قدمنا التنازلات لرفع معاناة شعبنا ومصلحتُنا في السلام
المسيرة: خاص
عقد نائبُ وزير الخارجية، حسين العزّي، في العاصمة صنعاء، أمس الاثنين، مؤتمراً صحفياً؛ للوقوف على مستجدات اتّفاق السويد، الذي تماطل قوى العدوان ومرتزِقتها تنفيذ بنوده بأوامرَ أمريكية بريطانية صهيونية.
وخلال المؤتمر أشار العزي إلى أن الإعلام المعادي يحاول التغطية على المماطلة المتعمدة من قبل تحالف العدوان، مضيفاً “معنيون بالرد على الحملات التضليلية”، مهيباً بجميع وسائل الإعلام الحرة لنقل الحقيقة وفضح قوى العدوان ومرتزِقتها وكشف هُوية الأطراف المعرقلة لاتّفاق السلام في العالم.
وأكّــد العزي أن القيادة السياسية تعاملت بحكمة ومسؤولية مع كُــلّ المواقف الرامية إلى السلام، “ونحن لم نأنف من الذهاب للمفاوضات معهم تحت القصف والحصار، ولم نأنفْ حتى من الذهاب إلى أراضيهم لنحاور من أجل السلام، وقبلنا بخارطة ولد الشيخ وبمخرجات جنيف ومسقط، وقدمنا مبادرات في وقت مبكر وانقلبوا عليها”، مؤكّــداً “أن العدو خاض حربَه خوضَ مَن لا يريد السلام، خوض من يطلب الاستسلام، وهذا ما لم يكُن ولن يكون”.
وفي ما يتعلق بالمشاورات، أشار العزي إلى تجاوب القيادة السياسية مع دعوة المفاوضات التي أطلقها غريفيث، في حين احتاج إلى 6 أشهر لإقناع الطرف الآخر”، لافتاً إلى أن تحالف العدوان حاول وضع العراقيل أمام الوفد الوطني للحيلولة دون مشاركته في جنيف3 بارتكاب مجازرَ مروعة في صعدة والحديدة غير أن الوفد كان حكيماً وأفشل عراقيلَ العدو الذي “لم يكن بوسعه سوى منع الطائرة من نقل الوفد إلى جنيف”.
وأضاف نائبُ وزير الخارجية “جاءت مشاوراتُ السويد والطرف الآخر لم يكن جاهزاً وتغلُبُ عليه لغةُ التعنت والرفض من أول لحظة؛ ولهذا عطّل الاتّفاق الخاص بفتح المطار وعطّل الاتّفاقَ الخاصَّ بالبنك المركزي والمرتّبات، وعطّل التوصّلَ إلى صيغة نهائية بشأن تعز، وحتى اتّفاق الحديدة بقي متعنتاً حتى اللحظة الأخيرة من اتّفاق السويد”.
وتطرّق العزي إلى مرحلة التنفيذ لاتّفاق ستوكهولم التي وقّع عليه وفدُنا الوطني في السويد في حين لم يوقّع الطرف الآخر إلا بعد 15 يوماً، لافتاً إلى الحالة التي ظهر بها وفدُ الرياض والتي تؤكّــد عدمَ جديته في الوصول إلى اتّفاق سلام بعد أن تنصل عن تقديم كشوفات الأسرى خلال فترة المشاورات، والتي قدمها بعد شهر من الاتّفاق مليئةً بالاختلالات أظهرت ارتباطَه بكافة العناصر الإجرامية وتنكره لمرتزِقته من أبناء المحافظات الجنوبية والشمالية.
وعن تنفيذ اتّفاق الحديدة، أكّــد العزي استعداد القيادة السياسية بالشكل الكامل والتعاطي الإيجابي لتنفيذ هذا الاتّفاق “بدءً باختيار ممثلينا واستضافة الطرف الآخر والأمم المتحدة في قلب جبهتنا العسكرية”، مشيراً إلى مسلسل العراقيل التي وضعها الطرفُ الآخر أمام الاتّفاق؛ بسبب تعدد الجنسيات والولاءات في صفوفه، حيث خالف نصوص الاتّفاق وطلب من قواتنا الانسحاب 15 كيلو على أن ينسحبوا 500 متر، في إعاقة واضحة للاتّفاق، مضيفاً “ومن بين العراقيل خروقات العدوان التي بلغت 11 ألف خرق جسيم، بينها غارات جوية”.
وأتبع نائبُ وزير الخارجية “في المرحلة الأولى اتفقنا على الخروج من رأس عيسى وميناء الصليف والمرحلة الثانية هي الخروج من كيلو 8 ومن مدينة الصالح ومن ميناء الحديدة”، مؤكّــداً “أن قواتنا قبلت تنفيذَ المرحلة الأولى دفعةً واحدةً دون تجزئة وبدون أي مقابل على الرغم من أن الطرف الآخر لم ينفذ شيئاً بصفته الطرفَ المهاجم”.
واستطرد “التزاماتنا في هذا الاتّفاق أكبر وأَكْثَر وأهم؛ لأَنَّنا سنعيد الانتشار من رأس عيسى وميناء الصليف ونفتح التحصينات، بينما هم التراجع من كيلو 8 والتراجع من مدينة الصالح، وقبلنا أن ننسحب 5 كيلو بينما هم التراجع كيلو، ولكنهم لم ينفذوا شيئاً، وتفاجئنا من الأمم المتحدة التي قالت: إن الطرف الآخر لم ينفذ شيئاً، ونحن نقدم كُــلّ هذه التنازلات حرصاً على السلام ولأننا أصحاب قضية ولأننا نشعر بمعاناة شعبنا ونسعى لإزاحتها”.
واستنكر العزي تصريحاتِ الوزير البريطاني والوزير الأمريكي التي جاءت لتغطّيَ على العراقيل التي خلقها الطرف الآخر، مشيراً إلى أن المواقف الدولية كانت جامدة إزاء خروقات العدوان وغاراته وجرائمه في الحديدة وبقية المحافظات، بينما تسابقت لإدانة عملية العنَد البعيدة عن الحديدة والخارجة عن اتّفاق السويد.
وأكّــد العزي أن الأمريكيين والبريطانيين تجار حروب يتحدثون بمنطق العصابات الذين لا يريدون لهذه الحرب أن تتوقف، وذلك عبر تغاضيهم عن نصوص اتّفاق السويد والبحث عن إعاقات للاتّفاق.
وفي ختام المؤتمر جدّد نائبُ وزير الخارجية التأكيدَ “أن المستفيدَ من هذه الحرب هم قوى الارتزاق والعمالة، وهم تجار الحروب وفي مقدمتها أمريكا وبريطانيا، وأية جهة أخرى باستثناء اليمن والسعودية المستفيدتين من السلام”، مضيفاً “أقول إن علينا نحن والسعودية أن نمضيَ في السلام وأن نوقفَ شلّالَ الدماء وأن نعمل على استعادة إخائنا؛ لأَنَّه لا أحد مستفيد من هذه الحرب لا نحن ولا هم، المستفيدون هم المرتزِقة وقوى العمالة وتجار الحروب”.