محافظ أبين: زيارة وزير خارجية بريطانيا إلى عدن رسالة واضحة بأن المستعمر القديم لا يزال هنا
المسيرة | هاني أحمد علي:
عكست التصريحاتُ الصحفيةُ التي أدلى بها جيرمي هنت -وزيرُ الخارجية البريطاني- خلال زيارته الرسمية، أمس الأول، إلى محافظة عدن، حقيقةَ المؤامرة التي تحاك ضد أبناء اليمن من قبل دول الاستكبار العالمي ممثلةً بالشيطان الأكبر أمريكا وبريطانيا وإسرائيل عبر أدواتهم في المنطقة من السعوديّين والإماراتيين وغيرهم من أعراب الخليج.
وأثارت التهديدات التي أطلقها الوزير البريطاني من داخل ميناء عدن في تسجيل مرئي بثته وزارةُ الخارجية البريطانية بشأن احتمال توسيع الحرب على اليمن ودعوته للجيش واللجان الشعبيّة الخروج من الحديدة، موجةً من الغضب العارم في أوساط اليمنيين، سواء على المستوى الرسمي أَو الحزبي أَو الشعبي، الأمر الذي يؤكّــدُ أن قرار الحرب أَو إنهائها هو بيد البريطاني وليس بأيدي دويلات الخليج ومرتزِقتها في فنادق الرياض وأبو ظبي والقاهرة.
من جانبه، قال أحمد غالب الرهوي -محافظ أبين-: إن زيارة جيرمي هنت وزير الخارجية البريطاني إلى عدن، أمس الأول، والتقاط الصور في شواطئ وميناء المحافظة يؤكّــدُ ما كانت تطرحُه أدبياتُ النخبة المثقفة في الجنوب بأن الاحتلال البريطاني لم يخرج من عدن ولا زالت موجودةً حتى اللحظة عبر أدواتها وعملائها حالكُــلّ الإمبراطوريات الاستعمارية، مشيراً إلى أن هذه الزيارة سبقها ترميمُ ساعة “بيغ بن” التي نصبها المحتلّ البريطاني في منطقة التواهي.
وسخر الرهوي في تصريح خاص لصحيفة “المسيرة” من التهديدات التي أطلقها الوزيرُ البريطاني لوفد صنعاء بشأن عرقلة اتّفاقية ستوكهولم بالرغم أنه يعلم حق المعرفة أن الطرف الآخر هو من لم يطبّق الاتّفاق ويسعى إلى إفشاله، والسبب أنه لا يمتلك مرجعيات؛ كون المرتزِقة جميعاً يعتبرون أنفسَهم مرجعياتٍ وتحالف العدوان هو مرجعيتهم كلهم.
وأشار محافظ أبين إلى أن مرتزِقة العدوان يسعَون بكل طاقاتهم إلى إعاقة اتّفاق السويد؛ لأَنَّه في حال تم نجاحه بالحديدة فإن سيتم تطبيقُه في بقية المحافظات، وبالتالي فإنهم لا يريدون نجاح الاتّفاق؛ خوفاً من فقدان مصالحهم الشخصية ومرتباتهم الشهرية المغرية التي يتقاضونها بالريال السعوديّ والدرهم الإماراتي، فهم مصاصو دماء وطفيليات قذرة تعيش على دماء اليمنيين ومعاناتهم، بالإضافة إلى أنهم لن يعودوا إلى اليمن نهائياً ولن يقبلهم أحد؛ لذا فهم يحاولون جاهدين إفشال أي اتّفاق سلام من شأنه أن يلفظهم.
وأوضح الرهوي أن بريطانيا هي اللاعبُ الرئيسي في العدوان على اليمن وهي صاحبة القرار2216، كما أن ظهورَ وزير خارجيتها من شواطئ عدن هي بمثابة رسالة لكل العالم مفادُها نحن لا زلنا في عدن، مبيناً أن ما لم يقُله المبعوث اليمني إلى غريفيث فقد ورد على لسان هذا الوزير البريطاني، لافتاً إلى الاستعمار البريطاني لا يزال قائماً حتى اللحظة في جنوب اليمن عبر أدواتها السعوديّين والإماراتيين والبحريين، مؤكّــداً أن هناك مناطقَ في عدن ولحج وأبين ويافع لا تزال حتى الآن تتمتع بمسميات بريطانية منذ زمن البريطانيين.
ولفت محافظ أبين إلى دعوةِ مؤسّس الدولة الصهيونية بن جورن قبل مائة عام بضرورة أن يكونَ للدولة اليهودية موضعُ قدم في جزيرة سقطرى وباب المندي من أجل السيطرة على الممرات المائية والمحيطات والتحكم بالقرن الافريقي، مبيناً تسليمَ مصر جزيرتَي تيران وصنافير للنظام السعوديّ إنما هو جزء من ذلك المُخَطّط الصهيوني.
وأكّــد الرهوي أن يد الاحتلال البريطاني وأدواته من الأنْظمة الخليجية طولى ويحمل مشروعاً هداماً لنشر الفوضى والقتل والاغتيالات، لكن هناك صحوة كبيرة اليوم في المحافظات الجنوبية، وهناك عودةٌ إلى العقل وجادّة الصواب بعد أن تكشّفَت لأبناء الجنوب حقيقة المُخَطّط والمؤامرة التي تحاك ضد أبناء اليمن، موضحاً أن النصر قادم لا محالة بحسب وعد الله للمستضعفين والمظلومين، مشيراً إلى أن اللقاء الموسّــع لقبائل اليمن، عصر أمس الأول الأحد، يؤكّــد العزيمة الكبيرة لدى اليمنيين الذي عاشوا أحراراً وسيموتون أحراراً رافعي رؤوسهم ولن يكونوا في يوم من الأّيَّـام مطايا للمستعمر والمحتلّ وأدواته ومرتزِقته.