يا عرب.. ارفعوا قبعاتكم للحر اليمني .. بقلم/ عفاف محمد
بعد تلك الحشود الغفيرة لمسيرات هلّت مثلَ المطر المدرار وتقاطرت في كُــلّ محافظات اليمن، خرجت حميةً وغيرةً وأَنَفَةً واعتزازاً بعروبتها. خرجت بعد توجيهات قائد الثورة سماحة السيد عَبدالملك بدر الدين الحوثي. كان ذاك الخروجُ المهيبُ لوحاتٍ مرسومةً بلا كلمات.. تطلعوا في تلك الوجوه المقتضبة الثائرة لدينها ولعروبتها ولأرضها، تطالعوا وتساءلوا مثلي: هل مثلُ هذا المشهد تكررَ في أية دولة عربية؟؟!! هناك في كُــلّ البلدان العربية أحرارٌ شرفاءُ، لكن لا يساندُهم الكثيرون.. لا يتجرأ الكثيرون على رفع الصوت بهذا القدر من الجموع البشرية الشديدة البأس والصعبة المراس. اليمني وحدَه مَن يمتلكُ تلك الجرأةَ.. فهو مَن يخرُجُ في مسيرات تحتَ القصف ومع تواجد ازيز الطائرات.. هو من لا يحسب حساباً لدولة عظمى أَو لملوك طغاة احترفوا القتل بوحشية. إنه شعبٌ لا يهابُ الموتَ أَو أية ترسانة حربية أَو إعلانية. فهو يتصدى لحشود عدوانهم الكوني في الجبهات، لحروبهم النفسية والناعمة، لرياحهم الباردة ويكشف كُــلّ مُخَطّطاتهم. إنه الشعبُ الذي تحدّى طغاةَ العالم ورفع سلاحَ الكلمة وجهر بصوت الحَـقّ.. هو شعبٌ رغم جراحاته النازفة يحُثُّ السيرَ في وجه التيار الجارف ويتصدى ويقاوم ويواجه. أنعم به من شعبٍ حُرٍّ يستفزُّه الظلمُ ويستفزه المساسُ بهُويته وانتمائه.. هو الشعبُ الذي يتوجعُ لآلام غيره ولا يخجل أَو يغُضُّ الطرفَ عن مناصَرة غيره من الشعوب العربية المنكوبة.. هو شعبٌ لا يرضى بغير الحرية أَو يموت دونها.. شعبٌ أراد الحياةَ فاستجاب له اللهُ والقدر.. شعبٌ شغوفٌ بهواء الحرية.. يتنسَّمُه على الدوام.. حيّوه من شعبٍ أبي صابر صامد حُرٍّ.. وارفعوا له قبعاتكم؛ تقديراً واحتراماً.