وللكريمي الخُمُس .. بقلم/ أحمد الحسني
على عِلَّاتِها تبلغُ الدفعةُ الأولى من الإعانة الأُمَــمية للكادر التربوي خمسين دولاراً قيل إن سببَ تأخُّرها يرجعُ بدرجة رئيسية إلى عدم توفّر الكمية الكافية من فئة الخمسين دولاراً وَقد قيل إن مصرِفَ الكريمي الإسْــلَامي وَبنك الأمل الإسْــلَامي أَيْضاً سيتوليان مهمةَ الصرف مشكورين مأجورين وَسيكونان الوسيطَ المحلي الذي تُحَلُّ به المعضلة وَالجسرَ الذي ستعبر عليه الخمسون دولاراً بأمان وَإيمان وَتقوى وَإحسان من يد اليونيسيف إلى يد المعلّم اليمني، لكن الذي حدث هو أن الخمسين دولاراً البائسة لم يصلْ منها إلى المعلّم الأكثرِ بؤساً غير أربعين دولاراً تقريباً وَضاع الخُمس في الطريق.
الخمسون دولاراً التي استلمها الوسيطُ المحلي ممثلاً بالكريمي وَبنك الأمل ثمنُها بسعر السوق التي سيشتري منها المعلّم ضرورياته وَيصرفُها الكريمي فيه هو خمسمائة وَثمانون ريالاً تقريباً قابلة للزيادة، بينما المصرفان الإسْــلَاميان جداً يدفعان للمعلّم المغلوب على أمره بالعُملة المحلية على أساس السعر المعتمد من البنك المركزي اليمني وَهو أربعمائة وَثمانون ريالاً، أي أنه في كُـلّ مليون دولار من الإعانة الأُمَــمية للمعلمين هناك ما يقارب المائة مليون ريال تذهب بمنتهى الإسْــلَام إلى خزانتَي الكريمي وَالأمل خارجاً عن عمولتهما في العملية، وَبمعنى آخر إذَا كان هناك مائتا ألف مستفيد من هذه الإعانة فإنَّ مصرِفَي الكريمي وَالأمل سيستفيدان أَو يلطشان أَو يسرقان ما يقاربُ المليارَ ريال خارجاً عن العمولة.
خُمْس وَلكن ليس خُمس غنيمة وَلا ركاز وَإنما خُمس لصوصية وَاحتيال على قوت ذوي الخلة وَالحاجة، وَمصارفه ليست الخمسة وَإنما مصرف الكريمي وَمصرف الأمل وَلا أدري ما علاقةُ سلوكهما هذا بالإسْــلَام!.