ماذا تخبئ قادمُ الأيّام لتحالف العدوان؟ بقلم/ أمين النهمي
الزحوفاتُ المتواصلةُ على طول جبهات الحَدِّ الشمالي والقصف الهستيري على القرى الآهلة بالسكان على طول الحدود مع المهلكة السعوديّة قد أنهكت الجيشَ السعوديّ ومرتزِقته، خَاصَّــةً أن تلك الهجمات قد لاقت الفشل رغم التغذية المستمرة بالمرتزِقة والجنود السعوديّين والأجانب، الهدفُ هو تحييدُ الحدود السعوديّة عن نيران الجيش واللجان الشعبية على الأقل، وهو ما لم يتأتَّ لهم ولو بالحد الأدنى، فضلاً عن الأهداف التي حشدوا لتحقيقها كُــلّ أنواع الجنود واشتروا لأجلها الذممَ وروجوا لها في جميع وسائل الإعلام المختلفة وهو الوصول إلى صعدة.
حجمُ المغالطة عند رسم الأهداف ربما قد اتضح لهم بعد انتهاء المهل الزمنية بعد بداية العدوان، فقد أعلنوا أنهم لا يحتاجون لتلك الغاية سوى سويعات ثم أسبوع ثم شهر وهلم جراً، حتى وصلوا إلى الحديدة وقبلها صنعاء وأخيراً مدينة صعدة، ولكن الأبواب التي أوصدت أمامهم سابقاً وحطمت كبرياءهم وغرورهم ما زالت مغلقة وإلى يوم القيامة.
قد يكون دخول صعدة هدفاً بسيطاً ومخففاً من وجهة نظر راسمي الخطط وليس بحجم دخول مدن مثل صنعاء أَو الحديدة وهو نفس الغرور الذي حدا بهم منذ البداية إلى العدوان الشامل على اليمن التي كانت في نظرهم أقلَّ وأسهلَ من الدخول إلى مدينة صعدة.
المضحكُ في القصة أنهم كلما رسموا لهم غاية أَو هدفاً يظنون أنهم قاب قوسين أَو أدنى من تحقيقه، صحيحٌ أنهم يمتلكون كُــلّ أنواع الأسلحة وأفتكها وأموال يصرفونها في كُــلّ اتّجاه، وهذه الأشياء هي التي تجرئهم على اتّخاذ مثل هذه القرارات التي حتى بعد أن يعتزلوها ويذهبوا إلى المحاولة في غيرها يسرفون في الغرور والاستعلاء والتقليل من شأن اليمنيين، فالتفحيط في الجبهات وفي نفس الأماكن التي كانوا فيها قبل أربعة أعوام لم تستطع أن تردعهم عن كبرهم وغرورهم.
الأبطالُ في الجيش واللجان الشعبية قد أجبروا قوى العدوان على التخفيف من حدة الخيلاء لدى قادتها، وفعلاً وصل الشعورُ بالإحباط إلى عُقر قلوب قادة تلك الدول وقللوا من سقف أهدافهم مجبرين ورغماً عنهم وليس برضاهم ولا نتيجة حنكة أَو حكمة من تلك القيادات، حتى تحييد حدود المهلكة أَو استعادة ما سلب منهم على صغره ليس بأقلَّ من احتلال صنعاء نفسها وإلى أن يثوبَ أعداءُ اليمن إلى رشدهم ويعودوا إلى عقولهم ويفصّلوا أهدافاً على مقاساتهم وبحجمهم الطبيعي تكون كُــلّ الخيارات قد أقفلت ولم يعد هناك أي احتمال للوصول إليها حتى بالطيران الحربي أَو المسيّر؛ لأَنَّ الجيش اليمني يزداد كُــلّ يوم خبرةً ويضيف إلى ترسانته سلاحاً جديداً وتزداد هيبته في المنطقة والعالم؛ لأَنَّ العالم يراقبُ ويرصُدُ التحوّلاتِ الكبيرةَ في مسار المعارك، وحينها يكون على قادة تلك الدول أن يبحثوا عن الحلِّ السلمي من تحت أحذية جيشنا البطل؛ لأَنَّ مستوى نظر قادة دول تحالف العدوان لن يصلَ إلى أبعد مستوى أحذيتهم في قادم الأَيَّام وقادم الأحداث.