مسلسلُ الفشل .. بقلم د/ فاطمة بخيت
على صفحات التأريخِ الممتدِّ في القِدَم، يجدُ المتصفحُ لها الكثيرَ من الأحداث التي تحمل بين طياتها الكثيرَ من الدروس والعبر التي يستفيدُ منها ذوو الألباب والعقول المستنيرة.
ومنها ما تذكر أنّ الحكام والملوك ومن موقع القوة لا يستوعبون أنّ على وجه هذه الأرض من يمكنه مواجهة طغيانهم، أو سلبهم سلطتهم ونفوذهم.
إنّ ما حدث من عدوان ظالم على بلدنا هو امتدادٌ لمسلسل الظلم والفساد الذي يسعى له أعداءُ الإسلام والبشرية من اليهود والنصارى ومَن كان على شاكلتهم، هذا العدوان الذي ارتكب أبشع الجرائم على يد من يدّعون أنهم عرب ومسلمون، لكنهم يحملون نفس تلك الروحيات التي حملها الظلمة والطغاة في الأزمنة والعصور الغابرة. فقد ظن فراعنة العصر وطغاة الزمان أنّ لديهم قوة لا تقهر وأنّ بإمكانهم احتلال هذا البلد والسيطرة عليه في غضون أيام أو أسابيع. فسخروا كُلّ إمكاناتهم الهائلة والكبيرة لمواجهة هذا الشعب وقتلوا ودمّــروا وشردوا وحاصروا وفتحوا العشرات من الجبهات، وما يكادون يفتحون جبهة حتى يحركوا كُلّ ما لديهم من طاقات وإمكانات وتحشيد الحشود وتجييش الجيوش من المرتزقة من مختلف بقاع الأرض، استخدموا الآليات المتطورة والأسلحة الحديثة، حركوا ماكنتهم الإعلامية الهائلة لصناعة انتصارات وهمية لا وجود لها على أرض الواقع. لكن ذلك لم يُجدِ نفعاً، فلا زال الفشل هو حليفهم في كُلّ جبهة يفتحونها.
وكان آخر ذلك ما حدث في مديرية كُشَر وما رافق ذلك من دعم كبير جداً وعلى مختلف المستويات، لكن بفضل الله، وبفضلِ سواعد رجاله وأنصاره المؤمنين الثابتين تم القضاءُ على العملاء والمرتزِقة، والتطهير مستمرٌّ حتى تطهّرَ آخر بقعة من بقاع هذه الأرض الطاهرة، وإنْ لم يعوا الدرسَ اليوم فسيعونه غداً عندما تحُلُّ عليهم لعناتُ هذا العدوان الظالم والدماء البريئة الطاهرة التي سفكوها بغير وجه حق. وأمَّا هذا الشعبُ فسيظل شعباً حراً أبياً صامداً لا يقبَلُ الهزيمةَ والخضوعَ والانكسار، واليمنُ هو اليمن، مقبرةُ الغزاة ماضياً وحاضراً ومستقبلاً.