العدوّ السعوديّ يعتقلُ “ضباط بارزين” من المرتزقة في عسير ويقتادهم إلى سجونه
المسيرة | خاص
كشفت مصادرُ خَاصَّــة لصحيفة المسيرة، أمس الثلاثاء، أن العدوّ السعوديّ قام باعتقال عددٍ من كبار ضباط المرتزِقة الذين يقاتلون بصفوفه في جبهات ما وراء الحدود، واقتادهم إلى جهات مجهولة، في خطوة ليست الأولى في مسلسل استعباد النظام السعوديّ لمرتزِقته بأشكال مختلفة، كما أنها ليست الأولى من نوعها، حَيثُ سبق وقامت السعوديّة باعتقال أعداد كبيرة من ضباط وجنود المرتزِقة ولم يعرف مصيرهم أحد حتى الآن.
وأفادت المصادرُ بأن الضباطَ الجدد من المرتزِقة الذين اعتقلهم العدوّ السعوديّ، يحملون رُتَباً عسكريّة رفيعة، وتم اعتقالُهم من جبهة عسير وراء الحدود، حَيثُ كانت المملكة تستخدمُهم للقتال نيابة عن جيشها كما تستخدمُ غيرَهم من المرتزِقة السودانيين والمليشيات المختلفة.
وأوضحت المصادرُ أنه لم يُعرَفْ حتى الآن مصيرُ هؤلاء الضباط، ويُرجَّحُ أنهم لحقوا بالكثير من زملائهم المرتزِقة الضباط والمجندين الذين اعتقلهم النظام السعوديّ في أوقات سابقة وأودعهم سجوناً يتعرضون فيها للتعذيب والتنكيل مكافأة على قتالهم في صفه.
وكان العدوُّ السعوديّ قد قام في سبتمبر 2017 باعتقال عشرات الضباط من المرتزِقة، حَيثُ كشفت وسائلُ إعلام موالية للعدوان في نوفمبر الفائت أن أولئك الضباط كانوا ضمن لواء يسمى “مكافحة الإرهاب” تم استقدامُه إلى السعوديّة بحُجّة تلقي تدريبات ودورات عسكريّة، إلا أنهم فوجئوا بأن الهدفَ هو إرسال أفراد ذلك اللواء البالغ عددهم 1532 فرداً إلى جبهات الحدود للقتال بالنيابة عن الجيش السعوديّ.
وقد اعترف، آنذاك، العقيدُ المرتزِقُ حسين القطيبي، أحد ضباط ذلك اللواء، بأن القُــوَّات السعوديّة قامت باعتقال ضباط اللواء، وهو من بينهم، بعد أن أبلغتهم بمهمة القتال في الحدود السعوديّة، حَيثُ رفض أفراد اللواء وبعض الضباط ذلك، فتم اتهامهم بـ” التحريض والتمرد والتخريب”.
وأوضح المرتزِق القطيبي بعد الإفراج عنه في سبتمبر الماضي، أنهم تعرضوا للتعذيب والإذلال في السجون السعوديّة، وقضوا تسعة أشهر في تلك السجون بتهمة “رفض الدخول في مواجهات عسكريّة لم يستعدوا لها”.
مصير لا يختلف كثيراً عن مصير بقية المرتزِقة الذين “لم يرفضوا” القتال وذهبوا إلى الجبهات، لتباغتهم طائرات العدوان بغارات مركزة تحصد المئات من القتلى والجرحى في صفوفهم، ولا يتجرأون حتى على انتقاد تلك الغارات ويصفونها على استحياء بـ “الخاطئة”.
كُلُّ ذلك يأتي ضمن مسلسل استعباد وإذلال يبدأ منذ اللحظة الأولى التي يسلم فيها المرتزِقة نفسه لقوى العدوان مقابل المال، حَيثُ لا يستطيع بعدها أن يتصرف إلا وفق رغبة العدوان، وعندما تكون تتحَـرّك تلك الرغبة في اتّجاه استهداف المرتزِق نفسه، لا يكون أمامه أي خيار.