نسائم الشموخ في مقامات الصمود .. بقلم/ سعاد الشامي
زخرفت أمريكا أفكارَ الأعراب وزينّت لهم أحقادَهم على يمن الإيْمَـان وأملت لهم أن اقصفوهم.. فما هي إلا أسابيع معدودة وَعادوا إلى وصايتنا وهم أذلة صاغرون، مطأطئو رؤوسهم وخاضعون لنا!!
ركنت أمريكا بقرار عدوانها إلى الوضع المتدني الذي كان قد وصل إليه حالُ اليمن حينها فلا جيش وطني موحد وقوي ولا نظام سياسي مستقر ومستقل ولا وضع اقتصادي متماسك يضمنُ الاستقرارَ المعيشي والأمن الغذائي، ومثلُ هذا الوطن بهذه المواصفات الركيكة لا شك سيكون هدفاً يسيراً بالنسبة لأقوى نظام إمبريالي واستعماري على وجه الكرة الأرضية.
إن أمريكا منذ أول يوم للعدوان بادرت وَتولت الدورَ الرئيسي في التخطيط والإدارةِ والتموين العسكريّ وتحديد الأهداف الاستراتيجيةِ، وما كان على النظام السعودي الموالي لها إلا تقمُّصُ دور المجرم الأعمى والظهورُ المباشر على ساحة الإجرام مقابل تضخيم الاقتصادِ الأمريكي وتمويل الخزينة الأمريكية بمليارات البترودولار!!
تهيّأ سلمانُ الرجيمُ لتلبية نداء الشيطان الأكبر، فتقوى بقوته واطمأن لنُصرته، وجدَّ واجتهد وفتن الناسَ بالمال وصرفهم عن حقيقة العدوان وجمع الأوغادَ من سائر البلدان وجعلهم تحت لواء أسماه التحالف العربي، ليتحالفوا على سفك الدم اليمني ويتمادوا في غيهم وإجرامهم وينزلوا بأبناء الشعب اليمني صنوفَ الظلم وألوانَ الأذى عبر استهدافهم الممنهج والوحشي ليدخلوا التأريخ من أقذر أبوابه كقتَلة للأطفال والنساء!!
وكما ينبتُ الوردُ من ثنايا الشوك ويدرج الفجر من مهد الظلام، وُلِدَ من رحم هذه المظلومية الجائرة أقوى جيل يمني ربط اللهُ بالإيْمَـان قلبَه ووثق بالعون والتوفيق كُــلّ تحَـرّكاته في مواجهة التحديات العظام والخطوب الجسام.
أربعة أعوام وشمسُ الصمود اليماني بازغةٌ في سماء الشموخ يتألق نورُها وينبعثُ منها شعاعُ الحرية وقد ملأت أرضَ اليمن بأُسود الوغى وفوارس الميدان وجياد الرهان وحرائر البذل والعطاء والذين نحتوا في وجه التأريخ أصدقَ صورة فدائية في حب الأوطان، وسجّلوا على صفحات البطولات أقوى الملاحم الدفاعية التي أفشلت مُخَطّطات الأعداء وأصابتهم بهستيريا التخبط والارتباك وهم يرون أن كُــلّ ما يمتلكونه من أفتك أنواع الأسلحة وأحدث التقنيات الحربية والعسكريّة لم تصنع لهم نصراً..
أوَليس من حقنا اليوم؟ ونحن أكثرُ قوةً وتماسكاً وثباتاً ووعياً من الماضي وقد تطوّرت بلادُنا عسكريًّا وتنامت خبراتُ أبطالنا القتالية.. أن نقولَ لأعدائنا: خبتم وخابت آمالُكم وباءت بالخُسران المبين، لن تبيدونا ما دامت ثقتُنا بربنا نبضَ قلوبنا وصمودُنا هو خيارَنا الوحيد في وجه إجرامكم، ولتنتظروا حكمةَ الله التي اقتضت أن نكونَ نحن صُنّاعَ المعجزة العظمى في هذا العصر، والآية الكبرى لقهره للطواغيت، والقوة الخارقة التي أودعها اللهُ في الأرض لسحق أمثالكم وتقويض عروش الظالمين، لتظلَّ كلمةُ الله هي العليا وكلمتُكم هي السفلى واللهُ لا يهدي كيدَ الخائنين.