الاحتلال يستقدمُ فرقَ اغتيالات إلى المهرة ضمن مخطّط لتصفية قيادات المقاومة الشعبيّة
المسيرة | خاص
أفادت مصادرُ محليةٌ في محافظة المهرة، بأن الاحتلالَ السعوديّ الإماراتي استقدم مؤخّراً فِرَقَ اغتيالات تابعة له إلى المحافظة في إطار مُخَطّط يهدف لتصفية المعارضين والمقاومين للاحتلال، وذلك بعد تصاعد حدة المقاومة الشعبيّة وانطلاق الكفاح المسلح ضد الاحتلال ومليشياته الأسبوع الماضي.
وأوضحت المصادر أنه وصلت إلى مدينة الغيظة، خلال الأيام الماضية، مجموعةٌ من فرق الاغتيالات التابعة للاحتلال والتي سبق لها أن عملت في عدن وكانت مسؤولةً عن تصفية العديد من أئمة المساجد والقيادات العسكريّة والأمنية لفصائل المرتزِقة خلال الصراعات والفوضى الواسعة التي تشهدها محافظة عدن ومختلف المحافظات المحتلّة.
وقالت المصادر: إن الاحتلالَ خصص لعناصر هذه الفرق مكاناً في القصر الجمهوري بالمدينة، من أجل إقامتهم.
وأشارت المصادر إلى أن هذه الخطوةَ تأتي ضمن مُخَطّط جديد يهدفُ لتصفية المعارضين والمقاومين للاحتلال، في إطار نشاط الاحتلال المتواصل لتعزيز تواجده واستباق أية متغيرات على الواقع.
وأوضح ناشطون محليون أن محافظَ المهرة المعيّن من قبل الاحتلال، راجح باكريت، قد وضع قائمةً بأسماء القيادات الوطنية الرافضة للاحتلال، من أجل استهدافهم عبر مُخَطّط الاغتيالات الذي يتم الإعداد له.
ومن ضمن الشخصيات التي وردت أسماؤهم في القائمة، الشيخ علي سالم الحريزي وكيل المحافظة السابق، ورئيس المجلس العام لأبناء المهرة وسقطرى الشيخ عَبدالله بن عيسي آل عفرار، ومدير الأمن السابق اللواء أحمد قحطان، ورئيس لجنة اعتصامات المهرة الشيخ عامر سعد كلشات، والشيخين عبود قصميت، ومحمد بركات، وغيرهم من الشخصيات القيادية في الحراك الشعبي المناهض للاحتلال.
وكانت وسائلُ إعلام أجنبيةٌ قد كشفت سابقاً أن الاحتلالَ الإماراتي استأجر شركةً خَاصَّــة توظّف مرتزِقةً أجانبَ لتنفيذ عمليات اغتيالات في محافظة عدن، وطالت تلك الاغتيالاتُ خصومَ الإمارات وعلى رأسهم حزب الإصلاح.
ونقل موقعُ “باز فيد” الأمريكي العام الماضي، عن بعض مجنّدي هذه الشركة اعترافاتِهم بأنهم قاموا باغتيال عدد من أئمة المساجد وقيادات حزب الإصلاح في عدن، في إطار عملهم لصالح الاحتلال الإماراتي.
وتوظِّفُ هذه الشركةُ مجندين سابقين في الجيش الأمريكي ومقاتلين من جنسيات عديدة، وبينهم صهيوني يديرُ العمليات، ويقبضون رواتبَ كبيرة من الاحتلال الاماراتي.
وتأتي هذه الخطوةُ من قبل الاحتلال بعد أن تصاعدت وتيرة المقاومة الشعبيّة التي يواجهها في محافظة المهرة بشكل كبير، حيث شهدت منطقةُ “شحن” الحدودية الأسبوعَ الفائتَ، أول مواجهة مسلحة بين مليشيات الاحتلال وقبائل المهرة، عقب محاولة الاحتلال إدخال تعزيزات عسكريّة لتوسيع وتثبيت تواجده هناك.
ومُنِيَت مليشياتُ الاحتلال بهزيمة كبيرة على يد قبائل المهرة في تلك المواجهة، حيث سقط عددٌ من القتلى والجرحى في صفوف المليشيات وتم تدميرُ عدة آليات لهم، وتم إجبارُهم على الانسحاب من المناطق التي كانوا قد قدموا إليها.
وتشهدُ المحافظةُ استنفاراً كبيراً بين القبائل وبالذات بعد المواجهة المسلحة، وكان العديدُ من زعماء الحراك الشعبي المقاوم للاحتلال، وعلى رأسهم الشيخ علي سالم الحريزي وكيل المحافظة السابق، قد صرّحوا بأن القبائل ستحمي المحافظة بأسلحتها، وستواجه الاحتلال السعوديّ بكل ما تملك.
وأكّــد الحريزي في تصريحات صحفية قبل أيّام، أن المحافظ المرتزِق، باكريت، أداةٌ من أدوات الاحتلال، وأن من يحكم المحافظة فعلياً هو القائد العسكريّ للقُــوَّات السعوديّة في مطار الغيظة.
وتزايدت في الفترة الأخيرة نشاطاتُ الاحتلال لتفجير الوضع داخلَ محافظة المهرة، حيثُ استقدم خلال الأيام والأسابيع الماضية مجموعاتٍ كبيرةً من المليشيات المسلحة من عدة محافظات جنوبية، بالتعاون مع التنظيمات التكفيرية، وقام باستحداث العديد من المواقع العسكريّة، كما ضاعف اعتداءاتِه على المواطنين والصيادين.
ونهاية الأسبوع الفائت، أقدمت مليشيات الاحتلال على اختطاف اثنين من المواطنين واقتادتهما إلى قاعدتها العسكريّة في مطار الغيظة، وقوبل هذا الاعتداء باستنكار شعبي ضاعف حالة الاستنفار.