متى يعلم اليمنيون أن بلدهم ليس فقيراً؟ بقلم/ أيمن محمد قائد
لسان الواقع يقول: إن آل سعود ومن على شاكلتهم في دول الخليج لن يقبل باليمني إلا أجيراً أَو مرتزِقاً أَو عاملاً عنده.
ولن يقبل به كندٍّ أَو شريك ولن يسمح له أن يكون كذلك، ولكم في تغريدة ضاحي خلفان عبرة..!
ولهذا يقومون بتدميرنا وقتلنا بحقد مع سبق الإصرار تحت غطاء الدفاع عن شرعية الخائن هادي..
وكل ذلك كي لا تقوم لنا قائمة ولا نكون من ضمن كبار المنطقة في قادم الأّيَّـام لأهميّة موقعنا خصوصاً؛ كون اليمن تعتبر لؤلؤة خط الحرير البحري الذي تسعى تكتل دول “بريكس” بقيادة الصين إلى إعادة هيكلة الاقتصاد العالمي على ضوئه بعيداً عن هيمنة الدولار الأمريكي، ولاكتشاف الثروات الهائلة، ومن لم يرَ ذلك فهو أعمى البصر والبصيرة.
كل البحر الأحمر صار في قبضة أمريكا وَإسرائيل..
ماعدا سواحل وجزر اليمن لا زالت بين شد وجذب.
ومن يسيطر على البحر الأحمر يسيطر على وسط العالم بثرواته وموقعه الاستراتيجي، ومن يسيطر على وسط العالم فقد سيطر على القلب النابض للعالم اقتصادياً وسياسيًّا وعسكريًّا.
وهذه هي حقيقة معارك الساحل الغربي.
السؤال الذي يتبادر إلى ذهن القارئ في هذه اللحظة: لماذا يريدون السيطرة على اليمن وَموانئ اليمن، ولماذا كُــلّ هذا التحالف بجبروته ضد شعب فقير!!؟
متى يعلم اليمنيون أن بلدهم ليس فقيرا فاليمن يمتلك أكبر الثروات، التي تمكّنه من تخطي كُــلّ الحدود الاقتصادية العالمية، فالمستقبل القريب جداً هو لليمن رغم التحديات الحالية.
وبحسب وكالة “سبوتنيك” الروسية، فقد حدّدت ثروات اليمن فيما يلي:
اليمن الفقير غني بالموانئ، أهمها ميناء عدن عصب التجارة العالمية وأهم ميناء استراتيجي في العالم، والأمر لا يتطلب سوى وضع الميناء للمنافسة التجارية بشفافية مطلقة وهناك العديد من دول العالم ترغب الاستثمار في هذا الميناء، وقدر الخبراء 75 مليار دولار أقل العائدات من الميناء وملايين الفرص لليمنيين، وهذا ما يزعج الإمارات وسعيها في العشر السنوات الماضية إلى استئجار ميناء عدن لغرض الاستثمار، لكن حقيقة الأمر كان هو الاستثمار السلبي الذي شل حركته لصالح ميناء دبي.
ويأتي بعد ذلك ميناء الحديدة، ثاني أهم ميناء في البحر العربي وهو أفضل من موانئ السعوديّة والسودان والقرن الإفريقي والاستغلال الأمثل لهذا الميناء سوف يجعله أكبر محطة ترانزيت مع ميناء الصليف المجاور ويمكن تقدير الحد الأدنى للدخل السنوي للميناء بـ40 مليار دولار، هذا بجانب موانئ بحر العرب بالإضافة إلى الامتداد الساحلي، الذي سوف يجعل من هذه الموانئ بعد تطويرها من جانب المستثمرين أكبر محطات ترانزيت عالمية تضاهي شبة القارة الهندية ودول شرق آسيا وبالإمكان أن تكون محطات لحاملات الطائرات من كُــلّ دول العالم ويمكن لليمن أن تجنيَ من ورائها ما يتجاوز الـ100 مليار دولار سنوياً.
ويضاف إلى ذلك مضيق باب المندب، حيث تسعى دول الخليج للحصول على منفَـذ لتصدير النفط عبر البحر العربي وهذا في حَــدّ ذاته يجلب مئات المليارات من الدولارات لو تم الاتّفاق مع دول الخليج على إنشاء خط أنابيب يمتد من السعوديّة إلى بحر العرب وتكون حصة اليمن بهذه الاتّفاقيات الدولية هي نصف أجر النقل من موانئ النفط إلى آخر نقطة في الخط، وأضف إلى ذلك إيران وتركيا وروسيا مع أوروبا وسوريا مع العراق، حيث هناك المليارات تحصلها الدول من مرور أنابيب النفط بأراضيها وستجني اليمن أكثر من 200 مليار وهو نصف أجر النقل من موانئ النفط في الخليج إلى موانئ التصدير في بحر العرب.
ثروات هائلة ما سبق يتعلق بالجغرافيا والموقع الاستراتيجي، لكن اليمن يمتلك موارد طبيعية هائلة، ففي منطقة الجوف المحاذي للسعوديّة يوجد بها خزان هائل من النفط يحتوي على مخزون هائل أكبر من مخزون السعوديّة والإمارات والكويت مجتمعة، هذا بجانب حقول النفط الأُخْــرَى، بالإضافة إلى المعادن حيث تحتوي منطقة لحج أبين أرض غنية جداً بمعدن الذهب، وتتراوح نسبة الذهب في مناجمها “1ك/21 طن” وهي نسبة عالية جداً وتكاد تكون المناجم سطحية بالإضافة إلى المناجم الأُخْــرَى ولا يخفى على أحد مناجم الذهب في حضرموت وتعز ومأرب، وهذه الثروة مصنع كبير لدول العالم.
أما عن مصادر المياه فيوجد في هضبة حضرموت أكبر خزان مائي في جزيرة العرب وهو عبارة عن تريليونات من الأمتار المكعبة واستغلال ذلك سيجعل من اليمن سلة غذاء للعالم العربي تضاهي السودان. ولا يمكن نسيان البن اليمني، الذي يعد أقوى من البترول لو استغنى الشعب اليمني عن شجرة القات فقط، هذا بجانب الثروة السمكية وموقع اليمن المتميز، الذي يعتبر مركزا للتجارة العالمية بين الشرق والغرب.
لكن تجار الحروب الذين استثمروا دماء الشهداء من أجل مصالحهم الشخصية الضيقة التي ستتأثر سلبا بتوقف الحرب؛ بسببِ الإتاوات التي يتحصلونها على شكل عمولات أَو مصاريف تشغيلية لا يكون فيها الضحية إلا المواطن اليمني، إضافة إلى العائد الاقتصادي الذي تكسبه دول الاتّحاد الأوروبي من بيعها للأسلحة للسعوديّة، ولكم على سبيل المثال لا الحصر مدينة ألمانية صغيرة مهدّدة بالإفلاس، وذلك بعد قرار الحكومة الألمانية بوقف تصدير الأسلحة والمعدات العسكريّة للسعوديّة، عقب مقتل جمال خاشقجي.
في هذه المدينة يتم تصنيع قوارب دوريات الحراسة البحرية، وكانت السعوديّة قد تعاقدت مع الشركة على توريد 33 قارباً، وتسلمت منها 13 فقط. 250 من أصل 300 من عمال الشركة يقبعون في بيوتهم والشركة مهدّدة بالإغلاق، إذَا مددت الحكومة قرار الحظر؛ ولأن الدورة الاقتصادية في المدينة الصغيرة ترتكز بدرجة أساسية على هذه الشركة، فإن المدينة مهدّدة بالإفلاس “ولا بد من شد الأحزمة”، كما قال عمدة المدينة.
هذا مثال صغير لكي نعرف ماذا تعني صناعة السلاح بالنسبة للمجتمعات الغربية، وكيف تعيش هذه المجتمعات على الحروب والأزمات في العالم الثالث!
حفظ الله اليمن من كيد الكائدين..
وحقن الله دماء اليمنيين..
عاشت اليمن حرة أبية موحدة..
ولا نامت أعين الجبناء.