كوكتيل صهيوأمريكي حارق .. بقلم/ منصر هذيلي
* كاتبٌ تونسي
الإرهابُ في أيِّ اتّجاه كان سلاحَ سياسة فعّال ومنفَذ إلى النفوذ، والحاجة إليه ستزيد ولن تنقص. ما عاد مقدوراً على الحروب الواسعة. هي مُكلفةٌ وغيرُ مضمونة العواقب والنتائج؛ لذلك تكونُ حروباً بالتفصيل والمفرّق.
نحن اليوم ضحية الإرهاب ولكن ألم يكن آخرون ضحية إرهاب ينتسِبُ أَو يُنسب إلينا؟ بلى ويجبُ أنْ لا ننكرَ ذلك. في الواقع يتجاوزُنا الإرهابُ كَثيراً إنْ كنا مقترفين له أَو من ضحاياه. أصبح بنيةً متكاملةً وأصبح طوراً تأريخياً.
من يستفيد من خوف غربي من الإسْلَام وخوف مسلمين من الغربيين؟ من يستفيد من هذا الخوف المقيم؟
أرى أنّ الصهيونيةَ -بما هي رؤية وبما هي حلم هيمنة شاملة- هي المستفيد. الصهيونية تبرمجُ الأذهان على الإرهاب وتجنّدُ الإرهابيين وتزيدُ من صبّ الزيت على كُلّ نار.
هذا حيويٌّ ليغفلَ عنها الجميعُ ولتُظهِرَ زمنَ التوحّش حملاً وديعاً. هناك مسلمون إرهابيون وهناك مسيحيون إرهابيون ومن كُلّ ديانة وفيها تجدُ أجنحةَ إرهاب وقتل عدمي، ولكن من يدفعُ ويوجّهُ ويغسلُ الأدمغة ويعطي الإشارة والتعليمة؟
أوروبا المذعورة مصلحةٌ صهيونية ومسلمون مخيفون مصلحةٌ صهيونية. إذَا غضبنا كُلّ غضبنا اليوم بعد مجزرة نيوزيلندا ماذا نتركُ للقادم من غضب؟
منذ سنوات قليلة كانت أوساطٌ صهيونية فزعة جداً؛ بسببِ سبر آراء أجرته مؤسّساتٌ أظهر أنّ نسبةً معتبرةً من الغربيين تقيّمُ إسرائيل سلبياً، وترى فيها الأخطرَ على السلم والأمن العالميين.
هذا من الحرامُ الممنوعُ بعين الصهيونية والصهاينة، إذ العدوُّ بجبُ أن يكونَ العربيَّ والمسلم، والتوقّي الغربي منه يجبُ أن يكونَ بدعم إسرائيل والرهان عليها استراتيجيا حامية للمتحضرين من التوحش والمتوحشين.
أخطرُ ما كان بين سوريا والعراق خلال السنوات الماضية أنّه ثبّت على نطاق دولي واسع صورةَ الإسْلَام المخيف والمسلم قاطع الرؤوس.
نزيد على ذلك أزمات أوروبا الاجتماعية وصعود اليمين وسنفهم أنّه كوكتيل حارق. يحرقنا ويحرقُها فالنارُ تسري ولا توقفُها حدود.