ناطق القـوّات المسلحة في مؤتمر صحفي:
المسيرة | خاص
مع اقترابِ الذكرى الرابعة للعدوان على اليمن، كشفت القُــوَّاتُ المسلحة، عن إحصائية للعمليات العسكريّة التي نفّذتها قُــوَّاتُ الجيش واللجان الشعبيّة على مدى أربعة أعوام، والجرائم والاعتداءات التي نفّذتها قوى العدوان خلال الفترة نفسها.. إحصائيةٌ أظهرت حجمَ الصمود الأسطوري الذي حقّــقه الشعبُ اليمني أمام أكثرَ من نصف مليون ضربة نفّذها العدوان متجاوزا بها وحشية الحرب العالمية الثانية بأكملها.
كما كشفت الإحصائيةُ تطوراً ضخماً في قدرات الجيش واللجان وبالذات في مجال التصنيع العسكريّ الذي بدأ من صواريخ “النجم الثاقب” وُصُولاً إلى منظومات دفاع جوي كشفت القُــوَّات المسلحة عن خضوعها لعمليات تجريبية قبل الإعلان عنها، وهو تطور يخرج عن كُــلّ القواعد المألوفة بالنظر إلى الظروف الصعبة التي تعاني منها البلاد في ظل العدوان، إلى جانب الإمكانات الهائلة التي يمتلكها العدوان والتي يعتبر التغلب عليها بحد ذاته “معجزة” عسكريّة لقُــوَّات الجيش واللجان.
وأوضحت الإحصائية أَيْضاً وبالأرقام مدى الفشل الذريع والفاضح الذي منيت به قوى العدوان في ميدان المواجهة، والتي تمثل جزءاً منها في سقوط أكثرَ من 100 ألف قتيل وجريح في صفوفها، وتدمير حوالي 7 آلاف آلية.
الناطقُ الرسمي للقُــوَّات المسلحة، العميد يحيى سريع، عقد مؤتمراً صحفياً، أمس، وكشف فيه عن تلك الإحصائيات والمعلومات، ضمن عرضٍ موجز لمجريات العدوان على اليمن منذ بدايته، وفيما يلي تنشر صحيفة المسيرة ما جاء في المؤتمر:
اليمن تعرض لأكثرَ من نصف مليون ضربة
ضمن حديثه عن جرائم العدوان، كشف ناطقُ القُــوَّات المسلحة أنه “خلال الأربع السنوات الماضية سقط على اليمن أكثرُ من نصف مليون قنبلة وقذيفة صاروخية كبيرة ومتوسطة بالقصف الجوي والبري والبحري وعشرات آلاف الأطنان من القنابل والقذائف بمختلف أنواعها أُلقيت على اليمن منذ بداية العدوان”.
وأوضح أن الغارات الجوية التي نفّذها العدوان خلال هذه الفترة تجاوزت ربع مليون غارة، وهو “ما يجعل اليمن من ضمن البلدان التي تعرضت لأكبر عدد من الغارات على طول تأريخ الحروب، حيثُ تجاوز عدد الطلعات الجوية التي نفّذها تحالف العدوان خلال الأربع السنوات الماضية عدد الطلعات في الحرب العالمية الثانية”، مُشيراً إلى أن “ما تعرضت له محافظة صعدة فقط من غارات خلال الأربع السنوات يتجاوز ما تعرضت له أكثرُ من تسع مدن أوروبية مجتمعة خلال الحرب العالمية الثانية”..
وذكر العميد سريع إلى أن عدد القنابل التي أطلقها العدوانُ بلغت 5914 قنبلةً عنقودية وفسفورية و2951 قنبلة ضوئية وَ3721 قنبلة صوتية وعشرات من القنابل الفراغية.
وكشف أن عددَ القنابل الصاروخية بلغت أكثرَ من 250 ألف قنبلة صاروخية، فيما تجاوز القصف الصاروخي والمدفعي 200 ألف قذيفة، وبلغ القصف البحري من البوارج والسفن الحربية في البحرين الأحمر والعربي وخليج عدن أكثرَ من 6 آلاف صاروخ.
وأشار إلى أن ضربات العدوان أدت إلى استشهاد وجرح عشرات الآلاف من المدنيين، ودمّــرت أكثرَ من 700 ألف من المنشآت والمرافق العامة والخَاصَّــة.
أرقامٌ صادمةٌ تكشفُ أن تحالُفَ العدوان الأمريكي السعوديّ على اليمن، بات اليوم يتصدر قائمة القوى الأكثر إجراماً عبر التأريخ، وليس له أن يفتخرَ بهذا التصدر؛ لأَنَّه بالرغم من كُــلّ تلك الوحشية المكثّــفة، مرت أربعةُ أعوام لم يستطع أن يحقّــقَ فيها نصراً واحداً، وعلى العكس تلقى الكثير من الهزائم، وما زالت الأَيَّامُ القادمة تحملُ له هزائمَ أكبرَ.
إنجازاتٌ بالستية وجوية وبحرية مستمرّة في التطور
بمقابل جرائم العدوان، عرض ناطقُ القُــوَّات المسلحة أَيْضاً رصيدَ إنجازات الجيش واللجان منذ بداية العدوان، وهي إنجازاتٌ أظهرت أن الشعب اليمني استطاع وبكل اقتدار أن يتغلبَ على كُــلّ تلك الوحشية، وحقّــق أرقاماً قياسية جديدة في الانتصار والصمود.
وفي ما يخُصُّ الإنجازاتِ البالستية، قال سريع: إن القُــوَّة الصاروخية للجيش واللجان أطلقت منذ بداية العدوان أكثرَ من 890 صاروخاً بالستياً، على 890 هدفاً مختلفاً في الداخل اليمني وفي عمق العدوّ، موضحاً أنه تم إطلاقُ 19 صاروخاً خلال العام الأول من العدوان، و69 صاروخاً خلال العام الثاني، و40 صاروخاً خلال العام الثالث، و1051 صاروخاً خلال العام الرابع (الذي أطلق عليه الشهيد الصمّاد اسم العام البالستي).
وأضاف سريع أن “القُــوَّات المسلحة تمتلكُ مخزوناً استراتيجياً من الصواريخ الباليتسية وقادرة على إطلاق عشرات الصواريخ الباليتسية في وقت واحد على أكثرَ من هدف ولدينا منظومات صاروخية باليتسية قادرة على إصابة أهدافها بدقة دون أن تعترضها المنظوماتُ الدفاعية للعدو”.
وكشف سريع أن القُــوَّةَ الصاروخية نفّذت عَدَداً كَبيراً من الضربات البالستية على العمق السعوديّ، خلال الأَيَّام الماضية، إلا أنه لم يتم الإعلانُ عنها، موضحاً أنه سيتم كشفُها في قادم الأَيَّام.
وعن سلاح الجوّ المسيّر، ذكر ناطق القُــوَّات المسلحة أن العمليات التجريبية للطائرات بدون طيار بدأت خلال العام الثاني من العدوان، مؤكّــداً أن “سلاح الجوّ المسيّر استطاع كسر التفوق الجوي للعدو”
وكشف أنه منذ دخول سلاح الجوّ المسيّر خط المواجهة نفّذ 1530 عملية هجومية واستطلاعية، بينها 164 عملية هجومية، منها 63 خلال العام الماضي، و11 خلال العام الجاري، وبلغت عددُ الهجمات المشتركة مع القُــوَّة الصاروخية 5 عمليات، ومع المدفعية 26 عملية.
أما العملياتُ الاستطلاعية فقد بلغت أكثرَ من 1362 عملية، وحقّــقت نجاحاً كَبيراً في رصد أهداف العدوّ وتحَــرّكاته وتعزيزاته.
وكشف سريع أن “عمليات التصنيع والإنتاج لسلاح الجوّ المسيّر مستمرّةٌ وتخضعُ لعمليات تطويرية دائمة” وأنه “تم إنتاج وصناعة أجيال متقدمة من الطائرات الهجومية وهناك منظومات جديدة ستدخل الخدمة خلال المرحلة المقبلة”.
وأوضح أن سلاحَ الجوّ المسيَّرَ أسهم منذ دخوله خط المواجهة في تعزيز بنك أهداف القُــوَّة الصاروخية وأن “هناك أكثر من 300 هدف عسكريّ تابع للعدوّ أضيفت إلى بنك الأهداف ويمكنُ استهدافُها بالأسلحة المناسبة حال قرّرت القيادة ذلك” الجو مُشيراً إلى أنه من ضمن تلك الأهداف “مقرات تستخدمها قيادات عسكريّة سعوديّة وإماراتية” الجو وأن تلك الأهداف المشروعة “لا يقتصر نطاقها على الأراضي اليمنية بل يمتد إلى عاصمة النظام السعوديّ وإلى إمارة أبوظبي”.
وخلال المؤتمر، عرض سريع مشاهدَ مصوَّرة لعمليات رصد نفّذها سلاحُ الجوّ المسيّر داخل العمق السعوديّ، وتضمنت الأهدافَ التي تم رصدُها منشآتٍ نفطيةً وبحرية للعدوّ، ظهرت بوضوح في المشاهد، ما يؤكّــد دقةَ تقنيات الرصد التي توصل إليها سلاح الجوّ المسيّر.
وحول العمليات العسكريّة البحرية، قال العميد سريع: إن القُــوَّات البحرية نفّذت منذ بداية العدوان 19 عملية نوعية، حقّــقت إصابات مباشرة، ومنها استهداف زوارق حربية للعدوّ وَ8 عمليات استهدفت سفن حربية.
وأشار إلى أنه “تم إفشال عمليات دعم لوجيستي وإنزال” كما تم تنفيذ عمليتين استهدفتا فرقاطة الدمام والمدينة وعمليتين ضد كاسحة الغام و4 عمليات استهدفت رصيف ميناء تابع للعدوّ.
وأعلن سريع أن القُــوَّات المسلحة ستواصلُ العملَ لبناء قُــوَّات بحرية وقُــوَّات دفاع ساحلي تتناسبُ وطبيعةَ الجغرافيا اليمنية وتضطلعُ بمسؤولية الدفاع عن السواحل والمياه الإقليمية والجزر، مؤكّــداً أن قُــوَّاتنا “لن تُعدِمَ الوسيلة وهي تمارس حقَّها المشروعَ في الدفاع عن السيادة الوطنية بما في ذلك استهدافُ القواعد والمنشآت والتجمعات المعادية في الجزر اليمنية”.
تدميرُ 7 آلاف آلية ومصرع وإصابة أكثر من 100 ألف من الغزاة والمرتزِقة
أما فيما يخُصُّ المواجهاتِ والضرباتِ النوعية على البر، فقد كشف ناطقُ القُــوَّات المسلحة أن وحدتَي الهندسة العسكريّة وضد الدروع تمكّنتا من تدمير وإعطاب ما لا يقل عن 7 آلاف آلية متنوعة بين مدرعات وناقلات جُنْد ودبابات وعربات وجرافات، أي بمعدل 4-5 آليات يومياً.
وأوضح سريع أن ذلك جاء ضمن 9 آلاف عملية نوعية نفّذتها الوحدتان، مستهدفةً تجمعات وآليات العدوان ومرتزِقته وتحصيناته في مختلف الجبهات.
وأكّــد سريع أن الإعلامَ الحربي وثّق بالصوت والصورة تدميرَ أكثرَ من 5069 آلية.
وأوضح أن “المقاتلَ اليمني استطاع أن يُسقِطُ فخرَ الصناعات العسكريّة الأمريكية والبريطانية من دبابات الإبرامز والمدرعات بمختلف أنواعها كالبرادلي واشكوش والماكس برو والاشكوش”.
ومن حصاد الآليات إلى حصاد الجماجم، كشف سريع أن أكثرَ من 100 ألف عنصر من قوى العدوان ومرتزِقتها سقطوا قتلى وجرحي بنيران الجيش واللجان منذ بداية العدوان، بينهم 78 ألف صريع وجريح من المرتزِقة فقط، مؤكّــداً أن النظام السعوديّ يتكتم على حجم خسائره البشرية في جبهات ما وراء الحدود.
وأضاف سريع أنه وبعد توجيهات القيادة بتطوير وتفعيل وحدة القناصة، بلغ عدد عمليات الوحدة منذ بدء العدوان وحتى الشهر الجاري 22849 عملية، مُشيراً إلى أن العمليات الأشهر لوحدة القناصة كانت على امتداد جبهات الحدود في أراضي نجران وجيزان وعسير.
إلى ذلك، ذكر سريع بأن قُــوَّات الجيش واللجان نفّذت على امتداد مسرح العمليات القتالية منذ بدء العدوان أكثرَ من 3365 عملية هجومية، وتصدت لأكثرَ من 4152 محاولة تقدم وتسلّل للعدوّ.
منظوماتُ الدفاع الجوي: الضيفُ القادمُ في العام الخامس
وعن عمليات الدفاع الجوي، تحدث ناطِقُ القُــوَّات المسلحة خلال المؤتمر الصحفي، معلناً أن الدفاعات الجوية اليمنية تمكّنت منذ بداية العدوان من إسقاط 25 طائرة حربية، و19 مروحية أباتشي، و240 طائرة استطلاع وتجسس.
وأعلن أن هناك “منظومات دفاعية متعددة تخضع لعمليات تجريبية قبل دخولها المعركة” في إطار العمل المتواصل لتعزيز قدرات الدفاع الجوي، وهو ما يؤكّــدُ إعلانَ وزير الدفاع قبل أيام عن “امتلاك منظومات دفاعية قوية”، وهو ما يشكّلُ مفاجأةً ثقيلةً على قوى العدوان، فدخول الدفاع الجوي في المواجهة يشكل تطوراً نوعيًّا سيطيح بكافة المعادلات العسكريّة للعدوّ.
الدورُ الأمريكي والإسرائيلي في العدوان لم يعد بحاجة لأدلة
وأكّــد سريع خلال المؤتمر الصحفي أن الدورَ الأمريكي في العدوان على اليمن، واضحٌ، وأن المشاركة الإسرائيلية “لا تحتاج إلى أدلة أكثر مما تحدث به قادة العدوّ الإسرائيلي وكذلك وسائل إعلام العدوّ خلال السنوات الأربع”
وكشف أن المعلومات الاستخباراتية تفيد بأن العدوان ينوي تجديدَ التصعيد العسكريّ في الحديدة، موضحاً أن هناك رصداً دقيقاً لتحَــرّكاته وأن قُــوَّات الجيش واللجان ستتخذ كافة الإجراءات المطلوبة والمناسبة”.
ووجّه إنذاراً شديد اللهجة لدولة العدوان الإماراتي قائلاً إنه “سيأتي اليوم الذي تغلق فيه مطاراتها وموانئها”.
وتطرق في ختام المؤتمر إلى وضع المحافظات الجنوبية قائلاً: إن أبناءَ الجنوب “لم يخضعوا لبريطانيا وهي في أوجّ قوتها ونفوذها” وأنهم لن يخضعوا اليوم لـ “إمارة لا تتجاوز مساحتُها مساحةَ مديرية واحدة في محافظة يمنية بل لا يساوي مساحتُها مساحةَ عزلة أَو ناحية تابعة لمديرية واحدة من مديريات محافظة المهرة”، في إشارة إلى الإمارات.