العدوّ يصعّد ضد اتّفاق الحديدة: هل يستمر الصمت الأممي حتى عودة المعارك؟!
المسيرة | ضرار الطيب
مثَّلَ التصعيدُ الأخير لقوى العدوان ضد اتّفاق السويد، من خلال استهداف موكب رئيس لجنة التنسيق في الحديدة وتصريحات وزير خارجية بريطانيا المخالفة للاتّفاق، دليلاً صريحاً على مضي تحالف العدوان ورعاته في خطة الانقلاب على الاتّفاق وإفشاله، إلا أن هذه الدلائل لم تقتصر على إدانة العدوان فحسب، بل أعادت إثارة الشكوك حول مدى جدية الأمم المتحدة في تنفيذ الاتّفاق والدفع بعجلة السلام إلى الأمام، وهي شكوك يدعمها الصمت الأممي المطبق إزاء هذا التصعيد الذي تجاوز مستوى الالتفاف على الاتّفاق وتجميده، ووصل إلى حَـدِّ استهداف الطاقم الأممي الخاص بالإشراف على التنفيذ.
وفي حديث خاص لصحيفة المسيرة، قال نائب وزير الخارجية، حسين العزي، أمس الأحد، إن صمت الأمم المتحدة إزاء تكرار استهداف قوى العدوان لرئيس لجنة التنسيق، مايكل، ظلت محكومة بالاعتبارات السياسيّة أكثر من الاعتبارات الإنْسَانية والقانونية وأية اعتبارات أخرى” واستدرك قائلاً: “نحن نثق في أن رئيس لجنة التنسيق والمبعوث الأممي غير راضين عن خروقات الطرف الآخر التي وصلت إلى القصف الجوي واستهداف الفريق الأممي أكثر من مرة”
وأضاف العزي أن المتوقع من المبعوث الأممي ورئيس لجنة التنسيق، بعد هذا الاستهداف المتكرر “أن يقوما بواجبهما في نقل الحقائق كما هي، وحشد الضغط اللازم لإجبار الطرف الآخر على تنفيذ الاتّفاق واحترام التزاماته”.
وأكّــد نائب وزير الخارجية أن تصرفات العدوان تجاه اتّفاق السويد وعراقيله وخروقاته “وصلت إلى حَـدِّ الاستهتار بالمجتمع الدولي، والإساءة لجهود السلام التي يبذلها المبعوث الأممي ورئيس لجنة التنسيق”.
وبخصوص تصريحات وزير الخارجية البريطاني الذي تحدث فيها عن انسحاب الجيش واللجان من الحديدة، وهي ما يخالف اتّفاق السويد بشكل صريح، قال العزي للصحيفة: إن “هذه التصريحاتِ تشجّعُ الطرفَ الآخرَ على مواصَلة خروقاته وعرقلته للاتّفاق” خُصُــوْصاً وأن بريطانيا هي التي تبنت القرارين الدوليين الداعمين لاتّفاق السويد في مجلس الأمن.
وأكّــد العزي في هذا السياق أن “هناك محاولات واضحة للخروج عن الاتّفاقات من قبل الطرف الآخر، سواء اتّفاق ستوكهولم نفسه، أَو الاتّفاق على المرحلة الأولى من تنفيذه” وهو ما يفسر تصريحات وزير الخارجية البريطاني.
وأضاف العزي أن الحرصَ على السلام يستلزمُ من كُــلّ الجهات أن “تراكم الضغط على الطرف الآخر لإجباره على تنفيذ الاتّفاق ووضع حَـدٍّ لمماطلته”، وأن “هذه التصريحات والصمت الأممي هي مواقف سلبية لا تخدم تنفيذ اتّفاق السلام”.
من جانبه، اعتبر رئيسُ اللجنة الثورية العليا، محمد علي الحوثي، أن استهداف موكب رئيس لجنة الانتشار في شارع الخمسين بالحديدة من قبل مرتزِقة العدوان، أمس الأول، قد يكون “جزءا من خطة تكرار معركة الحديدة وإعاقة السلام”.
ولكون استهداف موكب لوليسغارد جاء للمرة الثانية أثناء مروره في الطريق إلى مطاحن البحر الأحمر، فقد وجّـه الحوثي خطابه لوكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنْسَانية مارك لوكوك، مطالباً “بإلزام العدوان السماح بالوصول إلى المطاحن”.
أما وزير الخارجية البريطاني، جيرمي هنت، فقد لجأ، أمس الأحد، إلى لهجة أقل صراحة من تصريحه السابق الذي تحدث فيه عن انسحاب الجيش واللجان، لكنها لهجة ما زالت تنبئ عن نوايا مبيتة لإفشال الاتّفاق، حيث قال هنت في بيان، أمس: إن “اتّفاق ستوكهولم أمام فرصة أخيرة” وإن “عملية السلام قد تموت في غضون أسابيع” وهي إشارات يمكن إسقاطها بوضوح على مسار تصعيد تحالف العدوان الذي أكّــدته تصريحات هنت السابقة، واعتداءات العدوان على لجنة التنسيق وتكثيف خروقاته في الحديدة.