاً ثم لما منعت أجهزة الأمن الاعتصامَ بمسجد الشوكاني فتح مقرَّ اللجنة المركزية للحزب الاشتراكي اليمني بصنعاء للمعتصمين ضد حرب صعدة وضد بقية حروبها.
ويعتبر مقبل السياسيَّ اليمني الأول الذي رفض العلاج في مستشفيات العدوان بالرياض وفضّل الموت واقفاً بصنعاء على أن يُذَلَّ أَو يهان اليمن من الرياض.
يشار إلى أن مقبل حظي باهتمام ورعاية القيادة السياسيّة والثورية، والذي بدا واضحاً في زياراتها للفقيد أثناء مرضه والتي كان آخرها الزيارة التي قام بها المكتب السياسيّ لأنصار الله أواخر شهر يناير الفائت.