السيد عبدالملك الحوثي في خطاب بذكرى جمعة رجب 1440هـ:
أُعُـوْذُ بِاللهِ مِنْ الشَّيْطَانِ الرَّجِيْمِ
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ
وَالحَمْدُ لله رَبِّ العالمين، وأَشهَـدُ أنْ لَا إلهَ إلَّا اللهُ الملكُ الحَقُّ المُبين، وأشهَدُ أن سَيِّـدَنا مُحَمَّــدًا عبدُه ورَسُـوْله خاتمُ النبيين.
اللَّهُمَّ صَــلِّ على مُحَمَّــدٍ وعلى آلِ مُحَمَّــدٍ وبارِكْ على مُحَمَّــدٍ وعلى آل مُحَمَّــدٍ، كما صليتَ وباركتَ على إبراهيمَ وعلى آلِ إبراهيمَ إنك حميدٌ مجيدٌ.
وارضَ اللهم برضاك عن أصحابِه الأخيارِ المنتجَبين وعن سائرِ عبادِك الصالحين.
أَيُّهَا الإِخْـوَةُ وَالأَخَوَاتُ..
السَّـلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ..
في المناسبةِ المجيدةِ في الذكرى العزيزة في الجُمُعَة الأولى من شهر رجب نتوجَّهُ بالتهاني والتبريكِ إلى شعبنا اليمني المسلم العزيز، ونتحدَّثُ عما يمكنُ أن نستفيدَه على ضوء هذه المناسبة الدينية المهمة التي يُعتبَرُ الاحتفاءُ بها والتذكرُ لها تذكُّرًا لنعمة الله -سُبْحَـانَـهُ وَتَعَالَى- وتذكيرًا بها وتقديرًا لها وأيضًا توجُّهًا إلى الله -سُبْحَـانَـهُ وَتَعَالَى- بالشكر من خلال الاعتراف بهذه النعمة والتقدير لهذه النعمة والسعي إلى الاستفادة من هذه الذكرى لما يعزّزُ ويرسّخُ من هُويَّة شعبنا اليمني المسلم العزيز، هذه المناسبة هي مناسبة مهمة للتذكير بالنعمة والتذكر لها، وأيضًا لهذا الموضوع المهم والرئيسي وهو الترسيخ لهُويَّة شعبنا اليمني المسلم.
كُلُّ شعب وكُلُّ أُمَّــة في هذه الدنيا لها مناسباتٌ مختلفة متنوعة متعددة ولتلك المناسبات علاقةٌ وتأثيرٌ في واقع حياتها في ثقافتها في توجهاتها في واقعها بكله ومن نعمة الله -سُبْحَـانَـهُ وَتَعَالَى- علينا كشعب يمني أن يكونَ لنا مثلُ هذه المناسبة التي هي مناسبة عظيمة يرتبط بها أشرف وأسمى وأعظم موضوع، وهو انتماؤنا كشعب يمني للإسْـلَام وهُويَّتنا الإيْمَانية.
الشعبُ اليمني كان له منذ بداية مسيرة الإسْـلَام الشرفُ الكبيرُ والفضل العظيم أَوَّلًا في المسيرة الإسْـلَامية في مراحلها المبكرة منذ أن أضاء نور الإسْـلَام في مكة كان هناك ممن هو من هذا البلد ومن هذا الشعب من القاطنين في مكة من كان لهم فضيلة السبق والالتحاق بالإسْـلَام والانتماء للإسْـلَام منذ أيامه الأولى، مثل عمار بن ياسر وأسرته والده وكذلك والدته وكذلك زيد بن حارثة وكذلك المقداد بن عمرو وأشخاص آخرون ثم بالاستمرار مع مسيرة الإسْـلَام كان هناك أيضًا الفضيلة العظيمة والتوفيق الإلهي الكبير للقبيلتين اليمنيتين الأوس والخزرج لأن يكونَ لهما شرفُ الانتماء للإسْـلَام والاحتضان لراية الإسْـلَام والحظوة والنيل لشرف الوسام الإلهي العظيم بالنصرة لهذا الإسْـلَام وحمل رايته، فكان مسمى الأَنْصَــار والذي هو تسمية إلهية تسمية من الله -سُبْحَـانَـهُ وَتَعَالَى- للأوس والخزرج الذين كانوا حاضنة لهذا الدين وقاعدة ابتنت فيها الأُمَّــة الإسْـلَامية في نواتها الأولى وترعرع فيها الإسْـلَام ونما وانتشر إلى بقية البقاع واستمرت عملية الالتحاق بالإسْـلَام من أبناء هذا الشعب، قبيلة تلو أُخْــرَى، أشخاصًا تلو آخرين وهكذا من مختلف بقاع هذا الشعب ومواطنه وقبائله، استمرت إلى أن وصلت إلى الجُمُعَة الأولى في شهر رجب عندما تحَـرّك الإمام علي عليه السلام بعد أن بعثه رسول الله صلى الله عليه وعلى آله إلى اليمن، وصل إلى صنعاء وبلّغ الجميع رسالة رسول الله -صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِـهِ- التي فيها دعوة إلى الإسْـلَام فدخل الناس في دين الله أفواجًا، وعندما وصل الخبر إلى رسول الله -صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِـهِ- من خلال رسالة أرسل بها الإمام علي عليه السلام إليه سجد شكرا وحمد الله -سُبْحَـانَـهُ وَتَعَالَى- على ذلك.
وهذه المناسبةُ العزيزةُ -الجُمُعَة الأولى من رجب- والتي كان فيها دخولٌ جماعيٌّ وكبيرٌ في دين الله أفواجًا على يد الإمام علي عليه السلام بقي اليمنيون على مر التأريخ يحتفون بهذه الذكرى؛ لأَنَّها ذكرى للنعمة الإلهية، للتوفيق الإلهي، واللهُ -سُبْحَـانَـهُ وَتَعَالَى- يحُثُّ عباده على التذكر للنعم وفي مقدمتها نعمة الهدى وهي أعظم النعم على الإطلاق ونعم الله -سُبْحَـانَـهُ وَتَعَالَى- جديرة بالتذكر، التذكر للنعم، والتذكير بها هو عامل مساعد في التقدير لها وبالتالي الشكر للنعمة بكل ما يترتب على الشكر من المزيد من رعاية الله -سُبْحَـانَـهُ وَتَعَالَى- وإنعامه، نجدُ في القُــرْآن الكريم تركيزًا على مسألة التذكر والذكر للنعم (اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ) (اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ) (فَاذْكُرُوا آلَاءَ اللَّهِ) (وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّه) (قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ)، فالتذكر للنعم ولاسيما النعم الكبرى والنعم العظيمة التي لها أهميّة كبيرة في واقع الناس في الدنيا وفي الآخرة، نعمة الهداية لها أهميّة كبيرة في مسيرة الحياة في هذه الدنيا وفي المستقبل الأبدي والدائم في الآخرة.
فشعبُنا العزيز على مَرِّ التأريخ يستذكرُ هذه النعمة ومثلما قلنا في بداية الكلام من أهمّ ما نستفيدُ منه لتذكرنا لهذه النعمة هو التركيز على ترسيخ الهُويَّة الإيْمَانية لشعبنا العزيز، هذه مسألةٌ من أهمِّ المسائل النبي -صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِـهِ- روي عنه أنه قال: (الإيْمَانُ يمانٍ والحكمة يمانية) تلكم هي هُويَّة هذا الشعب هُويَّة إيْمَانية، الإيْمَان والانتماء للإيْمَان، الإيْمَان في مبادئه، الإيْمَان في قيمه، الإيْمَان في أَخْــلَاقه الإيْمَان في تشريعاته وتعليماته، هو الهُويَّة التي نبني عليها ثقافتنا وانتماءنا وأَخْــلَاقنا ومواقفنا وسيرتنا في هذه الحياة، نبني عليها مشروعنا في هذه الحياة وتوجهنا في هذه الحياة وهذه هي أشرف وأسمى هُويَّة.
نحن في السنوات الماضية في مثل هذه المناسبة أشرنا إلى أن كثيرًا من الشعوب والأُمَــم في كثير من بقاع الأرض تتمسك بهُويَّتها المعتمدة على كثير من الخرافات والأباطيل وهو حاصل إلى حَـدِّ اليوم، أما نحنُ فهذه من أعظم النعم، هُويَّة مشرّفةٌ وعظيمة ولها أهميّةٌ كبيرة في واقع الحياة وثمرة طيبة بقدر ما نرسخ هذه الهُويَّة ونرتبط بها بقدر ما تتحقق لنا نتائج مهمة في واقعنا التربوي والأَخْــلَاقي والعملي، وكذلك في واقعنا في الحياة، مسيرة حياتنا في جانبها الحضاري وفي شتى الجوانب والمجالات فإذن هذه الهُويَّة الإيْمَانية التي مثّلت أهميّةً كبيرةً في صناعة دور هذا الشعب في ماضيه وفي حاضره وفي صناعته في المستقبل والتي إن أضعناها ضعنا وإن فقدناها خسرنا وإن تخلينا عنها كنا متنكرين للنعمة، جاحدين للفضل وخاسرين في حياتنا.
عندما نأتي إلى هذه الهُويَّة في كُــلّ جوانبها الرئيسية نجد تجلياتها، تجليات هذا الانتماء الإيْمَاني في مسيرة شعبنا في كُــلّ جوانب حياته ونتحدث ونستعرض نماذج محدودة على طريقة القُــرْآن الكريم بالاهتداء بالقُــرْآن الكريم عادة ما يعرض لنماذج حتى عندما يعرض لنا المواصفات الإيْمَانية ويتحدث لنا عن المؤمنين يركّزُ على نماذجَ رئيسية؛ لأَنَّ الجانبَ الإيْمَاني هو يشملُ كُــلَّ واقع الإنْسَان، ولكن يمكن في الحديث أن نركّزَ على نماذج رئيسية تدُلُّ على بقية التفاصيل وعلى بقية المواضيع، لما نستعرضُ نماذج رئيسية نأتي أولًا إلى الجانب الروحي وهو جانب أساسي في الهُويَّة الإيْمَانية وفي الانتماء الإيْمَاني وفي الواقع الإيْمَاني للإنْسَان.
شعبُنا العزيز..، أول ما نتحدثُ عنه عن هذا الجانب الروحي المتعلق في واقع شعبنا وفي روحية شعبنا العزيز يمكن أن نستفيدَ، ومن خير ما نستفيد منه في هذا الجانب هو ما ورد عن رسول الله -صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِـهِ- للوصف لأهل اليمن عندما قال فيما روي عنه (أرق قلوبًا وألين أفئدة) هذا النص مهم في التعبير عن الجانب الروحي، الجانب الروحي والمعنوي والنفسي أهمّ ما فيه هو القلب، المشاعر الداخلية للإنْسَان ثم يأتي ما يترجم هذه المشاعر، وما يعبر عن هذه المشاعر في الأعمال في السلوكيات في الشعائر الدينية وسنتحدث عنها باختصار إن شاء الله.
أرقّ قلوبًا وألين أفئدة في مقابل أن هناك آخرين ممن هُم قساةُ القلوب ممَّن يتصفون بقسوة القلوب، هذه المشاعرُ الرقيقة الإنْسَانيةُ لها أهميّةٌ كبيرةٌ جدًا في تفاعُلِ الإنْسَان مع هدى الله في تأثره بهدى الله -سُبْحَـانَـهُ وَتَعَالَى-؛ لأَنَّ الإنْسَان إذَا كان قاسي القلب فهو بعيدٌ عن التفاعل مع الهدى والتقبل للهدى بعيد عن المشاعر النبيلة والمشاعر الإنْسَانية التي تجعله قريبًا من الفطرة وبالتالي قريبا من الدين في قيمه في أَخْــلَاقه في تعاليمه، هذه المشاعر المعبَّر عنها برقة القلوب ولين الأفئدة هيّأت الكثيرَ من أبناء شعبنا العزيز من رجاله ونسائه لأن يكونوا على درجة عالية في علاقتهم بالله -سُبْحَـانَـهُ وَتَعَالَى-، القلوب الرقيقة والأفئدة اللينة هي قريبة من التفاعل مع الله -سُبْحَـانَـهُ وَتَعَالَى- قريبة من أن تحملَ مشاعر المحبة والتعظيم والخشية والخشوع والخضوع لله -سُبْحَـانَـهُ وَتَعَالَى-؛ ولهذا نرى أيضًا أنه ورد في ما يتعلق بنص قُرْآني مهم هو قول الله -سُبْحَـانَـهُ وَتَعَالَى- (فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ) أن أهلَ اليمن هم من مصاديق هذا النص من أهل اليمن من يكونون ضمن القوم هؤلاء المصاديق لهذا النص القُــرْآني المبارك، وفعلا بهذه القلوب والمشاعر الرقيقة القريبة للتفاعل والتأثر مع هدى الله -سُبْحَـانَـهُ وَتَعَالَى-، قلوب مهيأة لأن تمتلئ بحب الله -سُبْحَـانَـهُ وَتَعَالَى- عندما تُذكّر بالنعمة عندما تعرفُ اللهَ في عظمته في ما عرف به نفسه في كتابه المبارك وعن طريق نبيه الكريم تتأثر، تتفاعل، تحب، تنشد/ ليست قلوبًا قاسية ليست قلوبًا مقفلة ومغلًّقة.
كذلك على مستوى التفاعل الوجداني، الذي تتجلى تعبيراته في الاهتمام بالشعائر الدينية، بالإقبال إلى ذكر الله، بإحياء فرائض الله، بدءًا من الاهتمام بالصلاة، من عمارة المساجد، بالذكر لله -سُبْحَـانَـهُ وَتَعَالَى-، والجو الذي كان سائدًا على مر الزمن وعبر القرون في المساجد الكثيرة جدًا المنتشرة في بقاعنا اليمنية، والتي كان الإقبال عليها كبيرًا، والجو فيها جو ذكر لله -سُبْحَـانَـهُ وَتَعَالَى-، إحياء للصلوات إحياء للأذكار عقب الصلوات بشكل جماعي، إحياء للصلوات الإبراهيمية ما بعد صلاة العشاء وما بعد صلاة الجُمُعَة.
عناية بالذكر بشكلٍ بارز عناية بالمناسبات الدينية واهتمام كبير بها بكل المناسبات الدينية، عناية فائقة بشهر رمضان المبارك وإحياء لهذا الشهر المبارك بتلاوة القُــرْآن، بالنوافل، والمستحبات، عناية والتزام كبير بصيامه وقيامه، روحانية بارزة يعيش هذا الشعب في ذكره لله، في إحيائه للشعائر والمناسبات.
حتى هذه المناسبة (جمعة رجب) الاهتمامُ بها يأتي في هذا السياق من هذه الروحية في الإقبال إلى الله، من القلوب والمشاعر والوجدان والتفاعل مع كُــلّ ما يعبر عن هذه الروحية، كذلك نجد تجليات لهذا الجانب على مستوى التفاني في سبيل الله -سُبْحَـانَـهُ وَتَعَالَى- والإقبال إلى الله -سُبْحَـانَـهُ وَتَعَالَى- في شتى مجالات الحياة، هذا على المستوى الروحي.
من تجليات هذا الجانب على المستوى الروحي والشعوري والوجداني ما يتعلق بالمحبة للرسول -صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِـهِ-، هذه ظاهرة بارزة في أوساط شعبنا العزيز في التعظيم لرسول الله في التوقير لرسول الله -صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِـهِ- ومسألة واضحة جدًا، العناية بالمناسبة المتعلقة بذكرى مولده صلوات الله عليه وآله والإقبال الكبير لإحياء هذه المناسبة، العناية بالصلوات على النبي -صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِـهِ- ومنها الصلوات الإبراهيمية ما بعد بعض من فرائض الصلوات، التوقير للرسول والتعظيم للرسول -صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِـهِ- هذه حالة ظاهرة وبارزة في كُــلّ شيء في الأذكار، في العبادات، في الصلوات، في الأدعية، في الاحتفاء، في المناسبات، في تعبيرات كبيرة تعبر في هذا الجانب.
أيضًا في المحبة للإمام علي عليه السلام والذي حبُّه من الإيْمَان وبغضُه من النفاق، وهو في موقعه ومنزلته من رسول الله كمنزلة هارون من موسى، هناك علاقة حميمية، محبة بارزة وعظيمة وظاهرة في هذا الشعب على مر التأريخ وإلى اليوم، وارتباط كبير بالإمام علي عليه السلام منذ أن أتى إلى اليمن وإلى اليوم.
كذلك المودةُ والمحبةُ لآل رسول الله -صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِـهِ-، والإيْمَانُ بفضلهم والمحبة والمودة لهم هذا جانب أساسي وبارز في هذا الشعب كذلك، منذ عهد رسول الله -صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِـهِ- إلى اليوم، شعب يحب رسول الله ويحب آله، وهو يدرك أنه عندما يصلي عليه، اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، يدرك ماذا تعنيه هذه العلاقة في إيْمَانه وأنها جزءٌ من إيْمَانه جزء من التزامه الإيْمَاني، جزء من مشاعره الإيْمَانية الطبيعية، وهو يؤمن بقول رسول الله صلواتُ الله عليه وآله: (اُذَكِّرُكُم اللهَ في أهل بيتي) يؤمن بتلك النصوص التي روتها الأُمَّــة كُــلُّ الأُمَّــة بشأن آل رسول الله -صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِـهِ- هذا شيءٌ معروفٌ في واقع شعبنا وكذلك في أديباته الثقافية، في مناسباته الدينية، في كُــلّ شيء.
أيضًا في محبته للصالحين من عباد الله وأولياء الله، هذه ظاهرة بارزة، يحظى الأخيار من أُمَّــة محمد بدءًا من صحابته الأبرار إلى بقية الصالحين من أبناء الأُمَّــة والأخيار ومن اشتُهِروا بالفضل والدين والإيْمَان والتقوى بمنزلة كبيرة في أوساط شعبنا العزيز ومحبة عالية وبارزة ومتميزة.
وتجد في بلدنا في مختلف محافظاته سواء الشمالية منها أَو في الوسط أَو في الجنوب، الكثير من المقامات والمشاهد لكثير من صالح الأُمَّــة من المعروفين بين شعبنا بالفضل والعلم والدين والإيْمَان، ممن لهم منزلة كبيرة في قلوب الناس ومشاعرهم، وحظوا بمنزلة عالية في قلوب شعبنا، وفي اهتمامه، وفي علاقته الروحية بهم وعلاقته الثقافية بهم.
كذلك الرحمة والرقة هذه تجدها بشكل عام في العلاقة مع الناس، محبة عامة للناس أَخْــلَاق عالية تجاه الناس، رأفة بالصغير بالضعيف بالفقير بالمسكين بالمريض، هذه المشاعر الجياشة، هذه العواطف النبيلة، حالة ظاهرة ومنتشرة في أوساط هذا الشعب ولها أثرها الكبير في التعامل ما بين الناس، في الحنو على بعضهم البعض، في التعاطف مع بعضهم البعض، في تعزيز الروابط فيما بينهم، في التعاون على البر والتقوى يمتد أثرها إلى الجانب الإيْمَاني.
هنا النص النبوي (أرقُ قلوبًا وألين أفئدة) هو يعبر عن واقع نفسي وفطري له أهميّة كبيرة في القابلية العالية للتربية الإيْمَانية وللتأثر الإيْمَاني، هذا على المستوى الروحي.
على المستوى الأَخْــلَاقي كذلك، هناك نماذج مهمة وبارزة في واقع شعبنا العزيز، من هذه النماذج الأَخْــلَاقية البارزة جدًا الجوانب الرئيسية العطاء والكرم والسخاء والإيثار، وهذه من أهمّ الصفات الأَخْــلَاقية المهمة جدًا هذا الشعب كان منهم أولئك الذين قال الله عنهم في القُــرْآن الكريم (وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ) الأَنْصَــار، (ويؤثرون على أنفسهم) من يصل في ما هو عليه من أَخْــلَاق إلى هذه المرتبة العالية في الإيثار على النفس حتى في الظروف الصعبة (وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ) عطاء وإيثار وبذل وتقدمة.
ليسوا من ذوي البخل والأنانية والجشع والحرص، هذا توجه عام، هذه قابلية عالية، هذه صفة منتشرة في الكثير وقابلية لدى الكثير للتربّي عليها ولهذا كان شعبنا العزيز على مر التأريخ عنده اهتمام كبير بأداء فريضة الزكاة، وهذه كذلك من الفرائض الإيْمَانية التي هي في غاية الأهميّة إيتاء الزكاة العناية بإخراجها، والاهتمام بأدائها، تقوى الله في ذلك، الإدراك لخطورة التفريط والتهاون في ذلك.
عناية كبيرة بالعطاء حتى خارج هذه الفريضة، على مستوى الأوقاف هناك الكثير من الأوقاف في بلدنا، كثرة هذه الأوقاف في مختلف المحافظات، أوقاف للمساجد، أوقاف للفقراء، أوقاف لدعم التعليم الديني، أوقاف في شتى سبل الخير والقُرَب إلى الله -سُبْحَـانَـهُ وَتَعَالَى-، هذه تَدُلُّ على روح معطاءة، على سخاء، على كرم، على إيْمَان.
لأَنَّ هذا جانبٌ من جوانب الإيْمَان، الإيْمَان يربيك على العطاء على الإنفاق على السخاء، على الرحمة، على الإحسان على الخير، هذا من الخير، هذا من التعاون على البر والتقوى، هذا من الإيْمَان بكل ما يعنيه هذا الجانب، هناك أَيـْـضًا جانب آخر من الجوانب البارزة والتي عندما نتحدث عنها نتحدث عن أنها هي حالة تعبر عن توجه عام تربى عليه هذا الشعب على مر التأريخ ويجب الحفاظ عليه والتربية عليه والعناية به والحذر من التفريط فيه، من الجوانب أَيـْـضًا البارزة والمهمة في هذا الجانب كذلك في المستوى الأَخْــلَاقي ما عُرِفَ عن هذا الشعب وما تميز به وتربى عليه على مر الزمن عبر التأريخ من عفة، من طهارة من صيانة للعرض من تنزه عن الرذائل، وهذه مسألة مهمة جِــدًّا، من صيانة وحشمة للمرأة وبيئة محافظة في هذا الجانب فيما يتعلق بالمرأة والصون لها والحفاظ عليها والحفاظ على أَخْــلَاقها والحرص على صيانة الشرف من الوقوع في الرذيلة من التدنس، من التورط في الجرائم الأَخْــلَاقية، هذه من أهمّ المسائل على الإطلاق، هذه قيمة أَخْــلَاقية عالية، وقيمة إيْمَانية عظيمة، هذا من أهمّ ما في الإيْمَان، ومن أهمّ ما ينبغي التربية عليه، والحفاظ عليه والحذر من كُــلّ ما يؤثر عليه سلبًا، وهذا جانب مهم وجانب أساسي، احتشام المرأة، المرأة اليمنية على مر التأريخ امرأة محتشمة مؤمنة نزيهة تصون عرضها تصون شرفها، متميزة بالأَخْــلَاق العالية والقيم العظيمة وصون النفس، وهذا شيءٌ كان الآباءٌ والأجدادٌ يربون عليه يحافظون عليه وارتبطت به تقاليد وأَخْــلَاق وسلوكيات مهمة جِــدًّا ينبغي المحافظة عليها والتركيز عليها.
على مستوى المبادئ والقيم والأَخْــلَاق، على مستوى المبادئ أَيـْـضًا، وعلى مستوى استشعار المسؤولية، وهذا جانب من الجوانب الإيْمَانية الرئيسية.
شعبُنا العزيزُ كان انتماؤه للإسْـلَام كما الإسْـلَام في أصله، في نقائه، الإسْـلَام الذي أتى به رسول الله -صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِـهِ-، والذي بعث عليًّا إلى اليمن للدعوة إليه، هذا الإسْـلَام الذي مبناه وأساسه التحرّر من العبودية لغير الله -سُبْحَـانَـهُ وَتَعَالَى-، التحرّر من العبودية للطاغوت، الخلاص من التبعية للطاغوت وللباطل وللضلال، وهذا الانتماء منذ يومه الأول، منذ يومه الأول كان انتماء قائما على أساس الالتزام الأَخْــلَاقي والروحي وكذلك النصرة لهذا الحَـقّ، الاستشعار للمسؤولية بهذا الالتزام بهذا الحَـقّ ومواجهة كُــلّ الصعوبات والتحديات، وهذه مسألة من أهمّ المسائل على الإطلاق، الآباء الأوائل سواء الأوس والخزرج الذين حضوا بالتسمية الإلهية بالأَنْصَــار، بما يعبر عنه هذا الاسم من حمل لراية الإسْـلَام، من جهاد في سبيل الله من تصد للطغيان والظلم من مواجهة للطاغوت، هذا الاسم العظيم والمهم أَو فيما اتجه إليه أَيـْـضًا بقية هذا الشعب وهم منذ اليوم الأول آمنوا وحملوا راية الإسْـلَام وجاهدوا في سبيل الله -سُبْحَـانَـهُ وَتَعَالَى- فكانوا بذلك أحرارًا وكانوا بذلك من يتحَـرّكُ بهذا الدين في أهمّ مبدأ من مبادئ هذا الدين في التحرّر من الطاغوت والكفر بالطاغوت (فَمَن يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىٰ لَا انفِصَامَ لَهَا).
شعبُنا العزيز على مَرِّ تأريخه كان شعبًا حرًّا وعزيزًا ومجاهدًا وله تأريخُه الكبير في الجهاد والتضحية وهو يسعى للتحرّر يسعى لإحقاق الحَـقّ لإقامة العدل يتصدى للطغيان، وهذه نماذج استعراض للنماذج وباختصار، هذه نماذج رئيسية تعبر عن هُويَّة هذا الشعب، فما الذي يهدد هذه الهُويَّة اليوم؟ هناك بالفعل ما يهددها، وهناك بالفعل ما يدعونا إلى أن نركز وهذه مسؤولية على الجميع وفي المقدمة العلماء والمثقفون والخطباء والمرشدون والمعلمون والتربويون ثم الجميع من باب التواصي بالحق والتواصي بالعدل الترسيخ لهذه الهُويَّة والحفاظ عليها والتصدي لكل ما يستهدفها.
هناك خطران رئيسيان يشكلان تهديدًا فعليًا لهذه الهُويَّة، الأول الانحراف أَو قل الأول التحريف والثاني الانحراف، التحريف لهذه الهُويَّة والذي يأتي بالتحريف حتى للمضمون الديني المضمون الديني في شكله العقائدي أَو في شكله الأَخْــلَاقي، في شكله التربوي في كُــلّ جوانبه، وأبرز خطر في هذا الجانب مع أن هناك جهاتٍ كثيرةً تشكل خطرًا على شعبنا العزيز في هذا الجانب، فيمن يسعى لتحريف هُويَّته الإيْمَانية، ويطبعها بطابع آخر وباسم الإيْمَان، باسم الإيْمَان، ولكن أبرز خطر وأبرز من يمثل تهديدا في ذلك هم التكفيريون، للمسؤولية والأمانة هم التكفيريون، التكفيريون يتحَـرّكون تحت العنوان الديني وتحت العنوان الإيْمَاني ولكنهم بكل وضوح وبشكل غير خفي يسعون لتحريف هُويَّة هذا الشعب الإيْمَانية بنفسها، وطبعها بطابع آخر، وسنتحدث عن نماذج بهذا التحريف، لاحظوا على المستوى الروحي أَوَّلًا الرسول -صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِـهِ- فيما روي عنه يقول: “أرقى قلوبا وألين أفئدة” وكما قلنا هناك تجليات لهذه العلاقة الروحية والانسداد الوجداني وفي المشاعر ويعبر شعبنا اليمني عن ذلك بأشكال التعبير فيما يتعلق بالشعائر الدينية فيما يتعلق أَيـْـضًا بالمناسبات الدينية فيما يتعلق بثقافته جوانب كثيرة، كان عليها شعبنا العزيز منذ صدر الإسْـلَام وإلى اليوم، أتى هؤلاء لمحاربتها، وحتى الجانب التربوي لديهم، وبكل وضوح هل التكفيريون يربون الإنْسَان ليكون على هذا النحو، أرق قلبًا وألين فؤادًا أم أنهم يربون على القسوة على الكراهية، على الحقد، على الضغائن على التوحش، على الجريمة، هم يغيرون هذا الطابع من ألين قلوبا إلى أقسى قلوبا وأَكْثَــر توحشا وأبعد أَخْــلَاقا، ومن يستجيب لهم ويتأثر بهم، ينطبع بطابع آخر غير طابع ألين قلوبًا أَو أرق قلوبًا، خلاص يتغير يتحول إلى قاسي القلب متوحش في سلوكه وممارساته ومجرم في تصرّفاته، وهذا واضحٌ في التكفيريين في ممارساتهم، لاحظوا على مستوى الشعائر الدينية، يحاولون أن يحاربوا الكثيرَ من هذه الشعائر، حاربوا الأذكارَ بعد الصلوات وصموها بالبدعة، يحاربون أَيـْـضًا المناسباتِ الدينية، ويصفونها بالبدع والشرك وما إلى ذلك، ويحرصون على إبعاد الناس عنها وأن يطبعوا شعبنا العزيز بطابع مختلف، حاولوا أَيـْـضًا حتى تلاوة القُــرْآن الكريم وتلاوة سورة يس في الكثير من المناسبات وسموها بالبدع، حتى في مناسبات العزاء، الكثير من الأذكار والمناسبات الدينية أتوا للقضاء عليها وإزاحتها من الساحة، واشتغلوا في ذلك شغلا كبيرا وبذلوا فيه جهودا كبيرة، كم لهم في هذه المجال من خطب ومحاضرات ومناسبات وكم استحوذوا على كثير من المساجد ثم طبعوها بطابعهم المختلف عما كان عليه هذا الشعب منذ صدر الإسْـلَام وعلى مر التأريخ وإلى اليوم، طابع مختلف، على مستوى العلاقة الإيْمَانية بالله -سُبْحَـانَـهُ وَتَعَالَى-، برسوله -صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِـهِ-، أولئك يربون على الضغائن على الأحقاد على الحالة التي يفقدون الناس فيها هذا الجانب البارز المتميز من التوقير والتعظيم والمحبة والإعزاز والإجلال لرسول الله -صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِـهِ-، التعظيم لرسول الله جعلوه شركا ويتحدثون بذلك ولهم كتابات يتحدثون فيها بصراحة ووضوح على أن مفردة التعظيم وكل ما يندرج تحتها من تعبير سواء مناسبات أَو أي شيء آخر لرسول الله يعتبر من الشرك والخروج من الملة والكفر بالله وما إلى ذلك، الاحتفال بذكرى مولد رسول الله -صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِـهِ- جعلوه من البدع وجعلوا علاقاته بالتعظيم ارتباطا بالشرك وخروجًا عن الإسْـلَام وهكذا كُــلّ أشكال التعبير عن التعظيم والمحبة لرسول الله -صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِـهِ- فيما ينبغي أن نكون عليه كمؤمنين أن تكون محبتنا لرسول الله بعد محبتنا لله وفوق محبتنا لكل الناس أجمعين وأن تكون المنزلة في التوقير للرسول والتعظيم للرسول -صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِـهِ- كما أرادها الله أن تكون كما ربى عليها المسلمين الأوائل الذين نهاهم حتى عن رفع صوتهم فوق صوت النبي وجعل من دلائل الإيْمَان والتقوى غض الأصوات عنده تعظيمًا وتوقيرًا وإجلالًا، رسم الكثير من أشكال التعامل مع الرسول القائمة على أساس من هذا التعظيم والتوقير والمحبة والإجلال، هؤلاء لهم طريقة مختلفة، كُــلّ أشكال التعظيم للرسول شرك، لو قبلت عتبة قبر رسول الله -صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِـهِ- فأنت عندهم مشرك، ولو قبلت كتف الأمير السعوديّ فهذا جائر ليس بدعة، أشياء كثيرة جِــدًّا أدخلوها في إطار ما يسمونه شركا ويعتبرونه شركا وبناء على ذلك يستحلون الحرمات، يستبيحون سفك الدماء، يكرهون الآخرين يعادونهم يستبيحون نساءَهم وأعراضهم، كذلك يكتب الكثير منهم عن وجوب هدم قبة قبر رسول الله -صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِـهِ-، عن تحريم كُــلّ أشكال المحبة والتوقير عند زيارة قبر رسول الله صلى الله عليه وعلى آله، أشياء كثيرة.
العلاقةُ بالإيْمَان مع الإمام علي عليه السلام، لهم موقف سلبي جِــدًّا بالإمام علي عليه السلام، شعبنا يحب الإمام علي عليه السلام على مر التأريخ محبة ظاهرة واضحة بينة، شعبنا معروف بنصرته للإمام علي ومحبته للإمام علي عليه السلام على مر التأريخ، هؤلاء لهم موقفٌ واضحٌ في بغضهم للإمام علي عليه السلام، مع أنهم يعرفون أن رسولَ الله -صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِـهِ- قال عن محبة الإمام علي عليه السلام إنها من الإيْمَان “لا يُحِبُّك إلا مؤمنٌ ولا يُبغِضُك إلا منافق” هم يعرفون أن هذا الحديث روته الأُمَّــة بمختلف مذاهبها الإسْـلَامية، هم يعرفون أن رسولَ الله قال عن الإمام علي عليه السلام أنه منه بمنزلة هارون من موسى وهم في الذهنية العامة في نشاطهم الثقافي والتعليمي يحاولون أن يفصلوا الإنْسَان في ذهنيته في نظرته للإمام علي عليه السلام من رسول الله إلى منزلة بَعيدًا جِــدًّا، يعني بدلًا عن أن تكونَ نظرتك كمسلم يؤمن برسول الله يؤمن بما يقوله رسول الله -صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِـهِ-، يقبل بما قاله رسول الله -صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِـهِ- هم يربونك على أن لا تنظر هذه النظرة إلى الإمام علي عليه السلام في منزلته من رسول الله، أنه منه بمنزلة هارون من موسى، فتنظر إلى الأمام علي أنه في منزلته من رسول الله مثل منزلة أي واحد من بني إسرائيل من موسى، أطرف واحد من بني إسرائيل من موسى، علي هناك واحد من أطرف صاحبي يعني مثل أي صحابي، كثير من الصحابة عندهم مقام بالنسبة لهم وفضل بالنسبة لهم واهتمام بالنسبة لهم أَكْثَــر من الإمام علي بكثير، يذكرونهم دائما يتحدثون عنهم دائما، ما إن يذكر الإمام علي عليه السلام حتى يغضبوا حتى يشمئزوا حتى ينفعلوا، بل لهم أنشطة كثيرة ضد الإمام علي ضد محبة الإمام علي عليه السلام، إساءات وتشويه وتشويه حتى لشعبنا وتشويه حتى للمحبين للإمام علي عليه السلام، وافتراءات عليهم للتشويه لهم.
المسلمون جَميعًا يقرُّون بفضل الإمام علي عليه السلام بوجوبِ محبته، بما قاله رسولُ الله فيه، مثل هذا النص، أنه منه بمنزلة هارون من موسى، كلهم يقرون بقول رسول الله -صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِـهِ- فيما روي عنهم بشكل متواتر بين الأُمَّــة، فمن كنتُ مولاه فهذا علي مولاه، اللهم والِ من واله وعادِ من عاده، وهم لا، على العكس من ذلك، وهم لا على العكس من ذلك، موقف حاد، اشتغلوا كَثيرًا في هذا الجانب، وحاولوا أن ينفروا الناس من محبة الإمام علي من الحديث عن الإمام علي من الحديث عن فضائل الإمام علي، حاربوا هذا بشكل كبير في المناهج المدرسية في المناهج التعليمية في مدراسهم للتعليم الديني، هذا الجانب مغيب تَمَامًا.
فيما يتعلق أَيـْـضًا بالمحبة لآل رسول الله، لآل محمد، الذين نصلّي عليهم في صلاتنا، كُــلُّ الأُمَّــة في صلاتها في آخر الصلاة تقول اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد، هؤلاء لهم موقفٌ واضحٌ في الكراهية والبغض والحقد على آل محمد وعلى مَن يحب آل محمد، هم لا يكرهون في هذه الدنيا أحدًا مثل كراهتهم لمَن يُعرَفُ بالمحبة لآل رسول الله -صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِـهِ-، شعبُنا على مرِّ التأريخ هو شعب مؤمن مسلم؛ ولذلك هو يحب آل رسول الله يحب آل محمد، يعترف بفضلهم يدين بمحبتهم؛ لأَنَّ هذا جزء من الإيْمَان، جزء من الإسْـلَام، رسول الله -صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِـهِ- بعد أن وصل إلى المدينة وسكن لدى الأَنْصَــار الآباء والأجداد الأوائل في هذا الشعب العزيز في نصرة الإسْـلَام، وفي الجهاد تحت رايته، اجتمع الأَنْصَــار وتذاكروا فيما بينهم ورسول الله بعد ما وصل إلى المدينة بأشهر ما يعانيه رسول الله -صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِـهِ- من ظروف تنوبه نوائب ويحتاج يتحمل يعني حقوقا والتزامات مالية، ففكروا فيما بينهم واقترحوا فيما بينهم أن يجعلوا لرسول الله -صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِـهِ- جزءًا من أموالهم وتذكّروا أن اللهَ قد هداهم به للإيْمَان وأن اللهَ قد مَنَّ عليهم برسول الله -صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِـهِ- وبشرف عظيم شرف الإسْـلَام وشرف الإيْمَان على يديه، فقالوا له حقّ علينا ومن حقه علينا أن نتعاون معه فيما ينوبه من نائبه، فيما يلزمه من التزامات مالية، واتّفقوا على أن يقدّموا نسبة من أموالهم لرسول الله -صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِـهِ- تكون عونا له فيما ينوبه من نوائب ومما عليه من التزامات مالية واحتياجات في إطار حركته العامة وذهبوا إليه على هذا الأساس فنزل قول الله -سُبْحَـانَـهُ وَتَعَالَى-: (قل لا أسألُكم عليه أجرًا إلا المودةَ في القربى) عرضوا هذا المال الذي سيقدمونه أَو هذه النسبة التي سيقدمونها في مقابل أن الله هداهم للإيْمَان فقال (قُلْ لا أسألُكم عليه أجرًا إلا المودةَ في القربى) شعبنا يحب قرابة رسول الله -صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِـهِ-، هذه المسألة أَيُّـهَـا الأعزاء هي من المسلمات والثوابت لدى الأُمَّــة الإسْـلَامية يعني ليست مسألة خاصة بالشيعة وبالفرق والمذاهب المنتسبة للشيعة، لا المسلمون جميعًا بمختلف مذاهبهم الإسْـلَامية من الثوابت لديهم وجوب محبة آل رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، هذا معروفٌ في كتبهم، في مراجعهم، في كتب الحديث وغيرها، كتب العقائد، العقيدة الأشعرية معروف فيها وهي تمثل جمهورًا واسعًا من المذاهب الأربعة، العقيدة الطحاوية، حتى شخصية هي من أهمّ الشخصيات التي يرتبط بها التكفيريون على المستوى الثقافي والعلمي، شخصية ابن تيمية، ابن تيمية هذا يرتبطُ به التكفيريون كأعظم رمز لهم من العلماء في أوساطهم ويسمونه بشيخ الإسْـلَام، ابن تيمية هذا له أقوال كثيرة يصرح فيها بوجوب محبة آل الرسول -صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِـهِ- بل يقول في مجموع فتاواه الكبرى عن محبتهم (محبتهم فرضٌ واجبٌ عندنا يؤجَرُ عليه) يقول أيضًا (مَن أبغضهم فعليه لعنةُ الله والملائكة والناس أجمعين) من الثوابت لدى المذاهب الإسْـلَامية وجوب محبة آل الرسول -صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِـهِ-، أما هؤلاء التكفيريون فمساحة كبيرة من اهتماماتهم وأنشطتهم ونشاطهم التثقيفي والتعليمي والإعلامي تتجه إلى التربية على الكراهية والحقد والبغضاء على آل رسول الله -صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِـهِ-، التكفيريون معقّدون، مربّون على الكراهية على البغضاء على الأحقاد على العقد، أيضًا الصالحون من أبناء الأُمَّــة لديهم موقفٌ منهم، الصالحون الذين اشتهروا بالفضلِ والصلاح في أوساط شعبنا العزيز، في مختلف محافظاته وفي غير شعبنا العزيز سواءً رموز من الصحابة رموز من التابعين رموز أيضًا من الأُمَّــة في القرون الماضية في العصور الماضية لهم مقاماتٌ أَو مشاهدُ ينسفونها، لا ينفعُه أنه صحابي بل حتى نبيًا في العراق المقام الذي يخُصُّ نبي الله يونس نسفوه بالكامل، اعتبروه معلمًا من معالم الشيعة، في سوريا معالم لصحابة نسفوها بالكامل، عندنا في اليمن معالم كذلك في محافظة عدن محافظة حضرموت في محافظة الحديدة، لحج، مشاهد ومقامات لمن اشتهروا بالفضل والصلاح بين أبناء الأُمَّــة حتى من مذاهب أُخْــرَى، يعني من غير آل البيت ومن غير الشيعة من الصوفية ومن مذاهب أُخْــرَى، نسفوها ودمروها واعتبروها معالم للشرك واعتبروا ما يحظى به أولئك بين أوساط هذه الأُمَّــة أَو هذا المذهب أَو ذلك المذهب من احترام وتقدير لما كانوا عليه من الصلاح من محبة وتوقير لما كانوا عليه واشتهروا به من الفضل أنه من لشرك ومن الكفر ومن الخروج عن الملة فهم يربون على الكراهية والبغضاء والقسوة ويفصمون كُــلّ عرى الروابط الإيْمَانية بكل أشكالها، يأتون إلى فصلها وقطعها بكل أشكالها لا رحمة ولا علاقة ولا محبة ولا توقير ولا احترام ولا تقدير لا لرسول الله ولا لكل رموز الخير والإيْمَان عبر التأريخ، رسول الله الإمام علي أهل البيت صالح الأُمَّــة صالح الصحابة وكل ما يعبر عن هذه المحبة والتقدير يحاربونه، في نفس الوقت الرحمة والنظرة الإيجابية تجاه الناس يأتون للتعبئة بالحقد والكراهية والبغضاء لمختلف أطياف الشعب اليمني تحت العنوان التكفيري يكفرون معظم أبناء الشعب اليمني من يختلف معهم في عقيدتهم وتوجهاتهم خلاص يصنفونه بالكفر والشرك.
بناءً على ذلك يربون على البغضاء والأحقاد والكراهية الشديدة والعداوة الشديدة وبالتالي يبتني على ذلك المواقف المعاملة هم قوم لا يمتلكون الرحمة حتى مع الأطفال تخيلوا الأطفال هم يصنفون أطفال الآخرين بأنهم من أطفال المشركين وبالتالي يجوز عندهم قتلهم مع آبائهم ليس هذا فحسب بل يعتبرونهم إلى النار يعتبرون طفلك أنت أَيُّـهَـا المسلم ممَّن يخالف ذلك التكفيري في عقيدته ابن مشرك إلى النار ويجوز قتله، كيف بقي في قلوب هؤلاء شيء من الرحمة؟ هل يمكن أن تقول عنهم أنهم أرق قلوبًا وهو يحمل عداءً لطفل طفل يعتبره ابن مشرك ويعتبر أنه من الجائز قتلُه ويعتبر أن ذلك الطفل سيدخلُه اللهُ جهنمَ يحرقه فيها بكل ذلك العذاب، يسلّط عليه نار جهنم تحرقُه ويشربُ من الحميم ويأكُلُ من الزقوم ويتعذَّبُ بين كُــلّ ذلك العذاب.
عندهم هذه النظرةُ لديهم هذه العقيدةُ صدرت منهم الكثيرُ من الفتاوى ولديهم هذه الجرأةُ للقتل الجماعي للناس القتل للناس بالعمليات الانتحارية حتى في المساجد على المصلين وفي الأسواق وفي أماكن التجمعات القتل الجماعي للناس متربي على الأحقاد والكراهية والبغضاء لا أرق قلوبًا ولا ألين أفئدة فهم يشكلون خطرت عل الهُويَّة الإيْمَانية في جانبها الروحي وفي جانبها الأَخْــلَاقي تنتهي الأَخْــلَاق عندهم وفي جانب مهم جِــدًّا الجانب الإيْمَاني بالنسبة لشعبنا اليمني هو أصيلٌ على مَـــرِّ التأريخ منذ صدر الإسْـلَام، هذا شعب مسلم منذ عهد مكة إلى عهد المدينة إلى أن أتى الإمامُ عليٌّ عليه السلام إلى اليمن إلى أن أتى معاذُ بنُ جبلٍ إلى تعز وعلى مَـــرِّ التأريخ أصيل في إيْمَانه أصيل في انتمائه الإيْمَاني وهُويَّته الإيْمَانية على مَـــرِّ التأريخ.
هؤلاء يؤسّسون للتبعية لا يؤمنون بأصالة هذا الشعب في إيْمَانه عندهم نظرة معقدة إلى تأريخه بكله يحكمون على كُــلّ الماضين عبر الأجيال الماضية بالكفر والضلال ويحرصون على أن يربطونا كشعب يمني في هُويَّتنا الإيْمَانية في انتمائنا الإيْمَاني في ثقافتنا الدينية إلى أين؟ إلى نجد إلى النجد يا محمد بن عبدِالوهّاب النجدي الذي هو المرجعُ الرئيسي للتكفيريين هم لا يؤمنون بالأصالة الإيْمَانية لهذا الشعب ويعتبرون أن المؤمنَ فقط مَن ينتمي إلى تلك الدعوة الوهّابية وأما من لم ينتمِ إلى هذه الدعوة فهو خارجٌ عن الإسْـلَام إما كافر وإما مبتدع والأغلب عندهم يصفونهم بالشرك والكفر؛ ولذلك هم بالتالي في ولائهم السياسيّ تبعية بالطابع الذي يحرصون عليه بالهُويَّة التي يقدمونها كهُويَّة إيْمَانية يفصلونك عن هذه الأصالة عن هذه الجذور الممتدة إلى عمار بن ياسر الذي ملئ إيْمَانا من أخمص قدميه إلى قمة رأسه هم يفصلونك عن كُــلّ هذا التأريخ عن امتداده إلى الأَنْصَــار عن امتداده إلى يوم أتى علي بن أبي طالب ويوم أتى معاذ بن جبل، يفصلونك عن كُــلّ هذا الماضي ليربطوك بنجد وبهذا الزمن الذي أتوا فيه والماضي كله يعتبره ضلالًا مخلوطًا يعتبر ضلالًا وكفرًا وبدعًا وشركًا وما إلى ذلك يعقدونك من أبناء شعبك فتنظر إلى أَكْثَــر أبناء هذا الشعب بأنهم مشركون وكافرون وملحدون ومجوس وروافض، ويأتي البعض منهم لينطق بهذا المنطق ثم يربون على الكراهية لأغلب أبناء هذا الشعب من الشافعية والزيدية وغيرهم يصفونهم بالكفر والشرك والابتداع ويصدرون الفتاوى بأنه لا مانعَ عندهم ويجوز شرعًا بالنسبة لهم قتل 24 مليون من أبناء هذا الشعب لصالح بقاء مليون واحد الذين هم على عقيدتهم أين هؤلاء من أرق قلوبًا من ستطلع نسبة الأطفال والنساء في 24 مليونًا تخيَّلْ.
هؤلاء كلهم كتلة من الحقد والكراهية والعقد والبغضاء ليسوا منسجمين مع هذا الشعب فيما عليه من هُويَّة إيْمَانية على مر تأريخه إلى زمن رسول الله -صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِـهِ- نمط آخر شكل آخر طابع آخر يتسم بالوحشية والعقد الكراهية والبغضاء والقسوة عندما تأتي شخصية علمائية منهم باسم أنه عالم ويفتي بجواز قتل 24 مليون يمني أليست هذه قسوة عجيبة هل هذه من أرق قلوبًا ألين أفئدة قسوة، حقد، عقد، إثارة للأحقاد، إثارة للبغضاء والضغائن تحت كُــلّ المسميات العنصرية المذهبية المناطقية إلخ.. ترى كتاباتهم أنشطتهم لا تركّز على الأُخوَّة ولا المحبة ولا الاحترام ولا الإنْسَانية ولا أي شيء منطلقات كلها أحقاد وبغضاء وكراهية وما إلى ذلك، يعني بعيدون كُــلّ البُعد عن كُــلّ هذا.
هذا جانبٌ واضحٌ بالنسبة لهم فهم يشكّلون تهديدًا على هذا الشعب ويجبُ أن يكون حذرًا منهم، ومن المهم للعلماء وللمثقفين والخطباء والمرشدين وفي النشاط التثقيفي والتعليمي الكشف لحقيقتهم والربط لشعبنا العزيز بجذوره الإيْمَانية الممتدة إلى رسول الله -صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِـهِ- برموزه الأخيار والعظام عبر التأريخ كله بقيمه بروحيته بشعائره الدينية بأَخْــلَاقه الكريمة والإحياء لها والتربية عليها في أوساطه.
التهديد الثاني هو الانحراف والذين يشتغلون في هذ1ا الاتّجاه هم من يحرصون على فصل شعبنا عن الالتزام الديني والأَخْــلَاقي من يسعون لنشر الفساد قد يروجون له تحت عناوين مثل عنوان الحرية فيقدمون للحرية مضمونا يسيء إليها، البعضُ منهم أَيـْـضًا تحت عنوان الدولة المدنية فيأتون للترويج للرذيلة للخلاعة للفجور للفسق لشرب الخمر للمخدرات وهذا شغل يشتغل عليه أعداء الأُمَّــة الأمريكيون والإسرائيليون والتوجه الغربي هو يستهدف أمتنا في مبادئها وقيمها وأَخْــلَاقها وهو يسعى من خلال ذلك لتقويض بنيانها والقضاء على هُويَّتها مما يسهُلُ له السيطرةُ عليها. الإنْسَان إذَا فقد هُويَّته، انتمائه الإيْمَاني الصادق والواعي القائم على المبادئ والأَخْــلَاق يضيعُ ويسهُلُ على الأعداء السيطرةُ عليه.
شعبنا العزيز هو شعب مؤمن، شعب مسلم ويجب أن يتربّى على هذا الأساس في المبادئ والقيم والأَخْــلَاق ويجب الحذر من كُــلّ ما يروّج له الآخرون ليفصلوا الشاب اليمني أَو الشاب اليمنية عن التزامه الديني عن التزامه الأَخْــلَاقي، الترويج للاختلاط الترويج للسفور الترويج للعلاقات الفوضوية بين الرجال والنساء كذلك الترويج للخمر والمخدرات كُــلّ هذه المفاسد والرذائل يجب التنزه عنها الحذر منها، العملية التي تستهدف شعبنا في أَخْــلَاقه من خلال ما يسمى بالموضات يجب الحذر منها التعاطي تجاهها بحذر كثير منها وفدت من العالم الغربي وكثيرٌ منها يعبّر هناك في العادة يعبر فيما يعبر عنه عن سلوكيات منحرفة.
حتى البعضُ من حلاقة الرأس من الزي الذي يلبس زي يعبر عن هجوم زي يعبر في العالم الغربي عن توجهات منحرقة على المستوى الأَخْــلَاقي لا ينبغي ولا يجوز أن يتأثر بها شبابنا وشباتنا يجب التطهر منها، يمكننا أن نتجه في مسيرتنا في الحياة على أساس حضاري لكن من واقع أصالتنا الإيْمَانية وليس بالانحراف، هذا الانحراف في الأَخْــلَاق والقيم لا علاقة له بالحضارة ولا بالحرية ولا بالتقدم الحقيقي أبدًا.
الرذيلةُ، الانحطاط، الخسة، الدناءة، التميع، الشذوذ، الفساد بكل أشكاله لا يعبِّرُ عن رقي ولا حضارة ولا تقدم ولا صلة له بذلك، يمكننا أن نبنيَ حضارتَنا على أساس من أصالتنا الإيْمَانية في قيمنا وفي أَخْــلَاقنا.
التحريفُ والانحرافُ كلاهما وسيلةٌ للسيطرة على الإنْسَان، فتجد التكفيريين وتجد المنحرفين الذي يروّجون لهذا الانحراف والخلاعة لكلا الطرفين امتدادًا للأدوات التي تعتمدُ عليها أمريكا في المنطقة للسيطرة على شعوب المنطقة للسيطرة على الإنْسَان.
تجدُ مَثَلًا النظام السعوديَّ يرعى كلا الاتّجاهين اتّجاه الانحراف واتّجاه التحرير بكلتا يديه ويموّل هذا وذاك يرعى هذا وذاك يدعم هذا وذاك، جزء من أنشطته واهتماماته تتجه هناك وجزء وهناك في التحريف والانحراف، وتجد التكفيري بلحيته وبزيه الديني بمنطقة الديني بخطابه الديني يخضع للضابط السعوديّ وتجد آخرين مِمَن يتجهون في الاتّجاه الآخر في الانفصال عن الدين في الانفصال عن الالتزام الديني والأَخْــلَاقي لهم علاقة هنا كذلك ويحرك الطرفين ويستغل الطرفين، كلاهما وسيلة للسيطرة على الإنْسَان.
الهُويَّةُ الأساسيةُ لشعبنا العزيز هُويَّتُه الإيْمَانية تبنيه على الأصالة على التحرّر على الاستقلال على الكرامة وهذا ما لا يريدُه الآخرون أبدًا، لا يريدون له أن يكونَ كذلك؛ ولهذا سمعنا مؤخرًا للبعض كيف يمجدون في بعض المحافظات الجنوبية الاحتلال البريطاني بوضوح ونرى الآخرين من التكفيرين وممن انفصلوا عن هُويَّة هذا الشعب كيف باتوا على ارتباط بالآخرين هنا وهناك، وانفصلوا عن هذا الامتداد الإيْمَاني “الإيْمَان يمان” ومُسِخوا كذلك في أَخْــلَاقهم في معاملاتهم في تصرُّفاتهم حتى في تعاملهم مع الأسرى في كثير من سلوكياتهم في تعاملهم مع الناس ابتعدوا عن ذلك كثيرًا.
اليومَ ترسيخُنا لهذه الهُويَّة ومحافظتنا على هذه الأصالة يحفظُ لنا تماسُكَنا كشعب يمني في مواجهة هذه التحديدات في التصدّي لهذا العدوان الذي يهدفُ إلى السيطرة علينا لفصلنا عن هذه الهُويَّة وعن هذه الأصالة والسيطرة علينا والمسخ لنا والاستعباد لنا.
أَيـْـضًا الجانبُ الإيْمَاني له أهميتُه فيما يتعلقُ بالمشاعر الإيْمَانية التي تعزّزُ الثقةَ بالله والتوكل على الله -سُبْحَـانَـهُ وَتَعَالَى- وكذلك الإيْمَان بوعده بالنصر؛ لما له من أهميّة كبيرة في مواجهة التحديات مهما كانت والصعوبات مهما عظمت (الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ) هذا هو الإيْمَانُ في أثره العظيم في الثبات والصمود والتماسُك في مواجهة التحديات.
إن شاء الله يكون لنا حديثٌ آخر فيما يتعلق بالبعض من التطورات والأحداث والوضع السياسيّ والعدوان في كلمة قادمة إن شاء الله.
نكتفي بهذا المقدار من الكلام، وَنَسْأَلُ اللهَ -سُبْحَـانَـهُ وَتَعَالَى- أن يُوَفِّقَنَا وَإيّاكم لِمَا فيه رضاه، وَأَنْ يرحَمَ شُهَدَاءَنا الأَبْرَارَ، وَأَنْ يشفيَ جرحانا، وَأَنْ يُفَرِّجَ عن أسرانا، وَأَنْ ينصُرَنَا بنصره.. إِنَّـهُ سَمِيْعُ الدُّعَـاء.
وَالسَّـلَامُ عَلَـيْكُمْ وَرَحْـمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُه..