برنامج رجال الله: ملزمة (لتحذون حذو بني إسرائيل)
المسيرة| خاص:
في ملزمة الأسبوع ملزمة (لتحذون حذو بني إسرائيل) تطرق الشهيدُ القائدُ -رِضْوَانُ اللهِ عَلَيْهِ- إلى خطورة السكوت أمام المشروع الأمريكي والصهيوني، مُشيراً إلى الثقافات المغلوطة المنتشرة في مختلف بلدان العالم الاسلامي والتي تكرر منطق السكوت وعدم التدخل في شئون الآخرين والتي تشرعن السكوت عن الظالمين في نفسية المسلمين.
متسائلاً “ما الذي يحصل أيضًا مع الأمر بالسكوت؟ من يتأمل – وحاولوا أن تتأملوا وتسمعوا كثيرًا – هناك منطق يتكرر كثيرًا، منطق يقوم على أساس أن يرسخ في نفوسنا أنه لا شرعية لأحد أن يتحَـرّك ضد أمريكا اللهم إلا إذا كان قد أصبح يُعاني ويُضرَب كما هو الحال في فلسطين، حينئذ يمكن أن يقال: إن المقاومة مشروعة، ولكن بمنطق بارد، وقليلٌ من يؤيد هذا”، مضيفاً “ألسنا نسمع الآن بأنه نحن نمنع أن تكون حماس إرهابية؟ أو أن يصنف الفلسطينيون بأنهم إرهابيون؟ أو أن يصنف حزب الله بأنه إرهابي؟ لأنهم ماذا؟ لأنهم يقاومون احتلالًا، لكن آخرون ينطلق منهم مواقف ضد أمريكا في أي بلد عربي إسلامي سيقول الجميع: أنتم إرهابيون! لماذا؟ لأنه لا مبرّر لكم أن تتحَـرّكوا، أليس هذا هو ما يحصل؟ يفهموننا نحن أنه لاشرعية لأحد أن يتحَـرّك ضد أمريكا اللهم إلا متى ما أصبحت وضعيته كوضعية الفلسطينيين.
وقال الشهيدُ القائد -رِضْوَانُ اللهِ عَلَيْهِ- بأن الشعوب المسلمة لا تدرك الخطر المحاك عليها من قبل الصهاينة الابعد أن يدهمها العدو وبعد أن يصبح التحَـرّك بلاء فائدة، قائلا ” لا شرعية لك أن تقاوم وأن تتحَـرّك وأن تواجه إلا بعد أن يصل بك اليهود والنصارى إلى وضعية لا يكون لتحَـرّكك أي جدوى، فحينئذ سيتفضل عليك هؤلاء الزعماء ويقولون: لا بأس أنت لن نسمح بأن تصنف إرهابي. لكن لن يقدموا لك شيئًا، ولن يدفعوا عنك شيئًا، أليس هذا هو ما يحصل مع الفلسطينيين أنفسهم؟ ”
وتطرق الشهيد القائد -رِضْوَانُ اللهِ عَلَيْهِ- إلى أن سكوت زعماء العرب يهيئ الساحة للعدو وجعل مناصرة المستضعفين ولو بالكلمة الواحدة من أمنيات الزعماء، قائلاً: “يتمنن زعيم من هنا أو هناك أن يقول: لا، الفلسطينيون ليسوا إرهابيين، هم يقاومون الاحتلال، ويرى هذه كلمة كبيرة، ويراها منّة على شعبه، ويراها منّة على الفلسطينيين، لكن هل عمل هؤلاء للفلسطينيين شيئًا؟ ألسنا نرى الفلسطينيين يذبحون كُــلّ يوم، وتدمّــر مساكنهم، ومزارعهم تقلع وتدمّــر؟ ما الذي عمل هؤلاء للفلسطينيين؟ ماذا عمل هؤلاء لحزب الله؟ ماذا عمل هؤلاء لحماس؟”.
مواجهة الأعداء ونصرة المستضعفين واجب شرعي يفرضه الدين والفطرة الإنْسَــانية
وتطرق الشهيد القائد -رِضْوَانُ اللهِ عَلَيْهِ- إلى أحداث سبتمبر تفجير برجي التجارة العالمية في نيو يورك وكيف اغضب شعوب الغرب وكيف خرجوا في مظاهرات ضد المسلمين دون أن ينتظروا من يمنحهم شرعية في الخروج لانهم يعرفون بأن المسلمين أعداء ويجب الخروج ضدهم، قائلا -رِضْوَانُ اللهِ عَلَيْهِ- ” الغربيون: دول، وشعوب، وأفراد وهو ما حصل بعد حادث [الحادي عشر من سبتمبر] بشكل صريح، ألم ينطلق المواطنون في فرنسا، وفي بريطانيا، وفي أمريكا، وفي استراليا، وفي ألمانيا، وفي مختلف المناطق ضد المسلمين في تلك البلدان؟ ألم تنطلق الصحف؟ ألم تنطلق وسائل الإعلام كلها لتهاجم الإسلام والمسلمين؟ هم انتظروا أحدًا يمنحهم شرعية؟ أم أنهم يرون أن لهم شرعية؟؛ لأنهم يعتبرون الإسلام والمسلمين أعداء ولك حق في أن تقف في مواجهة عدوك، لكننا نحن المسلمين نُثقف هكذا: ليس لليمنيين حق أن يقفوا في مواجهة أمريكا وإسرائيل، وليس للسعوديين حق، وليس للإيرانيين حق، وليس لأي مواطن في أي بلد عربي حق أن يقف ضد أمريكا، سيقولون ماذا تعني؟ ماذا تريد؟ ماذا تريد عندما تقول هكذا؟ أنت الآن إرهابي، هل ضربتك أمريكا الآن أو عملوا بك شيئًا؟ ”
واستدل الشهيد القائد -رِضْوَانُ اللهِ عَلَيْهِ- على خطورة الصمت والسكوت في مواجهة الأمريكان بزعيم من زعماء العرب ياسر عرفات عندما تخلى عنه جميع الزعماء وقطعوا اتصالاتهم به أثناء قيام الاحتلال بحسبه في منزله، مؤكداً تكرار المصير لمختلف الزعماء حيث قال: أنت تريد أن أنتظر حتى يدوسوني بأقدامهم، ثم فقط يكون كُــلّ ما أريده وأنا منتظر منك، كُــلّ ما أريده منك أن تقول لي في الأخير: أنني لست إرهابيًا، وأنت في الأخير لا يمكن أن تعمل لي شيئًا!
الزعماء أنفسهم هم من سيقعون فيما وقع فيه عرفات، وهل أحد من زعماء العرب عمل لعرفات شيئًا؟ بل يقول بعض الكتاب في الصحف: أنه فعلًا حتى الاتصالات، الاتصال من زعماء العرب أنفسهم بعرفات كلهم أقفلوا الاتصالات معه، ولا كلمة يسمعها، ويسجن داخل بيته ولا أحد يقدم له شيئًا، ولا أحد يتصل حتى يواسيه بكلمة! هذه ما يجب أن نقاومها، هذا ما يجب أن نرفضه.
الله تعالى يأمرنا بمقاتلة اليهود والنصارى كافة كما يقاتلوننا كافة
وبيّن الشهيد القائد -رِضْوَانُ اللهِ عَلَيْهِ- التحَـرّك الحثيث لليهود والنصارى وانتشارهم في مختلف الشعوب لمواجهة المسلمين وقتالهم وتعذيبهم دون أن ينتظروا شرعية ما يقومن به من أحد، مضيفاً -رِضْوَانُ اللهِ عَلَيْهِ- “إن اليهود والنصارى يقاتلوننا كافة، والله يأمرنا أن نقاتلهم كافة كما يقاتلوننا كافة، إنهم يتحَـرّكون في كُــلّ شعب، وهل هناك دولة إسلامية تضرب بريطانيا، أو دولة إسلامية تضرب فرنسا حتى ينتظر الفرنسيون أن يوجد لهم المبرّر أن يتحَـرّكوا ضد المسلمين؟ أم أن كثيرًا من المسلمين الآن ما يزالون سجناء بما فيهم يمنيون؟ سجناء في أمريكا، وسجناء من مختلف المناطق، وأشخاص قتلوا، حتى نشرت بعض الصحف أن أربعة يمنيين من مدينة [القاعدة] قتلوا واستجوب كثير منهم؛ لأن في وثائقهم اسم [القاعدة] – والقاعدة هي مدينة في اليمن – ظنوا أنه من تنظيم القاعدة تنظيم [أسامة بن لادن] وهو من مدينة القاعدة مدينة هنا اعتقد في محافظة [إب]. محل الميلاد [القاعدة]، قالوا: إذًا أنت من القاعدة، قتل أربعة أشخاص لاشتباههم في الاسم.
وأضاف الشهيد القائد رضوان الله “لكننا نحن لا يجوز لنا أن نصرخ في اليمن، ولا في أي بلد عربي آخر، ونحن نُضرب في كُــلّ مجالات حياتنا، ونحن نرى ديننا يهدد، أولسنا كلنا نعرف أن الإسلام والمسلمين يواجهون بهجمة شرسة جدًا من دول الغرب كلها؟ أليس هذا هو ما نلمسه؟ فلماذا يريد هؤلاء ألا نتكلم لا في اليمن ولا في أية منطقة أُخْــرَى؟ لأنه لاشرعية لك أن تقول إلا بعد أن يصل أولئك إلى عندك فيدوسونك بأقدامهم”.
تأملوا ستسمعون هذه العبارات تتكرر، ودائمًا وسائل إعلامنا تخدم إسرائيل من حيث تشعر أو لا تشعر، وترسخ في أذهاننا شرعية بقاء إسرائيل كدولة، وشرعية تحَـرّك أمريكا ودول الاستكبار ودول الكفر دول اليهود والنصارى ضد المسلمين شعوبًا وحكومات ولا تمنح الشرعية إلا لفئات معينة! ماذا يعني هذا المنطق عندما نسمع [أنه لا أما حماس وحزب الله وحركة الجهاد والفلسطينيين لا نسمع أن يصنفوا أنهم إرهابيين] ماذا يعني هذا؟، أما الباقون فإذا ما صرخ أحد ضدكم فهو إرهابي، أما الباقون في مختلف الشعوب الإسلامية فإذا ما تحَـرّكوا لمواجهتهم فهم إرهابيون وسنكون معكم ضدهم.
أليس هذا هو ما يعني حصر؟ حصر ماذا؟ حصر من نعزلهم عن قائمة اسم إرهاب في منظمات معينة بحجة أنها تقاوم احتلالًا مباشرًا أولسنا محتلين في اقتصادنا، في سياستنا، في كُــلّ شئون حياتنا؟ أوليس العرب مستعمرين الآن؟ هم مستعمرون، أي زعيم يمكن أن يقول كلمة جريئة إلا ويسحبها بعد ساعة أو ساعتين؟ أليس هذا يعني استعمار؟
استعمار في كُــلّ مجالات شؤوننا، وحرب لديننا نراها ونشهدها، وإفساد في أرضنا، وإفساد لشبابنا، وإفساد لنسائنا، وإفساد لكبارنا وصغارنا، أليس هذا هو ما يحصل في البلاد العربية كلها؟
إن الله هو الذي منح المسلمين الشرعية أن يقاتلوا أعداءهم كافة كما يقاتلونهم كافة، هو يقول: {وَلا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا} (البقرة: من الآية217) هو يقول: {قَاتِلُوا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ} (التوبة:29) هو من أمر المسلمين جميعًا أن يقفوا صفًّا واحدًا وبكل ما يمتلكون من وسائل في مواجهة أعدائهم، سواء كثر أعداؤهم أم قلوا.
التوزيع للشرعية: فهذا مشروع، وهذا ليس مشروعًا.
إنَّ كُــلّ ذلك هو يخالف منطق القرآن الكريم، وسيقولون ماذا؟ حفاظًا على مصالح، سيقولون ماذا؟ مقابل قروض نُعفى عنها، أو مساعدات، أو تنمية موعود بها، كُــلّ ذلك يصنف في قائمة ماذا؟ في قائمة (بيع الدين بالدنيا)، فهل يجوز أن نرضى؟ سنقول: نحن مسلمون، وإذا كنا نرى دول الغرب كلها حكومات وشعوبًا ينطلقون لمحاربة الإسلام والمسلمين كافة فإن كُــلّ مسلم يجب أن يكون جنديًا يعاملهم بمثل ما يعاملون به المسلمين، ويقف في وجههم كما يقفون بكل إمكانياتهم في وجه المسلمين.
ويقول الله سبحانه وتعالى أيضًا عن بني إسرائيل أنهم يشترون الضلالة بالهدى {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يَشْتَرُونَ الضَّلالَةَ وَيُرِيدُونَ أَنْ تَضِلُّوا السَّبِيلَ} (النساء:44) أُوتوا نصيبًا وافرًا من الكتاب، أُورثوا الكتاب، لكن أصبح الكتاب لا قيمة له لديهم، وأصبحوا هم يشترون الضلالة، يبحثون عن الضلالة، الضلالة في أنفسهم، والضلالة ليصدروها للآخرين {وَيُرِيدُونَ أَنْ تَضِلُّوا السَّبِيلَ} يريدون أن تضلوا السبيل، والذي يريد أن أضل أليس أنه عندما يتمكن، ويحصل على الإمكانيات التي يستطيع بها أن يضلني ألن يعمل على إضلالي؟ لأنه يريد أن يضلني، أليس كذلك؟ هم يريدون أن نضل، وقد أصبحوا يمتلكون إمكانيات هائلة جدًا من الآليات والماديات، ألن يسعوا بجد؟ أليس هناك ما يدفعهم إلى أن يتحَـرّكوا لتصدير الضلالة إلينا وإلى أن يضلونا؟
فعلًا هم يمتلكون مليارات، ويمتلكون شركات السينما، ويمتلكون القنوات الفضائية الكثيرة، يمتلكون الآليات بمختلف أنواعها، ألسنا نرى أنها كلها تُجَنَّد لإضلال الآخرين؟ لإضلال الشعوب؟ ألسنا نعاني من إضلال كبير يأتي من مختلف وسائل الإعلام؟ ومن مختلف وسائل النشر؟ ومن الأقلام الكثيرة التي تكتب؟ وفي كُــلّ بلد، وبكل وسيلة؟
أولسنا نرى أنه هنا في اليمن كُــلّ سنة ينتشر فيها الفساد والضلال أكثر من السنة السابقة؟ لأن الله قال عنهم أن أولئك من أهل الكتاب، من اليهود والنصارى اشتروا الضلالة، نبذوا الكتاب وراء ظهورهم ليستبدلوا به الضلالة، وأنهم في نفس الوقت يريدون من الآخرين أن يضلوا {وَيُرِيدُونَ أَنْ تَضِلُّوا السَّبِيلَ}.
فلنرجع لنتلمس آثار إضلالهم في واقع حياتنا، تلك نقطة عرفنا أنها، قضية بيع الدين بالدنيا أليست هي السائدة داخل أوساط المسلمين؟
هناك فيما يتعلق أيضًا بجوانب كثيرة لأن عبارة {الضَّلالَةَ} تعني أنهم عندما يكونون يريدون أن نضل السبيل كُــلّ وسيلة سيسلكونها؛ لأنهم لن يتحرجوا إذا، وما الذي سيدفعهم إلى أن يتحرجوا من أن يستخدموا كُــلّ وسيلة فيها إضلال لنا؟ هل دينهم سيمنعهم؟ لقد نبذوا الدين وراء ظهورهم، لقد نبذوا الكتاب وراء ظهورهم، فما الذي سيجعلهم يتحرجون من أن يستخدموا أية وسيلة للإضلال؟ إنهم يستخدمون حتى بناتهم ونسائهم لإضلال الآخرين، إنهم يستخدمون اليهوديات المصابات بمرض (الإيدز) لينتشرن داخل مصر من أجل أن ينتشر ذلك المرض الفتاك، ومن أجل أن يفسدوا شباب المصريين زيادة على ما قد حصل.