سويسرا في اليمن.. يدٌ تقدم المساعدة ويدٌ ترتكب جرائم الإبادة
المسيرة| خاص:
فجّرت صحيفة سويسرية ناطقة باللغة الفرنسية مفاجأة من العيار الثقيل بعد أن كشفت عن مشاركة سلاح الجو السويسري في العدوان على اليمن وذلك في إطار الدعم المقدم لتحالف العدوان إلى جانب صفقات الأسلحة والمعدات الحربية الثقيلة التي تقدّر بملايين الدولارات.
ونشرت صحيفةُ “تاغس أنتسايغر” السويسرية، تقريراً، أمس السبت، أعده الكاتب السويسري “كريستين تالوس”، أكّد أن الدعمَ الذي تقدمه الحكومة السويسرية لتحالف العدوان على اليمن بقيادة السعودية أكثر بكثير مما كان يتوقعه الجميع، حيث تعدى ذلك الدعم مشاركةَ مجموعة طيران “بيلاتوس” السويسرية في شن الغارات على المدنيين الأبرياء في اليمن، مبيناً أن الشركةَ المصنعة للطائرات “بيلاتوس” لا تدعم سلاح الجو السعودي فحسب ولكنها أيضاً تجمعها صفقاتُ بيع معدات عسكرية مع قطر والأردن ودول تحالف العدوان.
وأوضح التقرير أن طائرات “بيلاتوس” السويسرية تعمل على دعم عمليات التدريب الجوية بالإضافة إلى محاكاة الطيران، وقد تم وضعها تحت تصرف النظام السعودي، مشيراً إلى وجود الكثير من الوثائق والعقود المثيرة للجدل فيما يخُصُّ مشاركة طائرات “بيلاتوس” في الحرب على اليمن، حيث تم إبلاغ وزارة الخارجية الاتّحادية في أواخر أكتوبر من العام 2018 عن كشف الصحيفة لتلك الوثائق ومنذ ذلك الحين عملت العاصمة السويسرية برن على مراجعة أربعة إجراءات في البلدان المعنية حول توضيح شرعية استخدام تلك الطائرات.
وأكدت صحيفة “تاغس أنتسايغر” أن الحرب الضروس المشتعلة في اليمن التي تسبب في إزهاق أرواح أكثر من 10 آلاف شخص مدني جراء الغارات الجوية التي يشنها تحالف العدوان على هذا البلد منذ أربعة أعوم، وفقاً للتقارير الصادرة عن الأمم المتحدة، إضافةً إلى وجود ما يقارب من 25 مليون يمني أي ما يمثل 80٪ من إجمالي عدد السكان بحاجة ماسة إلى المساعدات الإنْسَانية, من بينهم 10 ملايين شخص أصبحوا على حافة المجاعة.
ولفت التقرير إلى المبادئ الإنْسَانية السيئة للحكومة السويسرية، مشيراً إلى اجتماع العالم في جنيف قبل أيّام بدعوة من سويسرا والأمم المتحدة والسويد لمساعدة اليمن وانتشاله من الوضع المأساوي الغارق فيه, حيث تسعى الأمم المتحدة للحصول على 4.6 مليار دولار من أجل تأمين احتياجاتها من المساعدات الإنْسَانية، مضيفاً أن سيمونيتا سوماروغا – العضو في الحزب الديمقراطي الاجتماعي والعضو الحالي في المجلس الاتّحادي السويسري أعلنت خلال الاجتماع عن مساهمة بلادها بمبلغ 13.5 مليون فرنك في العام 2018 وَ54 مليون فرنك خلال أربع سنوات، وقد أثار هذا التناقُضُ حفيظةَ العضو في المجلس الوطني كارلو سوماروغا, الذي صرح بأنه من غير المقبول أن تحاول سويسرا التخفيف من الكارثة الإنْسَانية في اليمن بمساعدات مالية، في الوقت الذي تجني فيه صناعة السلاح أموالاً طائلة من خلال تدمير هذا البلد.
من جانبه أشار باتريك فالدر -من منظمة العفو الدولية القسم السويسري-, أنه من الصعب أن يتم تدريبُ طيّاري المملكة السعودية ودولة الإمارات على طائرات التدريب السويسرية وأنْظمة محاكاة الطيران، في حين أشار إلى أن خطر طائرات “بيلاتوس” يشكل خطورة كبيرة في استمرار الضربات الجوية وارتكاب جرائم حرب في اليمن.