شباب ومن حقه يعيش .. بقلم د/ فاطمة بخيت
تحتَ مسمى التطور والتحضر، يتم إطلاقُ العبارات والشعارات الزائفة والخادعة للبس الحق بالباطل، وتصوير الباطل بشكل مُغْــرٍ وجذابٍ ينخدعُ به قليلو الوعي، حيث يسعى أعداءُ الدين دائماً لسلخ شبابنا عن قيمهم ومبادئهم الدينية والإنْسَانية، فيقعُ الكثيرُ منهم فريسةً لتلك الشعارات والعبارات الزائفة ليتحولَ إلى كائن ممسوخ مفرغ من كُــلّ تلك القيم والمبادئ.
كثيرةٌ تلك هي الأماكن التي يسعون من خلالها لبث سمومهم وأفكارهم التي نتج عنها الكثير من الانحرافات داخل مجتمعاتنا العربية والإسْلَامية.
أمةُ الله كانت ضحيةً لتلك الشعارات البراقة باسم التقدم والتحضر، خرجت من بيئة محافظة لأجل الدراسة الجامعية، انتقلت إلى بيئة تجهل عنها الكثير.
كانت تدرُسُ مع زميلاتها بشكل منتظم، وكان مستواها الدراسي جيداً، لكنها لم تتمكّن من المحافظة على ذلك المستوى والسلوك المحافظ الذي نشأت عليه في منطقتها، ففي السنة الأخيرة من الدراسة بدأت تتغيّب عن المحاضرات، وتهمل في دراستها، سألناها عن سبب غيابها المتكرر عن المحاضرات فأجابت: إنها أصبحت مخطوبة وإنها تخرج مع خطيبها للمطاعم والمنتزهات.
نصحناها بأنها لا زالت في مرحلة الخطوبة، وأن ما تفعله محرّم شرعاً، لكنها ردت أن خطيبها شباب ومن حقه يعيش حياته.
مرت الأيّام وازداد تغيبها أكثر عن المحاضرات وازداد مستواها الدراسي تدهوراً، حاولنا إقناعَها بأن ما تفعله ستكون له نتائجُ سلبيةٌ على واقع حياتها، لكنها أصرت أَيْضاً على موقفها، وتمر الأيّام ويظل الحال على ما هو عليه، وتأتي نهاية العام الرابع للدراسة، ليحين اليوم الذي يتخرج فيه الجميع ويمضي كُــلّ منا إلى إتمام بقية مشوار حياته.
وبعد مضي العديد من السنوات على تخرجنا التقيت ذات يوم قريبة أمة الله عن طريق الصدفة داخل أسوار الجامعة، تبادلنا أطراف الحديث، وسألتها عنها وذكرت لي أنها أصبحت موظفةً وتعيشُ مع أهلها في البلاد و…
سألتها سؤالاً آخر: هل تزوجت؟
أجابت: لا.
فتذكرت حينها عبارة: شباب ومن حقه يعيش حياته..