في استطلاع صحفي قامت به صحيفةُ المسيرة حول سقوط مؤامرات العدوان في العبّيسة:
بعدَ تأمين منطقة العبَّيسة بمديرية كُـشَـر في محافظة حجة وتطهيرها من العصابات الإجرامية التي أشعلت الفتنةَ فيها بتوجيه ودعم من تحالف العدوان السعودي الأمريكي، عادت الحياةُ الطبيعيةُ إلى المنطقة وعاد المواطنون إلى ممارسة أعمالهم بشكل اعتيادي، وارتياح مجتمعي كبير للإنجاز الذي حقّقته الأجهزةُ الأمنية بمساندة الجيش واللجان الشعبيّة والقبائل الشرفاء بدحر العصابات الإجرامية.
وفي هذا الصدد، أجرت صحيفة المسيرة استطلاعاً صحفياً، والتقت سياسيين ومثقفين وناشطين ومشايخ؛ للوقوف عند سقوط أدوات العدوان في حجور وما الذي يمثله انتصار الجيش واللجان الشعبيّة وقبائل حجور على المرتزِقة وقُطّاع الطرق في العبَّيسة، خصوصاً وهذه الصفعة للعدوان تأتي والشعب اليمني على أهبة الاستعداد لدخول العام الخامس من الصمود في وجه العدوان.
انتصارُ حجور.. انتصارٌ للقبيلة اليمنية
البدايةُ كانت مع الأستاذ إبراهيم العمدي -مسؤول الوحدة التربوية لأنصار الله بمحافظة ذمار- الذي تحدث بالقول: “إن موقفَ أبناء وقبائل حجور الشرفاء في تصديهم ودحرهم لمرتزِقة العدوان في مناطقهم، يعتبر موقفاً مشرفاً، ومؤكّــداً بما لا يدع مجالاً للشك بأنه يوجد في كُــلّ منطقة وكل أرض من هذا البلد رجال صادقون أحرار جاهزون ومستعدون دائماً للذود عن أرضهم وكرامتهم ومواجهة أية بؤر تخريبية يحرّكها العدوّ، من خلال بعض المرتزِقة والعملاء الذين باعوا أنفسهم للشيطان وأصبحوا منبوذين في سلوكهم وأعمالهم وانتمائهم ومنحرفين انحرافاً كلياً وواقعياً عن مبادئ وفطرة أبناء هذا البلد الأحرار والشرفاء”.
وأكّــد العمدي “أن انتصارَ أبناء حجور الشرفاء بمساندة إخوانهم من الجيش واللجان الشعبيّة على عناصر التخريب والارتزاق، يمثل انتصاراً للقبيلة اليمنية وهُــويَّتها الإيمانية وعاداتها وتقاليدها التأريخية المشرِّفة والساطعة”.
سقوطُ أدوات العدوان يُجبِرُ العدوّ على الاعتراف بضعفه وهزيمته
من جهتها، أكّــدت أشواق مهدي دومان “كاتبة وناشطة” أن هذا الانتصار يمثّل ردًّا جديداً موجزاً مركّزاً على أرباب المرتزِقة، أمّا المرتزِقةُ فلا قيمة لهم وَلا ثمن سوى تلك الأسلحة التي أصبحت غنائم حملها المحتلّون وساقوها لرجال اللّه بأيديهم مقابل تحميل مرتزِقتهم مسؤولية تفعيلها، لكنّ رجال اللّه قالوا لهم: “نحن الحقّ وأهله وأنتم الباطل وَهلامه، وما انتصر إلّا الحقّ وما زهق سوى الباطل”، وعاد أبطال الجيش واللجان الشعبيّة يطهّرون تلك المنطقة سادّين ثغرةً كانت آمال المعتدين معقودة عليها بعد أربعة أعوام من الهزيمة النّكراء للعدوان يقابلها انتصارات أسطوريّة للجيش واللجان الشعبيّة والقبائل، فالنّصر هنا محقّقٌ والفتنة مزهوقة والرّوح المعنويّة لرجال اللّه أعلى ما تكون، ولعلّه درسٌ يقول للعدوان: هنا اليمن، هنا مقبرة الغزاة، فعبثاً أن تحاولوا، فعودوا من حيث أتيتم وإلّا كسرنا قرونكم وأعدناكم جثثاً كجثث الكلاب.
وأضافت دومان: “إن هذا الانتصار من جديد يضع اليمن في خانة القوّة ويجبر العدوّ أن يعترفَ بضعفه وهزيمته أمامها، وقد أصبحت من جديد رقماً صعباً يصعُبُ تجاوزه”، فيما أشار الشاعر صالح محمد الجوفي إلى أن انتصار أبطال اليمن على بواقي أدوات العدوان يعتبر صفعةً قوية في وجه العدوان الغاشم على بلدنا، وسيسطره التأريخ بحروف من ذهب، فلله الحمد والشكر.
القضاءُ على لصوص حجور درسٌ لكل من يسعى لإشعال الفتنة داخل القبيلة اليمنية
بدوره أشار الشيخ سعيد عَبدالله الحفصي -مسؤول التلاحم القبلي مديرية مغرب عنس- إلى أن “هذا الانتصار والإنجاز العظيم الذي حققه أبطال الجيش واللجان الشعبيّة وأبطال القبيلة اليمنية الشرفاء يعتبر أكبر وأهم من انتصارات جبهة الحدود أَو أية جبهة أخرى وذلك حسب اعتقادي لما تمثله حجور من موقع جغرافي واستراتيجي مهم جداً ولما فيها من أهداف يلهث وراءها العدوّ ومرتزِقته عبيد أمريكا وإسرائيل، وخاصة في هذا التوقيت بالذات ونحن على نهاية العام الرابع من العدوان وبداية العام الخامس، ونسأل الله النصر والتمكين للمجاهدين في جميع الجبهات”.
كما قالت الكاتبة الصحفية سكينة المناري: إن العدوان أراد إشعال فتيل الفتنة في محافظة حجة؛؛ لأَنَّه فعلاً عجز عن مقاومة الصمود اليمني، فلجأ لإثارة الفتن والنعرات والتفرقة بين أبناء القبيلة الواحدة، وحتى بين أبناء الأسرة الواحدة، لكن وبفضل الله ثم بفضل الأبطال تم دحر المرتزِقة وقطاع الطرق في العبَّيسة وتربّع الأحرار على سهول وهضاب محافظة حجة.
وأضافت: “هذا الانتصار الذي حققه أبطالُ الجيش واللجان الشعبيّة وقبائلُ حجور الشرفاء يمثل ضربةً قاسية للعدوان، ودرسا مهما للمرتزِقة ولكل من يحاول أن إثارة الفتن بين أبناء هذا البلد أنه مصيره سيكون مؤلما وموجعاً جداً، كما يمثل صفعة في وجه الأعداء أنه مهما حاولتم خلخلةَ الجبهة الداخلية وزعزعتها ستفشلون وستفشل مخططاتكم؛؛ لأَنَّ هذا الشعبَ قد تحصّن بالوعي واليقظة والإرادة”.
واختتمت المناري بالقول: “يمثل هذا الانتصارُ بالنسبة للشعب اليمني تتويجاً لجميع الانتصارات التي يحققها أبطال الجيش واللجان في جميع المحاور؛ يمثل الوفاء والإخلاص ومدى فاعلية أبناء اليمن الأحرار المخلصين ضد المعتدي والغازي، ويبين الصلابة وقوة الإيمان التي يتمتع بها رجال الله الذين لم ولن ينكسروا أَو يوهنوا حتى يتم تحرير اليمن من كُــلّ الغزاة والمحتلين”.
سقوطُ مؤامرة العدوّ في العبَّيسة دليلُ تماسك الجبهة الداخلية والموقف الأصيل للقبيلة
وفي سياق الموضوع لفت عضو هيئة التدريس بجامعة ذمار الأستاذ سام الهمداني إلى أن هذا الانتصارَ يعكسُ تماسكَ الجبهة الداخلية أمام كُــلّ مؤامرة قد يخلقُها العدوانُ في أي مكان، كما أنه يبرهنُ على وجود القبيلة اليمنية الأصيلة التي تعتبر سنداً للجيش واللجان الشعبيّة، وبالتالي فإن كُــلّ مَن تسوَل له نفسُه زعزعةَ الأمن الداخلي سيلقى مصيرَه المحتوم المشؤوم، ومهما تعددت أساليب العدوّ وخططه في دعم عصابات التخريب وقطاع الطرق إلا أنها فاشلة كفشل تحالفهم الشيطاني الذي لم يستطع أن ينجزَ في أربع سنوات أيَّ نجاح سوى قتل الأبرياء من النساء والأطفال والشيوخ، وها نحن نودّعُ العامَ الرابع بالانتصار وسيكونُ العامُ الخامس بإذن الله هو عام النصر والفتح المبين.
فيما أوضح الكاتب نجيب العنسي أن ما قام به رجالُ قبائل حجور بشكل خاص وحجة بشكل عام -من دور مساند للدولة، ووقوفها بتلك الصرامة المذهلة في وجه الخارجين عن الشرع والقانون وأعراف القبيلة- إنما هو موقف ينسجم مع التأريخ المقدس للقبيلة اليمنية.
وأضاف العنسي: وقوف مشايخ ورجال قبائل حجة بسلاحهم إلى جوار رجال الأمن والجيش واللجان ومشاركتهم في دحر الخارجين عن القانون، إنما كان، أولاً: لمعرفتهم -وهم أبناء المنطقة- بأصل وتفاصيل الجريمة التي ارتكبها وتمادى في ارتكبها أفراد العصابة المعروفين لدى أبناء قبائل حجور بأسمائهم وتأريخهم كقطاع طرق ولصوص، لطالما عانى من جرائمهم المواطنون، قبل ثورة الـ21 من سبتمبر، عندما كان قطع الطريق سلوكاً يحظى بدعم ورعاية السلطة، وثانياً: استغلال العدوان ومرتزِقه لهؤلاء، وإسناده لهم ومحاولاته لإنقاذهم، جعل للقضية بُعداً آخر كان من شأنه أن يلهبَ حماس ونخوة قبائل حجور ويضاعف عزمَهم على التصدي لهذه العصابة، ولمن يتبنى جرائمها. فكانت النتيجة أن تقاسمَ رجال القبائل مع إخوانهم في الجيش والأمن هذا النصرَ، كما يتقاسمون في الجبهات كُلَّ نصر يحرزونه في مواجهة مليشيات ومرتزِقة تحالف العدوان الأمريكي السعودي.
من جهته، أكّــد الكاتب والناشط مطهر يحيى شرف الدين أن انتصارَ الجيش واللجان الشعبيّة هو انتصارٌ للمبدأ وللقضية التي انطلق من أجلها رجال الرجال الذين انطلقوا مجاهدين في ميادين البطولة والشرف من أجل عزة وكرامة اليمن أرضاً وإنْسَاناً، فانطلقوا ليمثلوا حقاً لا باطل فيه، وذلك في مواجهة أعداء الدين وأعداء القيم الإنْسَانية، انطلقوا وهم لا يعتبرون لقوة استكبارية أَو ترسانة عسكرية أَو سياسة دولية تمثل محوراً للشر والطغيان.
وأردف شرف الدين: اليوم وبعد أربع سنوات من العدوان الكوني على اليمن مثّل انتصار الأحرار من الجيش واللجان الشعبيّة انتصاراً للسيادة وانتصاراً للقرار الوطني المستقل الذي يواجه من أجله الشعب اليمني بثباتهم وصمودهم وعزيمتهم على أن نكون أحراراً نأبى الذل والهوان ونرفض الوصاية للأجنبي والتبعية لدول مرتهنة طالما أضحت بدورها أدوات بيد الدول الكفر والطغيان وتحالف العدوان الصهيوأمريكي على اليمن.
بدوره، تحدث مديرُ عام شؤون المغتربين بذمار يحيى حسين الكبسي قائلاً: يمثل انتصارُ الجيش واللجان الشعبيّة ومن ورائهم كُــلّ القبائل اليمنية الأصيلة على المرتزِقة وقطّاع الطرق في العبَّيسة نقطةً مهمةً وحاسمة في ميزان القوى لصالح الشعب اليمني الذي أثبت بأسه وشدّته في مواجهة أعتى جيوش العالم الثمانية عشرة التي تحالفت لكسر هيبة وبأس هذا الشعب العظيم المذكور في كُــلّ الكتب السماوية الذي اختاره اللهُ تعالى لتخليص المستضعفين في العالم من أعتى تحالف دولي قذر بسط يدَه على كُــلّ مقدرات العالم؛ بغرض تركيع الشعوب خدمةً للمشروع الصهيو أمريكي القذر الذي تصدعت أركانُه وبانت آثارُ سقوطه المدوي بأيدي الجيش واللجان الشعبيّة اليمنية خلال أربعة أعوام من الحرب برهن فيها أبناء الشعب اليمني أنهم حقاً الشعبُ الحديدي أولو البأس الشديد.