بريطانيا تريد تغيير قواعد اتّفاق السويد في الحديدة .. بقلم/ طالب الحسني
تغييرُ قواعد اتّفاق السويد في الحديدة!؟ هذه هي مهمةُ بريطانيا حالياً، من يقول غير ذلك فعليه مراقبةُ تصريحات وزير الخارجية البريطاني، جيرمي هانت وتغريداته على تويتر.
الأمرُ بالنسبة لكل من كان قريباً من مشاورات السويد نهاية 2018 ليس جديداً، اتّفاق السويد انتزع بعد ضغوط استخدمها الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش على السعوديّة، وبالتالي فإن ذلك لم يأتِ برغبة حقيقية من دول العدوان، ولا أَيْـضاً من أدواتهم.
اقتنعت السعوديّة بعد ذلك أن هذا الاتّفاقَ قد يخدمُها في امتصاص السخط من الشارع الحقوقي الإنساني في العالم، بالتزامن مع حصار خاشقجي، ويساهم في كسر العُزلة عن محمد بن سلمان، ففي كُــلِّ مرة يشارُ إلى العدوان على اليمن والوضع الإنساني الذي سبّبه التحالفُ بقيادة السعوديّة، يمكنُ ببساطة القولُ سعوديًّا، هناك اتّفاق في مشاورات السويد تدعمُه الرياض، لكن ما يجري فعلياً هو مماطلةٌ وكسبُ مزيد من الوقت ريثما تجدُ السعوديّةُ والإمارات فرصةً جديدةً للهروب من الضغوط الدولية.
تحَـرُّكٌ مارتن غريفيث للحقيقة يُحسَبُ له ويسجل ضمن حرصه الكبير على إنجاح الاتّفاق، وتلتقي مصلحتُه كمسؤول أممي ومكلّف بقيادة مشاورات السلام في اليمن، تلتقي مع مصلحة القوى الوطنية في إنجاح هذا الاتّفاق، لكن ما الذي يجري في المحيط الدولي؟!
الذي يجري أن الأمريكي غيرُ مقتنع باتّفاق السويد وأبدى عدمَ القناعة بذلك السفيرُ الأمريكي لليمن ماثيو تولر، ولا يبدو أن التصريحاتِ ولا حتى التحَـرّكات الأمريكية منذ اتّفاق السويد وحتى اللحظة تدعمُ السلامَ في اليمن، والأمر الآخر، الدور البريطاني المشبوه، وتصريحات وتحَـرّكات السفير البريطاني الجديد لليمن والتي تصُبُّ كلها في إطار تغيير قواعد اتّفاق السويد أَو تخريبه.
بريطانيا تتسلم ملف اليمن في مجلس الأمن الدولي ولديها أطماع أن تكون الرقم الأول وليس الثاني بعد الولايات المتحدة الأمريكية في الملف اليمني، وأطماع قديمة وتأريخية وتريد عودة الدور عبر بوابة “الشرعية” المزعومة، وبوابة دول الخليج السعوديّة والإمارات.
عندما يقولُ جيرمي هانت أنه اتفق مع الجبير على ضرورة انسحاب ما أطلق عليها “المليشيات” من موانئ الحديدة، فهو بذلك يعلن انقلاباً كاملاً على اتّفاق السويد ومحاولة تغيير قواعده، وهو ما كانت تريدُه دولُ العدوان تَمَاماً ويتماشى مع هذه المماطلة الطويلة في تنفيذ اتّفاق السويد في الحديدة.
الكلُّ يعلمون يقيناً أن هذا لن يحصلَ، وأن القوى الوطنية لن تقبَلَ بذلك وهنا خياراتٌ أُخْــرَى أشار إليها السيد عَبدالملك بدر الدين الحوثي، ولوّح بها نائبُ وزير الخارجية حسين العزي، ونحن بانتظار ذلك حتماً، فالعدوان هو مَن يدفعُ نحو هذا الاتّجاه.