امرأةٌ عربيةٌ تهُـزُّ عرشَ أمريكا .. بقلم/ صلاح السقلدي
شابةٌ عربيةٌ لم تتجاوزْ عقدَها الرابع بعد، استطاعت أن تهُــــزَّ عرشَ اللوبي الصهيوني بواشنطن، وهو اللوبي الذي يتهيَّبُ من الحديث عنه كثيرٌ من رؤساء العالم، واستطاعت أن تعرّيَ العلاقةَ بين هذا اللوبي وبين الإدارات الأمريكية الحاكمة المتلاحقة، وهو الأمرُ الذي يخشى أن يقولَه أصحابُ العروش والجيوش العربية منذ عقود..
إنها “إلهان عمر” السياسيّة الأميركية من أصل عربي صومالي وعضو مجلس النواب الأميركي عن الحزب الديمقراطي، التي وبرغم قِــصَرِ المدة الزمنية لها منذ وصولها إلى الكونجرس –عام ونصف عام– إلّا أنّها استطاعتْ أن تكونَ جوكرَ الكونجرس ودُرّة تاجه دون منازع –على الأقل بعيون كثيرٍ من المواطنين العرب والمسلمين-، من خلال جُــرأة ما تطرحه من انتقادات وَمن حساسية المسألة التي تسلّط عليها اهتماماتها، ونقصد هنا العلاقة الإسرائيلية الأمريكية والتحيز الأمريكي إلى جانب إسرائيل على حساب العرب والقضية الفلسطينية، والعجرفة الإسرائيلية المدعومة أمريكياً ضد الشعب الفلسطيني، كما تركّــز بكثير من انتقاداتها على ازدواجية التعاطي الأمريكي مع دولة إسرائيل والتملق لها بشكل فاضح، مشيرة إلى أن الإدارات الأمريكية طالما اتبعت سياسةً تعطي أولوية واضحة لدولة الاحتلال على حساب العرب بل وعلى حساب أمريكا ذاتها تحت ضغط لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية “أيباك”، ومنتقدة أَيْضاً وَبشكل لاذع اعتبار واشنطن إسرائيل رائدةَ الديمقراطية بالشرق الأوسط رغم إقرارها -أي إسرائيل- لقانون القومية الذي يُعرّف دولة الاحتلال بأنها دولة الشعب اليهودي ولا يعترف بالديانات الأُخْــرَى التي تعيش فيها.
كما بلغت انتقادات إلهان ذروتَها حين أشارَت إلى ممارسات إسرائيل العدوانية على قطاع غزة والضفة الغربية بقولها قبل أشهر: (إسرائيل قامت بتنويم العالم مغناطسياً، فليوقظ الله الناس، وليساعدهم على رؤية ممارسات إسرائيل الشريرة)، وهو الانتقاد الذي أقام الدنيا على الهان ولم يقعده حتى اليوم.!
وفي كُــلّ مرة تطلق الهان انتقاداتِها الصريحةَ والشجاعة تكونُ تهمةُ معاداة السامة والتعصب ضد اليهود جاهزةً بوجهها مثلما ظلت هذه التهمة منذ عقود جاهزة كسيف مسلط يتم إشهارُه بوجه كُــلّ مَن ينتقد السياسة الإسرائيلية وانتهاكاتها المتكرّرة للقوانين والمواثيق الدولية وإعلان حقوق الإنْسَان. فآخرُ كرت “سامٍ” أحمر يُــرفع بوجه إلهان رفعه الرئيس الأمريكي شخصياً مساء الثلاثاء 5 مارس الجاري على خلفية تصريح لإلهان قبل أسابيع تنتقدُ فيه دورُ اللوبي الإسرائيلي بالسياسة الأمريكية، حين قال” ترامب”: (تصريحاتُ إلهان عمر مفزعة حينما اعتبرت أن الأمريكيين المؤيدين لإسرائيل يدفعون الناس إلى “الولاء لدولة أجنبية”، واصفاً ما ذهبت إليه عمر بأنه “يوم مظلم لإسرائيل”).
ولم يتوقف الأمر عند غضب الرئيس ترامب بل تجاوزه إلى مجلس النواب الذي تحت ضغط وغضب الجمعيات اليهودية يحضّــر عددٌ من أعضائه لمشروع قرار يدين إلهان عمر على ما يعتبره المشروع بمعاداة السامية والتعصّب، من المقرّر أن يتم التصويت عليه الأربعاء 7 آذار مارس الجاري.
* رأي اليوم