اليمن.. سنة رابعة انتصار! بقلم العقيد طيار/ عبدالملك على ناصر مقراض
أيامٌ قليلةٌ تفصِلُنا عن الذكرى السنوية الرابعة من صمود أبناء الشعب اليمني وثباتهم واستبسالهم الأسطوري في مواجهة العدوان السعوديّ الأمريكي الإماراتي، بعد أن أثبت هذا البلدُ العظيمُ بأنه ليس مقبرةً للغزاة والمحتلّين فحسب، بل هو مدرسةٌ وأكاديمية في صناعة البطولات والأمجاد والشموخ، وباتت الخططُ والدراساتُ العسكريّة التي ينفذُها أبطالُ الجيش واللجان الشعبية في معركته ضد العدو محطَّ اهتمام من قبل كُــلّ الأكاديميات العسكريّة بمختلف بقاع الأرض وأصبحت مرجعيات ومقرّرات دراسية لتلك المؤسّسات العسكريّة.
لم يكن النصرُ الذي تحقّــق لليمنيين أن يتأتى لولا عناية الله وتأييده ولطفه ونصرة ومؤازرته للمستضعفين والمظلومين، بالإضافة إلى وجود القيادة القُرْآنية الحكيمة ممثلة بالسيد القائد العَلَم عبدالملك بدرالدين الحوثي، التي مثّلت توجيهاتُه عناوينَ عريضةً للنصر اليماني المبين، وكسر شوكة أعتى تحالف عدواني على مر التأريخ بعد أن تحطّمت أسطورةُ الصناعات العسكريّة الحربية الأمريكية والبريطانية والفرنسية والسويسرية والألمانية والإسرائيلية تحت أقدم المجاهدين اليمنيين في مختلف الجبهات وميادين العزة والكرامة والشرف، وبعد أن أصبحت الجيوشُ الكرتونية الخليجية المعتدية أضحوكةَ العصر ومسخرةَ العالم؛ لضعفها وعجزها وانكسارها أمام السلاح التقليدي بيد المقاتل اليمني المتسلح بأقوى سلاح على وجه الأرض وهو سلاح الإيْمَان بالله جل وعلا وبنصره وتوفيقه.
مثلما أعلنها قائدُ الثورة قبلَ عام من اليوم في خطابه بمناسبة الذكرى الثالثة للصمود وكلمته الشهيرة “قادمون في العام الرابع”، فإن الشعب اليمني يعلنُها ويكرّرها هذه المرة بأنهم “قادمون في العام الخامس” وقادمون في كُــلّ عام وشهر ويوم يواصل تحالف العدوان السعوديّ غطرسته وتكبره واستمراره في ارتكاب جرائمه ومجازره الوحشية بحق المواطنين الأبرياء لا سيما من النساء والأطفال وكبار السن الذي لا تفرق غارات العدوان بين كبير وصغير منهم.
سيظلُّ هذا الشعبُ حاملاً لواء الجهاد في سبيل الله؛ دفاعاً عن الوطن وعن الأرض والعرض، متمسكاً بكل بالقُرْآن ونهج المسيرة والسير على توجيهات القائد الشجاع والقدوة عبدالملك بدرالدين الحوثي، وعلى خُطَى الرئيس الشهيد صالح الصمّاد الذي أشعل بدمائه همةَ وعزيمةَ شباب اليمن، وجسّدت شهادتُه في سبيل الله أروع وأعظم وأنبل وسام قد يحصل عليه حاكم أَو رئيس في زماننا الحالي، وعلى الباغي السعوديّ ومّن حالفه من الأعراب والأعاجم أن يدركوا بأن المستنقعَ اليمني الذي وقعوا فيه سيكون صعباً عليهم الخروجُ منه سالمين أمام هذا البأس اليماني، فكما يشتعل المقاتلُ اليمني حماساً وبطولة وشجاعةً فالأرض نفسُها تشتعلُ ناراً وبراكينَ من تحت أقدام الغزاة والمحتلّين.
الدخولُ في العام الخامس من عُمُر العدوان على اليمن يؤكدُ بأن تحالُفَ الشر لا يريدُ الانصياعَ للسلام، وهو ما نراه واضحاً وجلياً في عرقلته لاتّفاق السويد بشأن الحديدة ومحاولة إفشاله بكل ما أوتي من قوة بعكس الطرف الثاني ممثلاً بالوفد الوطني الذي يقدّمُ التنازلاتِ تلو التنازلات من أجل إنجاح الاتّفاق بنوايا صادقة، كما أن هذه الذكرى يجبُ أن تكونَ محطةً يقفُ عندها كُــلّ مواطن يمني لا يزال واقفاً بصف الحياد بعيداً عن الحق ليعرفَ من خلالها أن المرحلةَ حاسمةٌ، فإما أن تكونَ في صف الحق مناصراً لوطنك وشعبك ضد الغازي والمعتدي، أَو أن تكونَ في صف الباطل متفرجاً ومحايداً ومتخاذلاً لا تؤثر فيك كُلُّ مشاهد الأشلاء والجثث للضحايا النساء والأطفال الذي أزهقت أرواحهم غارات العدوان الإجرامي، بعد أن جعل من كُــلّ أبناء هذا الوطن أهدافاً لطيرانه وجرائمه وحربه القذرة التي باتت تتكشّفُ حقيقتُها للجميع وأصبحت محطَّ تنديد واستنكار كُــلّ شعوب العالم.