أربعةُ أعوام من الصمود اليماني.. نحن هنا فأين أنتم؟! بقلم/ سمير أحمد علي
يدخُلُ العدوانُ السعوديُّ الأمريكيُّ الإسرائيلي على اليمن عامَه الخامس على التوالي، ما مثّل خيبةَ أمل كبيرة وهزيمة ساحقة لتحالف الإجرام الذي راهن على هزيمة الشعب اليمن وكسر عزيمتهم والنيل من كرامتهم وعزتهم وحريتهم واستقلالهم خلال أيام معدودات ليجد نفسَه يغرقُ في وحل السقوط والانكسار عاماً بعد عاماً على أيدي رجال الرجال أولي القُــوَّة والبأس اليماني الشديد.
أربعة أعوام انقضت لم تتوقف فيها يوماً مشاهد أشلاء الأطفال والنساء والشيوخ ممن أزهقت أرواحهم البريئة الطاهرة بدون وجه حق بغارات الطائرات العدوّ السعوديّ الإماراتي الأمريكي الإسرائيلي وغيرها من الأنظمة الغربية التي تشارك في قتل اليمنيين من خلال دعم النظام السعوديّ عسكريّاً ولوجستياً وسياسيّاً.
أربعة أعوام انقضت كان الصمود الأسطوري لأبناء اليمن هو سيدَ الموقف بعد أن أذهل العالم وأصبحت شجاعةُ المقاتل في هذا البلد محطَّ إعجاب واهتمام وتقدير كُلّ الشعوب الأُخْرَى؛ لما قدمه من بطولة واستبسال، قدّم خلالها خيرةُ شباب هذا الوطن أرواحهم فداءً في سبيل الله وفي سبيل الدفاع عن الأرض والعرض ومواجهة الغزاة والمحتلّين ومرتزِقتهم، بعكس الطرف الآخر الذي تكبّــد ولا يزال كُلَّ لحظة الكثيرَ من مرتزِقته ومقاتليه وعتاده وأسلحته المتطورة التي سُحقت تحت أقدام المقاتلين الأبطال من أبناء الجيش واللجان الشعبيّة.
أربعة أعوام انقضت، ارتكب فيها تحالف العدوان السعوديّ أبشعَ أنواع الجرائم في حرب إبادة بحق الشعب اليمني لم يشهد لها التأريخ مثيلاً، وانكشف فيها زيفُ ونفاق المجتمع الدولي لا سيما الأُمَــم المتحدة ومجلس الأمن والمنظمات الحقوقية الدولية التي لم تحَـرّك فيهم تلك المجازر والقتل ساكناً ودُفنت قوانينهم الخَاصَّــة بحقوق الإنْسَان في مقبرة اليمن التي دفن فيها الغزاة، كما شن النظام السعوديّ ومرتزِقته تصعيداً اقتصادياً غيرَ مسبوق في محاولة لإركاع المواطنين وإذلالهم وإهانتهم واستهداف لقمة عيشهم غيرَ مكتفٍ بحربه العسكريّة الإجرامية ولم تقف حربه الاقتصادية عند نقل البنك المركزي من العاصمة صنعاء إلى عدن المحتلّة قبل ثلاث سنوات وَحرمان الملايين من الناس من رواتبهم ومَصْــدَرِ دخلهم الشهري، بل تعدى الأمر إلى تدمير البنية التحتية بشكل ممنهج ومنظّم، والمؤامرة على الاقتصاد الوطني من خلال طباعة ما يقارب من تريليوني ريال من العملة المحلية الورقية خارج البلد أدت إلى انهيار قيمة الريال اليمني أمام بقية العملات الأجنبية الأُخْرَى وتضاعف أسعار المشتقات النفطية والمواد الغذائية والسلع الأساسية الضرورية بصورة جنونية ومخيفة في عموم محافظات الجمهورية بما فيها المحافظات الجنوبية والشرقية الواقعة تحت سيطرة الاحتلال الإماراتي السعوديّ.
إن الدخولَ في العام الخامس من زمن العدوان والاحتلال في اليمن يشكل رسالة يمنية قوية للعالم بأن كُلّ يوم يمارس فيه العدوّ جرائمَه وحربه بحق اليمنيين فإنه يزيدُ أبناءَ هذه البلد قُــوَّةً وصلابةً ومعنويات عالية وإن كلفهم الصمود لمائة عام، بينما يشكل استمرار العدوان والحصار عبئاً كبيراً وخسارة فادحة لتحالف العدوان السعوديّ الإماراتي الذي باتت آثار هذا العدوان جلية في اقتصادياتهم المنهارة وظهور التذمر الكبير في أوساط شعوبهم.
وهي رسالة لمن هم في الداخل من المرتزِقة والمخدوعين والصامتين والشامتين ولا يزالون يراهنون على حصان أعرج متمثل في دول العدوان بأن الوقتَ حان للعودة إلى جادة الصواب والوقوف مع الحق ونُصرة الدين والوطن، وأن من عجز عن هزيمة وكسر إرادة الشعب اليمني خلال خمسة أعوام فهيهاتَ له أن ينال ذلك وإن ظل ألفَ ألف عام.