أحلامُ البريطانية العجوز .. بقلم/ عبدُالله هاشم السياني
البريطانيةُ العجوزُ تريدُ أن يعودَ لها شبابُها وتنبتَ أسنانُها من جديد.. إنها تحلُمُ بعودة دورها الاستعماري، لكن القِـطَّ الأمريكي الشرسَ لن يسمحَ لها بالعودة حتى لو كانت جدتَه وصاحبةَ فضل عليه.
لقد عادت العجوزُ في الأسبوع الماضي إلى المسكنِ الذي اغتصبته قهراً عندما كان لها جبروتُها وشبابُها، وتذكرت المجتمعَ العدنيَّ البسيطَ قبل مائتي عام، فحدثتها نفسُها بالعودة لاحتلال عدن متناسيةً أنها صارت عجوزاً لا أسنانَ لها وغاب عن ذهنها أن شعبَ اليمن صار شاباً فتياً وله بأسٌ شديدٌ.
العجيبُ أن القِـطَّ الأمريكي الشرسَ قال لها شامتاً: يا خالة قد ذهب عهدُك.. ودورُك الآن هو خدمتي كونك تملكين تجربةً تأريخيةً ولا يمكن لمَن يملكُ الخبرةَ ولا يملكُ القوةَ أن يفكِّرَ في احتلال اليمن من جديد.. نظرت إليه بخبث وقالت له: عليك أن تتذكرَ أنك الآن في السنة الخامسة.
ترى هل سيعي المبعوثُ البريطانيُّ هذه الحقيقة التأريخية، وهو في هذا العمر المتقدم أيضاً من العمر، ويعلمُ أنه يفاوِضُ فتيةً آمنوا بربهم ومِن الصعب خداعُ شعب مؤمنٍ وحكيمٍ بلدُه مقبرةُ الغزاة وقائدُه السيدُ عَبدُالملك.