مَن كسَّر جبَّر .. بقلم/ علي الزهري
البلدُ الذي يواجِهُ أكبر أزمة في العام 2019 سيكونُ اليمنَ.. هكذا قالت الأمم المتحدة، داعيةً إلى توفير مبلغ أربعة مليارات دولار؛ لتلبية احتياجات الشعب اليمني خلال العام الحالي، ومن أجل ذلك نظّمت في جنيف مؤخراً مؤتمراً للاستجابة الإنْسَانية بالتنسيق مع السويد وسويسرا لجمع تبرعات وتعهدات الدول المانحة، وفي هذا المحفل الدعائي المستفزّ تعهد الكيان السعوديّ بمبلغ 500 مليون دولار ومثلُه الإمارات.
وهنا دعونا نسألُ جيرانَ اليمن: ما الذي حصل لأشقائكم حتى ولَّد هذه الحاجة وخلق المعاناة الإنْسَانية الكبيرة؟ هل حصلت كارثةٌ طبيعية؟ زلازل، فيضانات، براكين؟ أم أنكم تشنّون عليهم حربَ إبادة جماعية طالت الأخضر واليابس بطائرات تحمل شعار التوحيد، وحصار خانق برعاية خادم البيت الأبيض سلمان بن عبدالعزيز؟
أيها التافهون، طائراتكم لم تغادر سماءَ اليمن منذ أربعة أعوام، ولم يسلم من حقدكم أحدٌ، فضحاياكم بالآلاف رجالاً ونساءً وشيوخاً وأطفالاً، وصواريخكم الذكية أيها الأغبياء لم تستثنِ حتى دارَ رعاية الأيتام بمحافظة الحديدة، ودار المكفوفين بصنعاء، وحافلة طلاب المدارس بصعدة، وصالات الأعراس، ومجالس العزاء، والأسواق الشعبيّة، والصيادين في عرض البحر، لم تترك حتى الموتى في قبورهم فمقبرةُ خزيمة بالعاصمة صنعاء ومقبرة العمودي بذمار شاهدتان على حقارتكم.
الكيانُ السعوديّ يحاربنا في قوتنا ومعيشتنا، ففرض حصاراً خانقاً براً وبحراً وجواً، واستهدف كُــلّ المصانع ومخازن الغذاء والدواء، وقُـوَّاتُه تحتلُّ أجزاءً عزيزةً من أرضنا، واليوم يقدّم نفسَه بكل سخف وانحطاط مُحسناً وكريماً وسخياً في مهرجان دعائي للمتاجرين بمعاناة الشعوب.
أيها المتوحشون القتلة مهما حاولتم تحسينَ وجهكم القبيح بهذه الأعمال الدعائية والمسرحية السمجة فإنَّكم في نظر الشعب اليمني الكبير مجرمون ومعتدون وقَتَلة، وعليكم تقعُ كُــلُّ المسؤولية في ما حصل ويحصل، وستعيدون إعمار ما دمّــرتموه غصباً عنكم وفرضاً عليكم وليس مِنَّةً ولا فضلاً منكم وعلى قاعدة “من كسَّر جبَّر”، وطالما نحن وأنتم جيران وبيننا حدودٌ جغرافية فلا خوف ولا قلق فنحن أهلٌ للنزال، وفي الجبهات الخبر اليقين.
وللمنظمات الدولية التي تجمعُ التبرعاتِ باسم اليمنيين وتصرفُ جزءاً كبيراً منها في نفقاتها التشغيلية وتشتري ما تيسّر من مواد غذائية للشعب فيصلُ بعضُها تالفاً وغيرَ صالح للاستخدام الآدمي نقول: اليمنُ الكريمُ ليس مقلباً لنفاياتكم، كان عزيزاً ولا يزالُ وسيظل رغماً عن الجميع.
واللهُ غالبٌ على أمره ولكن أكثرَ الناس لا يعلمون.