السيد القائد والإنسانية والقضيةُ العادلة .. بقلم/ مطهر يحيى شرف الدين
سُـــرَّ مَن رأى المشهدَ والصورةَ التي جعلت أعناقَنا مشرئبَّةً ونفوسَنا عاليةً وقلوبَنا لينةً ونحن نرى السيدَ القائدَ يواسي المكلومين ويتلمَّسُ أحوالَ الجرحى ويزورُهم ويقبِّلُ أَكُفَّهم، سيدي القائد عبدالملك الحوثي مَن لم يعرفْك فقد عرفك ومَن لم يدركِ القضيةَ العادلةَ التي تقاتِلُ من أجلها فقد أدركها من خلال تحَـرّكك وخطاباتك ومواقفك وحضورك الحي في الميادين وزيارتك للجرحى وتفقّدك للمستضعفين.
سيدي القائد الملهم أنت سُلّم الانْتصَارات وجسر العبور من موقع الدفاع إلى موقع الهجوم الذي سيحقّــق نصراً مؤزراً وتأييداً لعباده المؤمنين كتأييد الله لأنبيائه وأوليائه الصالحين، وأنت الشهاب المضيء في دياجير وظلام فسق وفجور أدوات وعملاء الاستكبار العالمي.
سيدي أيها الشامخ الكريم يا مَن قهرت الطغاة بقوتك وشجاعتك واهتزت عروشُ الظالمين بنظرتك العاقلة ورؤيتك الثاقبة وبعملك الصالح، لقد تركتَ في داخل صدورنا أثراً لا يُمحى شموخاً وأنفةً وسقيت ضمائرَنا عزةً وكرامةً وملأت قلوبَنا هُــويَّةً إيْمَـانيةً ونزعةً دينيةً وانتماءً صادقاً للأرض والوطن، وذلك كله إنما هو استلهامٌ من بعض سيرتك الجهادية وتحَـرُّكِك القُــرْآني وفكرك الوقّاد وأعمالك الصالحة بما تحويه من فضائلَ وقيَمٍ إنْسَــانية.
في القلوب والوجدان أزلْت من أمامنا الغشاوة والحجاب عن خططِ وَمكر أعداءٍ طالما كانوا هم أعداء الماضي والحاضر والمستقبل، هم أنفسُهم من يبغون في الأرض الفسادَ ويقتلون ويذبحون ويثيرون الفتنة ويتبرأون من الإنْسَــانية ويتمسكون بالطاغوت، هم آثروا ذلك وفضّلوه حباً في المال والجاه والسلطان وطمعاً في نيل رضا أولياء الطاغوت والشيطان.
وأنت يا سيدي آثرتَ القيمَ والدينَ والإنْسَــانيةَ والقضيةَ؛ سعياً لرضا الرحمن مالكِ الملك جبار السماوات والأرض.
وقد رأينا بفضل الله طريقاً بيِّناً وصراطاً مستقيما وحقّاً ليست فيه أدنى شائبة وبركاتٍ كلها تسامُحٌ ووفاءٌ وإيثارٌ وشفقةٌ وتواصٍ بالحق وبالأعمال الصالحات.
كيف لا وأنت فخرُ الأجيال ومجدُ هذه الأُمَّــة وأمانُ أهل الأرض؟، كيف لا وأنت تأريخُ الإنْسَــانية وثقافةٌ قرآنية وقيمٌ أخلاقيةٌ وروحية؟، كيف لا وأنت مَن تحمل الوطنَ بين كتفيك وَتتحمل هَمَّ ومصير هذه الأُمَّــةِ وأنت حين تفعل ذلك إنما تفعلُه ابتغاءَ رضوان الله تعالى واستجابةً لأوامره بمعاداة أولياء الشيطان ومواجهتهم، وتبذُلُ جهدَك وسعيَك؛ عشقاً لشعوب الأرض الأحرار؛ كي لا تحيدَ عن الحق أَو يستأثرَ بها شياطينُ الإنس في تسخيرها للوقوع بها في ظلمات الجهل والانحلال وفي سبيل الطغيان والاستكبار؟.
كيف لا وأنت من أنت حكيماً مرشداً ولياً تتصدع أركانك علماً وحكمةً وورعاً وتقىً وتواضعاً.
سيدي القائد أنت نبراسٌ ونورٌ يهتدي بك الضالون العائدون إلى الله، وقد نزعت من أقاصي أفئدتهم الكراهية والقسوة والجور ونزغات الشيطان وزرعت في جوفها الحبَّ والودَّ والشفقة وقيمَ الإنْسَــان، كيف لا وقد رآك الذين كانوا لا يبصرون ولا يفقهون وقد أضحوا مع صدقِك لعدالة القضية ونصحك الدائم لعناصر الإجرام والتبعية منصتين ومجيبين لخطاباتك المجلجلة ورسائلك النافذة مخيّرين غير مجبرين.
إنّه الفضلُ من الله تعالى على عباده أن هيّأ لنا قائداً كريماً عزيزاً يمتلئُ بالإيْمَـان وتحيطُ به القيمُ الروحية وَتنبعُ من جوانبه الحكمةُ عيوناً جاريةً وينطلقُ القولُ السديدُ من فمه درراً ناصعة، مغروسةٌ في دمه الثقة بالله والصمود والثبات على الحق وسيجني مقابلَ ذلك حرية وكرامة وسيادة أمته وقد رفع شأنها عزيزةً تتسامى لتنازع المستكبرين الطغاة ليس تجبراً وتسلطاً على المستضعفين بل لتكون نصيراً لهم وَغلبةً على أولئك الذين تجبروا في الأرض علواً واستكباراً؛ لتكسر شوكتهم وتهز أركانهم وتهُدَّ كيانَهم الغاصبَ للأرض المقدسة والمستبِد بالإنْسَــان الأقدس في هذا الكون.
قاموسُك يا سيدي جواهرُ ناصعةٌ من المُثُل ودررٌ منثورة من القيم وبحرٌ يزخرُ بالشمائل والفضائل، أنت كالطود العظيم يتهشمُ فيه أعداءُ الدين وَالإنْسَــانية وتتحطمُ فيه آمالُهم وأحلامُهم لترتدَّ آلاماً وعذاباً على نحورهم ومِن فوق رؤوسهم ومن تحتهم.
سِـــرْ في طريقِك يا سيدي وواصِلْ مسيرتَك وأكمل دربَك الذي نسيرُ عليه، فعينُ الله ترعاك ويدُ الله تحميك واللهُ ناصرُك ومعينُك ومؤيدُك، واللهُ نعم المولى ونعم النصير.